منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

صرخات في كل مكان.. تسونامي يحطم المنازل في تونجا بعد ثوران بركاني

من جديد، اندلع ثوران بركاني آخر تحت الماء في جزيرة هونجا تونجا -هونجا هاباي بالقرب من دولة تونجا الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، يوم السبت، نتج عنه تسونامي خطير تسبب في غرق عاصمة تونجا.

وفق ما سجلته أجهزة الرصد في تونجا، كان بركان جزيرة هونجا تونجا -هونجا هاباي واحدًا من أعنف الانفجارات البركانية التي تم التقاطها على الإطلاق عبر الأقمار الصناعية.

مملكة تونجا، كيان يضم 176 جزيرة فى جنوب المحيط الهادى فى موقع متوسط بين نيوزيلندا وهاواى.

كان البركان نشطًا منذ 20 ديسمبر 2021، وثار عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك يوم الجمعة، وأخر نشاط له كان صباح اليوم السبت، حيث أطلق سحابة من الرماد والبخار والغاز في الهواء بارتفاع 15800 متر، وفقًا لما ذكره الصحفي في جنوب المحيط الهادئ مايكل فيلد، نقلاً عن مركز ويلينغتون الاستشاري للرماد البركاني، ما أدى إلى تحذيرات من حدوث تسونامي.

جزيرة هونجا تونجا -هونجا هاباي التي شهدت الثوران البركاني، هي جزيرة مسطحة في أغلب أجزائها، تقع على بعد 45 كيلومتر من الشمال الغربي لـ”نوكو ألوفا” عاصمة مملكة تونجا، وأعلى نقطة بها تصل إلى  28 مترًا فقط فوق مستوى سطح البحر، وتشكلت الجزيرة بالأساس بعد ثوران بركاني أخر وقع في أواخر ديسمبر 2014 واستمر إلى أوائل يناير عام 2015، وفق وكالة ناسا الأمريكية.

قال رئيس الخدمات الجيولوجية في تونجا ، تانييلا كولا إنه في حوالي الساعة 4 صباحًا يوم السبت 15 يناير، التقطت الأقمار الصناعية ثوران البركان، الذي كان أقوى بسبع مرات تقريبًا من ثوران 20 ديسمبر.

قال كولا إن فريقه زار الموقع ليرى الوضع عن قرب، على بعد 2-3 كيلومترات من البركان، وشاهدوا بأنفسهم انفجار الرماد المتطاير الذي اندفع لأعلى ليصل إلى 20 كيلومتر في اتجاه الغلاف الجوي، وغطى عمود الرماد القطر البالغ 5 كيلومترات من الجزيرة.

هيئة المسح الجيولوجي في تونجا طلبت من المواطنين البقاء في منازلهم، والاحتفاظ بمياه الشرب وارتداء الأقنعة عند الخروج، وحذرت من أن أمطار حمضية قد تنجم عن هذا الانفجار المستمر، وطلبت من الأهالي فصل إمدادات المياه والتأكد من عدم وجود رماد في نظام تجميع مياه الأمطار، في أسقف منازلهم.

حذرت أيضًا من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، بعد الثوران البركاني الكبير.

لم تمر دقائق على التحذير من (تسونامي) ، حتى غمرت المياه أجزاء من “نوكو ألوفا” عاصمة تونجا، ووفقًا لبيانات مراقبة مستوى سطح البحر، بلغ ارتفاع الأمواج عقب الانفجار 80 سم (31 بوصة).

يشير العلماء إلى أن البراكين قادرة على توليد موجات تسونامي هائلة، ذلك أن انهيار أجزاء من الجبل البركاني يدفع بأحجار ومقذوفات كبيرة الحجم إلى مياه المحيط.

بمعنى آخر، عند ارتطام هذه الأحجار بسرعة كبيرة بسطح مياه البحر، فإنها تولد موجات تسونامي مفاجئة لا يمكن التنبؤ بها مسبقا، لأن الأحجار المتساقطة من البركان تشغل حيزا كبيرا من مياه البحر.

استنادا للصور الفضائية، أكد العلماء أن تساقط ملايين الأطنان من حجارة البركان إلى الماء يتسبب بدفع المياه بجميع الاتجاهات، ما يعرض الجزر والسواحل المجاورة للبركان لخطر حقيقي.

المثير أيضا هو السرعة التي تتشكل بها موجات التسونامي الناتجة عن البراكين، حيث تظهر الصور الفضائية أن انهيار حجارة البركان يجرى قبل دقيقة من وصول أول موجة تسونامي إلى السواحل القريبة.

