منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

فهود ونمور وقردة.. فيسبوك يسهل بيع الحيوانات والطيور النادرة

أطلق نشطاء وجمعيات ومنظمات بيئية حملة إعلامية وإلكترونية دولية ضخمة ضد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعد تحوله لسوق لتجارة الحيوانات المهددة بالانقراض.

ذكرت منصة منظمة آفاز، وهي منظمة حملات عالمية قوامها 69 مليون عضو، تعمل على ايصال آراء ووجهات نظر الشعوب إلى صناعة القرار العالمي، أن مئات الحيوانات المهددة بالانقراض تباع عبر صفحات فيسبوك في كافة أنحاء العالم.

قالت المنصة الدولية، التي تتبنى الحملة الدولية الواسعة، أن الحملة هدفها الدفاع عن الحياة على الأرض، وحماية الطبيعة ضد وحشية بعض البشر تجاه باقي الأنواع الحية على الكوكب، ومحاولة لحث شركات التكنولوجيا للعب دورها أيضاً.

وفق أفاز، رصدت الجمعيات البيئية الدولية أنواع نادرة كثيرة من الحيوانات تباع على فيسبوك، مثل أشبال النمور والقردة والدببة وجمعت صورًا للحيوانات المعروضة للبيع وهي خائفة ومصدومة.

كشفت الجمعيات المعنية أن الفهود النادرة تباع أيضًا على موقع فيسبوك، مؤكدة أنه لم يتبق سوى ٧ آلاف فهد في البرية اليوم، ومع ذلك يستمر بيعها على فيسبوك، حيث بيع أكثر من ٤ آلاف فهد عبر فيسبوك في آخر عشر سنوات.

كما رصدت الجمعيات أنواعاً من الطيور المهددة بالانقراض بشدة معروضة للبيع على فيسبوك إلى جانب كميات هائلة للغاية من العاج غير الشرعي وقشرة البنغول وغيرها من أعضاء الحيوانات البرية.

تهدد أزمة الأنظمة البيئية الحياة البرية على الأرض بشكل أكبر من أي وقت مضى، وإيجاد سوق مفتوح وآمن للصيادين غير القانونيين من أجل الاتجار بها الآن عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك يساهم في تفاقم الأزمة. فضلاً عن أن هذه الحيوانات المأسورة تتعرض في الغالب للترهيب وسوء التغذية ما يقلل من فرص نجاتها من هذه المحنة المروعة.

للطيور دور كبير في الحفاظ على التوازن البيئي، فهي تكافح وجود الكثير من الحشرات والحيوانات صغيرة الحجم، بالإضافة إلى المساحة الجمالية التي تضفيها على البيئة.

تحول فيسبوك إلى سوق إلكتروني مفتوح للاتجار بالحياة البرية المهددة بالانقراض، التجار فيه من المجرمين وأعضاء عصابات الصيد الوحشي.

يعد الاتجار بالحياة البرية أحد أكبر الصناعات الاجرامية ربحاً حيث تقدر عائداته بما لا يقل عن ٢٣ مليار دولار سنوياً أرباحاً. وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، سيملك المجرمون فرصة كبيرة لتطوير سوقهم الالكتروني من أجل الوصول إلى عدد لا يحصى من الزبائن الجدد.

وفق المنظات البيئية الدولية، نصف الحيوانات المعروضة تقريبًا تعد من الحيوانات المهددة  بالانقراض، كما أن 25 % من الحيوانات المعروضة، تقع تحت حماية الاتفاقية الدولية لتجارة الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.

رغم أن فيسبوك يواجه ضغوطاً شديدة ويخضع لتدقيق عام، لكن مواجهة الاتجار بالحياة البرية عبر منصاته ليست ضمن أولويات المسؤولين التنفيذيين عن المنصة. لذا أطلقت المؤسسات الدولية المعنية بالبيئة حملة إعلامية ضخمة، لإجبار فيسبوك على التحرك بسرعة من أجل وقف عمليات البيع المروعة التي تهدد التنوع البيولوجي لكوكب الأرض.

