منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

توصيات عاجلة بشأن “المناخ” في منتدى شباب العالم 2022 “أبرزها اللجوء البيئي”

أفتتحت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم 2022 (WYF)، اليوم الأثنين، في شرم الشيخ في الفترة من 10 يناير- 13، بمشاركة عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم.

على مدار اليومين المقبلين، ستناقش العديد من الجلسات وورش العمل والفعاليات عددًا من القضايا الرئيسية بما في ذلك مستقبل الرعاية الصحية والتداعيات السلوكية والنفسية في عوالم ما بعد الوباء، ومراجعة تجربة التنمية لمواجهة الفقر، بالإضافة إلى التجربة المصرية مع مبادرة “حياة كريمة” كنموذج لتنمية المجتمعات، وذلك وفق ما نشرته المنصة الرسمية لـ منتدى شباب العالم 2022.

تعد قضية تغير المناخ من بين الموضوعات الرئيسة التي ستتم مناقشتها خلال النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم 2022، وسوف تركز المناقشات حول طرق مواجهة تغير المناخ من مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ COP26  في جلاسكو إلى مؤتمر COP27 الذي من المقرر أن تستضيفه مصر في نوفمبر المقبل في شرم الشيخ.

سوف يتضمن منتدى شباب العالم 2022 أيضًا مناقشات حول سياسات الاستخدام العادل للمياه، ومواجهة التحديات البيئية والدور العالمي المتنامي للشركات الناشئة في الاستثمار الأخضر، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) ومستقبل إفريقيا، بالإضافة إلى آراء الجيل زد حول العالم بعد الجائحة في ورش العمل المؤدية إلى المنتدى.

نظمت المنظمة الدولية للهجرة مصر بالتعاون مع منظمة إنقاذ الطفولة ورشة عمل في النسخة الرابعة خلال منتدى شباب العالم 2022 وذلك  حول تغير المناخ، بعنوان: دور الشباب في مواجهة التحديات البيئية والمناخية، للتركيز على التحديات والحلول للقضايا البيئية الحالية.

ناقشت الورشة عدد من القضايا المهمة منها، قضية النقل المستدام وتأثيرها على البيئة، وكذلك النوع وعلاقته بقضايا البيئة، كما ناقشت مسألة تدهور التربة نتيجة التصحر واستخدام الرقعة الزراعية في البناء.

وتحاور الحاضرين بالورشة حول قضايا مثل تلوث مياه الأنهار نتيجة لعدم وجود صرف صحى جيد، وتطرقوا إلى قضية إدارة المخلفات الصلبة، والتخلص منها بشكل آمن، وناقشوا أيضًا العدالة فى توزيع الموارد المخصصة لمشروعات البيئة فى القطاعين المحلى والدولى، والتأثير المباشر وغير المباشر للتغيرات المناخية على التعليم والصحة العقلية والنفسية والتغذية والحماية وخاصة حماية الأطفال.

وألقت كارولين دوماس، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالهجرة والعمل المناخي، كلمة خلال الورشة قالت فيها: إن الشباب والأطفال هم الأكثر عرضة للوضع المناخي الطارئ حالياً بحسب مؤشر مخاطر المناخ الصادر حديثاً عن اليونيسف.

وأوضحت دوما، وهي دبلوماسية فرنسية سابقة خدمت في عدة دول في أوروبا وإفريقية وأمريكا اللاتينية، أن 820 مليون طفل معرضون بدرجة عالية لموجات الحرارة، ويعيش 400 مليون طفل آخرين في مناطق تواجه مخاطر عالية للأعاصير، كما أن 330 مليوناً معرضون لفيضانات الأنهار، في حين أن 240 مليوناً معرضون لمخاطر عالية للفيضانات الساحلية، بحسب المؤشر.

ونوهت إن استمرار الوضع الحالي يعني أن شابا في العشرين من عمره الآن لن يمكنه حين يبلغ الأربعين أن يزور أيا من الجزر المهددة في المحيط الهادئ.

