منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

3 حلول لمواجهة انتشار الآفات والحشرات بالأراضي الزراعية بسبب تغيرات المناخ

للاحتباس الحراري وتغير المناخ تأثيرًا خطيرًا على الزراعة، ويحمل هذا التأثير عدة أوجه، أبرزها التغيرات في معدلات الحرارة، هطول الأمطار، التقلبات المناخية الشديدة كموجات الحر؛ التغيرات في الأمراض والآفات والحشرات؛ التغيرات في غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي وتركيزات طبقة الأوزون القريبة من سطح الأرض؛ التغيرات في الجودة الغذائية لبعض الأطعمة؛ والتغيرات في مستوى سطح البحر.

في مصر، يعتبر قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التي سوف تتأثر بشدة بسبب التغيرات المناخية. بداية من التأثير على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية والحيوية وانتهاء بانتشار الآفات والحشرات والأمراض وغيرها من المشاكل والتى تؤثر بشدة  على الأرض والمحاصيل الزراعية.

السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أكد ذلك في تصريحات إعلامية مؤخرًا، عندما قال إن  “قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التي تتأثر بالتغيرات المناخية، التي لها أثر سلبي في انتشار الآفات بالأراضي الزراعية.

وأضاف: “نحاول توعية المواطنين بالتغيرات المناخية وخطورتها على المحاصيل الزراعية، ونتخذ إجراءات للتكيف مع التغيرات المناخية”.

القصير، أكد أيضًا أن التغيرات المناخية لها أثر كبير على احتياجات النبات من المياه، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى زيادة درجة ملوحة الأراضي الزراعية نتيجة ارتفاع منسوب مياه المحيطات، متابعًا أن النبات لها احتياجات من حرارة وضوء، فهي أكثر حساسية من البني آدمين، ولها احتياجات من المياه أيضًا، ودرجة معينة من الملوحة.

يتسبب الاحتباس الحراري في زيادة أعداد الآفات الحشرية، ما يضر بإنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية مثل القمح وفول الصويا والذرة. ورغم أن درجات الحرارة المرتفعة تتُسبب في مواسم نمو أطول، ومعدلات أسرع في النمو للنباتات، فإنها تزيد أيضًا من معدلات الأيض وعدد دورات التكاثر في الحشرات. حيث تكتسب الحشرات التي كان لها في السابق دورتين فقط للتكاثر سنويًا، دورة إضافية في حال امتدت فصول النمو الدافئة، ما يُسبب حدوث طفرة في أعدادها. من المتوقع أن الأماكن ذات المناخ المعتدل ومناطق خطوط العرض العليا سوف تشهد تغيرًا هائلًا في أعداد الحشرات.

وطبقاً لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تدمر الآفات والأمراض والأعشاب الضارة 40 بالمائة من الإمدادات الغذائية العالمية كل عام. وقد بدأ العلماء- لا سيما في الدول الصناعية- دراسة تأثير تغير المناخ على الآفات الزراعية.

ذكرت دراسة مصرية بعنوان ” التأثيرات المحتملة لتغير المناخ علي الاقتصاد المصري” أن خسائر الزراعة بمصر ستبلغ نتيجة تغيرات المناخ نحو‏25‏ مليار جنيه سنويا بحلول عام‏2030,‏ و‏112‏ مليارا بحلول عام‏.2060‏

وقالت الدراسة إن تغير المناخ سيؤدي إلي خفض إنتاج المحاصيل، وتدني الإنتاجية الزراعية، بسبب نقص الموارد المائية، وإنه ستكون هناك خسارة للأراضي والملكيات الزراعية، وزيادة في تكاليف الحماية من ارتفاع منسوب سطح البحر، مما سيؤدي إلي زيادة معدلات سوء التغذية، وتهديد الأمن الغذائي.