 

يصف التنوع البيولوجي تنوع الحياة على الأرض، في الصحارى والمحيطات والأنهار والبحيرات والغابات، ويعنى ضرورة تنوع جميع الكائنات الحية على الكوكب والتفاعل فيما بينها، بدءاً من الكائنات الدقيقة التي لا ترى إلا عن طريق الميكروسكوب، وانتهاء بالأشجار والحيتان الضخمة.

يوجد ملايين الأنواع من النباتات والحيوانات على الأرض، ولا أحد يعرف عدد أنواع الكائنات الحية على الكوكب، فقد تراوحت التقديرات بين 5 و 80 مليون نوع أو أكثر، ولكن الرقم الأكثر احتمالا هو 10 مليون نوع، ورغم التقدم التكنولوجي، لم يوصف منها حتى الآن سوى 1.4 مليون نوع، من بينها  750 ألف حشرة و41 ألف من الفقاريات و250 ألف من النباتات، والباقي من مجموعات اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.

كل نوع من تلك الأنواع له دور مهم في استمرار الحياة على الكوكب، ويساهم في صلاحيتها وجودتها بطرق قد لا تكون مرئية للعين، لذا فأي فقدان لهذا التنوع يسبب خللًا في البيئة المحيطة والحياة بشكل عام، ويهدد نظامنا الغذائي والصحي.

اقرأ أيضًا.. بعد زلزال اليوم.. هل ثمة علاقة بين هزات الأرض وتغيرات المناخ؟

بيع الحيوانات على فيسبوك مصر

في مصر، رصدت الجهات المعنية العديد من الوقائع لبيع كافة أنواع الحيوانات عبر فيسبوك، حيث تلقت الخطوط الساخنة لوزارة البيئة المصرية عشرات البلاغات، وفي كل مرة تتحرك الإدارة المسؤولة على الفور لفك أسر هذه الحيوانات وتحريرها من النخاسة عبر إطلاقها في بيئتها الطبيعية.

توفر وزارة البيئة المصرية خطا ساخنا يتبع جهاز شئون البيئة تحت شعار “كن إيجابيا لحماية الحياة البرية”، وكذلك خطوط آخري تابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية المصرية لتلقى الشكاوى، بالإضافة إلى إعداد حملات واسعة للتحرك في مواجهة أي بلاغات لها علاقة بهذه التجارة أو الانتهاكات في الحيوانات البرية في مختلف المحافظات.

وفق وزارة البيئة، تباع جميع أنواع الحيوانات البرية بأسعار باهظة على الإنترنت، بداية من أشبال السباع إلى الضباع والثعالب والنسانيس والقرود والببغاوات والسحالي والتماسيح والصقور وطيور برية وغيرها.

في مايو الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، القبض على شاب متهم بعرض حيوانات برية نادرة للبيع على فيسبوك.

كشفت الأجهزة الأمنية عن ملابسات الواقعة، حيث ظهر أحد الأشخاص في مقطع فيديو يعرض بعض الحيوانات البرية للبيع بسوق الجمعة بمنطقة السيدة عائشة بدائرة قسم شرطة الخليفة بالقاهرة.

بإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة، الذي يعمل بائعًا بالسوق، ومقيم بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة ثان بالقليوبية، وبحوزته عدد من الحيوانات والطيور البرية، وبمواجهته أقر بتحصله على الحيوانات والطيور من عدد من الصيادين بمحافظة مطروح بقصد الاتجار.

يحظر قانون البيئة رقم 4 لسنة 1996 في مادته رقم 28 صيد أو قتل أو أمساك الطيور والحيوانات البرية التي تحدد أنواعها اللائحة التنفيذية للقانون ويحظر أيضًا حيازة هذه الطيور والحيوانات أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة كما يحظر إتلاف أوكار الطيور المذكورة أو أعدام بيضها.

وجاء بالمادة 84 من ذات القانون في باب العقوبات: “يعاقب كل من خالف أحكام المادة 28 من هذا القانون بغرامة لا تقل عن مائتي جنية ولا تزيد على خمسة ألاف جنية مع مصادرة الطيور والحـيوانات المضبوطة وكذلك الآلات والأدوات التى استخدمت فى المخالف”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.