منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

دراسة: السنوات السبع الماضية هم الأكثر سخونة على الإطلاق “2016 في المقدمة”

أكدت دراسة حديثة صادرة عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي أن السنوات السبع الماضية كانوا الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، بفارق واضح عن باقي السنوات منذ عرف العالم تسجيل درجات الحرارة.

ووفقًا للنتائج التي نشرها العلماء المشاركين في دراسة كوبرنيكوس، احتل عام 2016 المركز الأول، كأكثر الأعوام سخونة في السنوات السبع الماضية، وتلاه مباشرة العام 2020، ثم احتل عامي 2015 و 2018 المركزين الثالث والرابع، بينما جاء العام الماضي، 2021، في المرتبة الخامسة.

وعلى الرغم من أن عام 2021 لم يكن أكثر سخونة من باقي السنوات،  فإن هذا لا يعني أن تأثيرات تغير المناخ تتضاءل.  فقد حذرت دراسة “كوبرنيكوس” من أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية مستمرة في الارتفاع. ووصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى رقم قياسي عالمي هذا العام، تغذيها جزئيًا ملايين الأطنان من الكربون التي أطلقتها حرائق الغابات، كما وصلت تركيزات الميثان إلى مستويات قياسية.

وكان عام 2021 أكثر برودة من الأعوام الماضية بسبب تأثير ظاهرة النينيا المعتدلة لتي حدثت في بداية العام. ولظاهرة النينيا تأثير تبريدي مؤقت في متوسط درجة الحرارة العالمي، وهي تؤثر في الطقس والمناخ الإقليميين. وفي ظل تضاؤل تأثير ظاهرة النينيا التي حدثت في 2020-2021، ارتفعت درجات الحرارة العالمية الشهرية.

وتجلى تأثير ظاهرة النينيا في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ في عام 2021؛ وهي عبارة عن تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، مؤثرًا على المناخ في الكثير من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

رسم بياني للسنوات السبع الماضية وفق درجة الحرارة

 

اقرأ أيضًا.. تغيرات المناخ.. كلمة السر في تأجيل بطولة افريقيا بـ الكاميرون لمدة 6 أشهر

 

دراسة تحذر من الاحتباس الحراري

فينسينت هنري بيوش، مدير خدمة مراقبة الغلاف الجوي في “كوبرنيكوس”، قال في بيان رسمي حول دراسة الخدمة: “تستمر تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان في الزيادة عامًا تلو الآخر، ولا يوجد أي إشارات أو علامات على التباطؤ أو التراجع في هذه النسب”.

ويضيف:  “فقط من خلال الجهود الحثيثة المدعومة بأدلة المراقبة يمكننا إحداث فارق حقيقي في كفاحنا ضد كارثة المناخ.”

ووفق دراسة كوبرنيكوس، كانت درجات الحرارة مرتفعة جدًا في عدة مناطق بالعالم الصيف الماضي، حيث شهدت قارة أوروبا أكثر صيف ساخن على الإطلاق، وحطمت جزيرة صقلية الرقم القياسي الأوروبي لأعلى درجة حرارة مسجلة في الصيف الماضي، عندما وصلت إلى 119.8 درجة فهرنهايت، ما يقرب من 49 درجة مئوية، على الرغم من عدم تأكيد النتائج من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقال باحثو كوبرنيكوس إن الطقس الحار والجاف كان سببًا في حرائق الغابات “الشديدة والممتدة” في تركيا واليونان وإيطاليا ودول أخرى.

في مصر أيضًا كان صيف  2021 هو الأكثر حرارة على الإطلاق مقارنة بالخمسة أعوام الماضية منذ عام 2017، وذلك وفق دراسة صادرة عن الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، التي أكدت أن  درجات الحرارة في 2021 سجلت أعلى من المعدلات الطبيعية بقيم تتراوح من 3-4 درجات مئوية ، بينما كان النصف الأول من شهر أغسطس الماضي هو الأشد حرارة منذ بداية فصل الصيف 2021 في مصر.

كما شهدت العديد من دول الشرق الأوسط موجة شديدة الحرارة تجاوزت فيها درجة الحرارة 45 درجة على بعض المدن.

ويقول علماء المناخ إن ظاهرة الاحتباس الحراري تزيد من احتمالات وقوع الكوارث وشدتها مثل الفيضانات التي قتلت  أكثر من 200 شخص  في الصيف الماضي في ألمانيا وبلجيكا وهولندا عندما فاضت الأنهار وأغرقت المدن، ودمرت المنازل والمباني التاريخية التي استمرت لعدة قرون.

على سبيل المثال، شهدت بلجيكا واحدة من أعظم الكوارث الطبيعية التي عرفتها البلاد على الإطلاق، حيث اجتاحت الفيضانات مدن البلاد وتسببت في وفاة الكثيرين وتدمير العديد من المنازل.

أمريكا الشمالية أيضًا سجلت درجات حرارة مرتفعة في شهر يونيو، وهي الأعلى على الإطلاق بالنسبة للقارة، وشهدت الولايات المتحدة صيفًا شديد السخونة وتسببت موجة الحر الشديدة التي ضربت بعض الولايات الأمريكية وشمال غرب المحيط الهادئ وكولومبيا البريطانية بكندا في مئات الوفيات.

كما غذت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف حرائق الغابات المدمرة في  جميع أنحاء الغرب خلال العام الماضي.

تعتبر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن نشاطاتنا المتنوعة، أحد العوامل الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى، ما يدفع العالم لاتخاذ خطوات حاسمة وفعالة نحو مجتمع مستدام والعمل على تقليل صافي انبعاثات الكربون.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.