وأشارت الدراسة التي أعدها فريق من الخبراء الدوليين والمصريين، عن طريق برنامج إدارة مخاطر تغير المناخ، إلي أن تغير المناخ وما يصاحبه من ارتفاع درجات الحرارة، بجانب الجفاف والتقلبات الجوية الحادة والأمراض والآفات الزراعية المصاحبة لتلك التغيرات، يهددون جميعًا 45% من التركيب المحصولي في مصر.

اقرأ أيضًا.. تسخير الشمس في أسوان.. “بنبان” قفزة مصرية نحو طاقة نظيفة ومستدامة

 

3 حلول لمواجهة الآفات والحشرات في الزراعة

قال الدكتور أحمد أبو زيد، أستاذ الزراعة والإرشاد الزراعي، إن ن زيادة درجة الحرارة وغاز  ثاني أكسيد الكربون وتوفر الرطوبة يمكن أن 2 يلاءم نمو الأعشاب والآفات والفيروسات والبكتريا والحشرات ما يؤدي إلى الإضرار بغلة المحاصيل المزروعة، كما يعد مرض الصدأ على القمح من الأمراض التي تهدد المحاصيل، وهو يزداد نتيجة للتغيرات المناخي>

ويضيف: الحشرات والآفات تستطيع التأقلم مع تغيرات المناخ، فالحشرة الواحدة قادرة علي التكاثر وإنتاج 7 أجيال في السنة، والجيل الواحد يمكن أن يدمر فدانا في يومين، لذا ليس أمامنا حلول سوى التكيف، وهذا دور البحث العلمي في استنباط أصناف تستطيع مقاومة تلك الآفات والحشرات.

أبو زيد يؤكد أن العالم شهد زيادات هائلة في إنتاج الغذاء وتحسين قيمته ونوعيته بفضل تطبيقات التقانات الحيوية في تربية النبات والحيوان، ومن خلال تطوير أصناف من النبات والحيوان أكثر مقاومة للأمراض والحشرات وأكثر تحملا لظروف المناخ القاسية وأكثر كفاءة في تحويل مدخلات الإنتاج الزراعي من ماء وسماد وعلف وطاقة إلى غذاء ذي نوعية عالية وبأقل أثر سلبي على البيئة وخاصة فيما يتعلق بالاحتباس الحراري

عبد الخالق السيد، الخبير الزراعي صرح لـ اوزون أن درجة إصابة البقوليات بالأمراض والآفات والحشرات تزداد نتيجة التغيرات المناخية، لذلك يتم تطوير أصناف مقاومة لهذه الأمراض والحشرات على مستوى المراكز البحثية في مصر.

ويقول: “هناك عدد قليل من الحلول المقترحة لمشكلة زيادة أعداد الآفات. أحد الحلول المقترحة هو استخدام عوامل المكافحة الحيوية للآفات. ويشمل ذلك أشياء مثل زراعة صفوف من النباتات الواطنة بين صفوف المحاصيل. هذا الحل مفيد في تأثيره البيئي الشامل. فلا يقتصر الأمر على زراعة المزيد من النباتات الواطنة، بل وفي منع تكوين الآفات الحشرية لمقاومة ضد المبيدات. ومع ذلك، يتطلب زراعة نباتات واطنة إضافية تكلفة عالية ومساحة أكبر، ما يدمر أفدنة إضافية من الأراضي العامة”.

ويضيف: “الحل الأخر هو استنباط طرز وراثية من المحاصيل تتسم بقوة النمو وبكفاءتها العالية في استعمال المياه وعالية الاستجابة لارتفاع تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطوير طرز وراثية من مختلف الأنواع المحصولية متحملة للإجهادات البيئية اللاأحيائية مثل الجفاف، الحرارة المرتفعة، الحرارة المنخفضة، الملوحة، ومقاومة للأمراض والحشرات.

جدير بالذكر أن مصر ودول منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، من بين أكثر المناطق عرضة لتأثير تغير المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وتضاؤل هطول الأمطار، والزيادة البالغة في درجات الحرارة تصبح الأزمة أكثر وضوحا، وذلك وفقا لما خلص إليه تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.