وشارك وفد من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى الورشة، وقدم مجموعة من التوصيات، أبرزها توصية بتأسيس منصة إلكترونية تتضمن مساحة من المشاركة لرأى جميع متضرري التغيرات المناخية حول العالم، والاستماع لآرائهم ومعاناتهم من التغيرات المناخية ليتم استعراضها فى قمة المناخ المقبلة فى شرم الشيخ، وأن تكون هذه الآراء على جدارية كبيرة فى مدخل المقر الرئيس لقمة المناخ ليطلع كل قادة العالم أثناء الدخول والخروج من عليها كي تصل أصوات الشعوب لضيوف القمة.

وقدم وفد التنسيقية توصية أخرى بشأن الدول المتأثرة بالتغير المناخي فى حدودها، تهدف لاتخاذ كافة الإجراءات لمنع حدوث الصراعات والنزاعات وضمان المصالح المشتركة، وكذلك تمكين الشباب للقيام بمبادرات بالتعاون مع الجهات الدولية للتكيف مع الأوضاع الجديدة، مثل معالجة الأزمات الغذائية، عن طريق تنفيذ نظم غذائية، وزيادة الرقعة الزراعية عن طريق التحول إلى الزراعة المستدامة، وكذلك إدارة الموارد المائية بشكل صحيح بالتعاون مع الجهات الدولية مثل الصندوق الأخضر للمناخ ومرفق البيئة العالمية للاستثمار في مشروعات تعزز النظم الغذائية وتكافح تغير المناخ، كالحفاظ على الثروة الحيوانية وإدارتها والحفاظ على الغابات.

واقترح الوفد أيضا أنه ينبغي اتخاذ العديد من التدابير للتكيف مع تغير المناخ وآثاره. وفيما يتعلق بالتعليم، ينبغي أن تركز الدورات التعليمية على قضايا المناخ بشكل مكثف وعملي، وزيادة برامج التعليم فوق العالي- الماجستير والدكتوراة-  في مجال حماية البيئة.

كما تم تقديم اقتراح آخر من قبل الوفد بشأن تبني منتدى شباب العالم 2022 لمبادرة لاجئي المناخ، والذي يلقي الضوء على ملامح الهجرة المناخية في العديد من البلدان بسبب تغير المناخ، ويدعو قادة العالم إلى اتخاذ قرار الأن في ملف التكيف المناخي وتنفيذ تعهداتهم الدولية لمواجهة هذا التهديد في أقرب فرصة إلى أن يكون هذا أحد الرسائل القوية لقمة المناخ في شرم الشيخ.

جدير بالذكر أن جميع التوصيات التي سيخرج بها الشباب خلال الجلسات وورش العمل بـ منتدى شباب العالم 2022، سوف تطرح وتناقش خلال قمة المناخ المقبلة وأكثر من منصة دولية مختلفة.

 

اقرأ أيضًا.. اللجوء المناخي.. متى يعترف العالم بالهجرة البيئية؟

 

معرض للبيئة في منتدى شباب العالم 2022

وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إن منتدى شباب العالم 2022 خصص محورًا خاصًا بقضية التغيرات المناخية وقضايا البيئة، حيث يناقش التحديات التي تواجه كوكب الأرض، ورؤية شباب العالم للحلول المطروحة.

وأشارت “فؤاد” إلى أن الورش التحضيرية للمنتدى ناقشت دور الشباب في مواجهة تغيرات المناخ وقضايا البيئة حيث شهدت الورش والجلسات طرح أفكار وحلول الشباب من جنسيات مختلفة لمواجهة قضايا مثل التلوث وتأثير التغير المناخي على النوع وتلوث المياه وتلوث التربة والهجرة البيئية والتصحر والمخلفات الصلبة وغيرها من القضايا والتحديات.

خرجت الورش أيضًا بتوصيات عدة بهدف دعم التعاون المصري الأفريقي وطرح جميع المشكلات البيئية المتعلقة بتغير المناخ من خلال تطبيق إلكتروني جديد وقياس البصمة الكربونية بجانب حلول أخرى ستطرح أمام اللجان التحضيرية لقمة المناخ المقبلة

على جانب أخر، وفى إطار مشاركة وزارة البيئة فى النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم 2022، نظمت الوزارة جناحاً لعرض المشروعات القومية المرتبطة بالتصدى لآثار التغيرات المناخية بجانب مشروعات الوزارة فى مختلف القطاعات.