على إثر ذلك، ألغيت جميع الرحلات الداخلية في تونجا، اليوم السبت، وظهرت رائحة الكبريت فوق “تونغاتابو وهاباي” إحدى جزر المملكة، وأغلقت المكاتب الحكومية بعد التحذير من حدوث تسونامي.

على صعيد أخر، قال المركز الأمريكي لرصد موجات تسونامي العاتية في المحيط الهادئ إن “موجات تسونامي خطيرة” نتجت عن النشاط البركاني في تونجا تهدد جزيرة ساموا الأمريكية بتقلبات مستوى سطح البحر وأمواج قوية يمكن أن تشكل خطرا على شواطئ المدن الساحلية.

رصد المركز موجات تسونامي في عاصمة إقليم ساموا الأمريكية، بلغ ارتفاعها قدمين على بعد حوالي 940 كيلومترًا (580 ميلًا) من تونجا.

أصدر المسؤولون هناك تحذيرًا من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، وطلبوا من السكان إخلاء المنطقة “فورًا” إلى مناطق مرتفعة.

 

 

أقرأ أيضًا.. الهندسة الجيولوجية الشمسية.. محاولات علمية للتدخل في نظام المناخ على الأرض

 

شهادات حية عن تسونامي تونجا

أظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من تونجا أن موجات المد العاتية اخترقت الخط الساحلي وانتقلت إلى المدينة.

في هذه الأثناء في تونجا، نشر جيسي تويسينو، مراسل في قناة فيجي وان، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يظهر أن الظلام الذي حل على أجزاء من الجزيرة نهارًا، وفور ثوران البركان بدأت السماء تمطر حجارة صغيرة في تونجا، وقال أيضًا إن الناس “يندفعون إلى أماكن مرتفعة بحثًا عن الأمان” بعد ثوران البركان.

بينما أخبر أحد السكان المحليين موقع ياهو نيوز أن ثوران البركان كان “كارثيا”، وتساقطت الصخور البركانية والرماد على عاصمة البلاد نوكوالوفا.

قالت أخرى إنها كانت عالقة في إشارة المرور أثناء محاولتها الفرار إلى مكان مرتفع هروبًا من المياه، وفي غضون ساعة أصبحت السماء سوداء تمامًا مثل الليل.

قالت سيدة تدعى مير توفا إنها كانت داخل المنزل مع أسرتها، تستعد لتناول العشاء عندما سمعوا وشعروا بالثوران بعد الساعة 7 مساءً بقليل.

وأضافت: “كان الانفجار هائلًا، الأرض اهتزت، منزلنا كان يهتز. واعتقد أخي الأصغر أن القنابل تنفجر في مكان قريب”.

وتستطرد: “أول ما جاء في بالي هو النزول أسفل الطاولة للاحتماء بها، أمسكت بأختي الصغيرة، وصرخت في والديّ والآخرين في المنزل لفعل الشيء نفسه، ثم فوجئنا جميعًا بـ تسونامي، والماء يتدفق إلى منزلنا.”

رأت توفا من النافذة جدران منزل جيرانها ينهار، وسمعت الصرخات في كل مكان، أثناء محاولات الأهالي الوصول لأماكن مرتفعة تعصمهم من المياه التي أغرقت العاصمة.

أما تيفيتا سيلوسي، شابة عشرينية، فحملت جدتها العجوز إلى سطح منزلهم في “نوكو الوفا” بعد وقوع كارثة تسونامي.

قالت إنها علمت بأن بركانًا قد ثار عندما سمعت انفجارًا هائلًا في وقت سابق.

وأضافت: “كنا في حالة الصدمة عندما سمعنا الانفجار في بداية الثوران، ثم فوجئنا بالمياه تدخل منزلنا”.

أكدت سيلوسي أنها وعائلتها بأمان لكنها قلقة بشأن المستقبل، مؤكدة أنهم باقيين في أماكنهم وفي أيديهم هواتفهم وبجوارهم أجهزة الراديو، لمعرفة أخر الأخبار والتطورات.

تختم شهادتها قائلة: ” سمعنا صراخًا مرعبًا في المدينة، لكننا سمعنا أيضًا البعض يغني ويعزف الموسيقى، ما رفع معنوياتنا قليلاً”.

أحد الأطفال بالجزيرة قال أيضًا إنه هرب من منزل أصدقائه بعد الانفجار واقتحام المياه للمكان، وهو لا يعرف ماذا حدث لعائلته التي لا تملك سيارة تمكنهم من مغادرة المنزل، وغير متأكد مما إذا كانوا قد خرجوا من منزلهم أم لا”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.