عرضت وزارة البيئة فيلمًا وثائقيًا يستعرض كل هذه المشاريع وكان أبرزها مشروع تحسين كفاءة الطاقة، والمشروع القومي لتحويل إنارة الشوارع إلى أنظمة إنارة موفرة للطاقة باستخدام تقنية LED ومشروع خليج الزيت ومجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان. وكذلك مشروع لتطوير نظام لا مركزي للطاقة الكهروضوئية صغيرة الحجم المتصلة بالشبكة، بجانب محطات ضخ المياه السطحية التي تعمل بالطاقة الشمسية للري في مختلف المحافظات.

أكدت ” فؤاد” أن الجناح الخاص بالوزارة يستعرض أيضاً المشروعات الخاصة بمنظومة إدارة المخلفات كالمشروع التجريبي صغير الحجم لتحويل المخلفات إلى كهرباء في الفيوم بسعة 2.5 طن يوميًا من المخلقات البلدية والزراعية التي تولد 875 جيجاوات ساعة / سنة، كذلك البرنامج الوطني لنشر استخدام أنظمة الغاز الحيوي في ريف مصر والمعروف بالبيوجاز.

أضافت د. ياسمين فؤاد، أن الجناح الخاص بوزارة البيئة يستعرض مشروعات عن النقل المستدام ومنها  المبادرة الرئاسية الجديدة لاستبدال السيارات القديمة للأفراد بسيارات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي، وتستهدف 250 ألف سيارة يتم استبدالها خلال ثلاث سنوات، بالإضافة إلى دخول الخدمة أول أتوبيسات كهربائية تستخدم للنقل العام في مصر بمدينة الإسكندرية.

كذلك تأسيس أول نظام لمشاركة الدراجات في محافظة الفيوم من أجل تحفيز المواطنين، وخاصة الشباب على مكافحة تغيرات المناخ. على أن تكرر التجربة في وسط مدينة القاهرة.

تحدثت الوزيرة أيضًا عن المشروعات الصناعية التى يستعرضها الجناح وتهدف لحماية البيئة، مثل مشروع الحد من تلوث البيئة (EPAP)، الذي يقدم آلية تمويل لتنفيذ تقنيات وأنظمة إدارة الموارد بكفاءة، حيث يشمل الغلايات والمبردات الموفرة للطاقة، والوقود البديل، بجانب إعادة استخدام الفواقد من الحرارة والمخلفات التي يمكن تدويرها.

يقدم المعرض أيضاً جهود الوزارة في مبادرة( Eco Egypt) الخاصة بالترويج  للسياحة البيئة والمحميات الطبيعية بهدف دعم وتعزيز السياحة البيئية والترويج للمحميات الطبيعية في مصر باعتبارها أهم مواقع السياحة البيئية في العالم، لما تتمتع به مصر من بيئات متنوعة وثراء في جميع الأنشطة السياحية التي تمثل تجربة فريدة من نوعها على مستوى العالم.

ذلك بالإضافة إلى المبادرة الرئاسية “اتحضر للأخضر” لرفع الوعى البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة بالموضوعات البيئية.

على جانب أخر، أكد لويس ميجيل بوينو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب فعاليات منتدى شباب العالم 2022 وخصوصا المناقشات حول التغير المناخى وذلك بعد قمة المناخ فى جلاسكو، حيث ساهم الاتحاد الأوروبى بشكل ملحوظ فى الجهود الدولية لمعالجة هذه القضية.

وأضاف ميجيل: نتطلع إلى توصيات منتدى شباب العالم 2022 بشأن قضية التغيرات المناخية والتى ستغذى العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبى ومصر فى قمة المناخ المقبلة، والتى تستضيفها مصر.

جدير بالذكر أن ألوك شارما رئيس الدورة 26 لمؤتمر الأطراف، وإنجر أندرسن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وصلا إلى شرم الشيخ، اليوم الأثنين، لحضور جلسة بعنوان “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ” والتي تعقد غدًا الثلاثاء، ضمن جلسات منتدى شباب العالم 2022، ويتحدث بها رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي وجون كيري مبعوث المناخ الأمريكي ونخبة من المهتمين بقضايا المناخ.

منتدى شباب العالم 2022 هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ فى جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، وانطلق المنتدى عبر ثلاثة نسخ فى الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، حيث تم استضافة أكثر من 15000 شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث، وتعطلت نسخة المؤتمر في 2020 بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.