منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

تسونامي تونجا يعزلها عن العالم.. و6 دول في حالة تأهب.. وكاليفورنيا في دائرة الخطر

انعزلت دولة “تونجا” الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، عن العالم بعد ما انقطعت خطوط التليفونات وخدمة الإنترنت بالكامل عن البلاد، جراء اندلاع ثوران بركاني جديد تحت الماء في جزيرة هونجا تونجا -هونجا هاباي القريبة من تونجا، أمس السبت، ما نتج عنه تسونامي خطير تسبب في غرق عاصمة البلاد.

تسبب تسونامي تونجا في خسائر كبيرة بعاصمة تونجا ودمرت منازل ومتاجر وممتلكات، دون إصابات أو وفيات حتى الآن، وتشير التقديرات أن خطر تسونامي قد يمتد لمناطق أخرى في 6 دول مختلفة.

كان البركان نشطًا منذ 20 ديسمبر 2021، وثار عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك يوم الجمعة، وأخر نشاط له كان صباح أمس السبت، حيث أطلق سحابة من الرماد والبخار والغاز في الهواء بارتفاع 15800 متر، وفقًا لما ذكره الصحفي في جنوب المحيط الهادئ مايكل فيلد، نقلاً عن مركز ويلينغتون الاستشاري للرماد البركاني، ما أدى إلى تحذيرات من حدوث تسونامي.

قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، إن عاصمة تونجا نوكوالوفا تعرضت لأضرار “كبيرة” من ثوران بركاني قوي تسبب في حدوث تسونامي، لكن لم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع إصابات أو وفيات.

جاءت تصريحات أرديرن، اليوم الأحد، في الوقت الذي تحاول فيه دول المحيط الهادئ والجماعات الإنسانية التواصل مع تونجا، بعد انقطاع اتصالات الهاتف والإنترنت، وتعذر الوصول إلى سكانها البالغ عددهم 105 آلاف نسمة.

قالت أرديرن إن حكومتها أجرت اتصالات مع سفارة نيوزيلندا في نوكوالوفا، وتأكدت أنه لا توجد تقارير رسمية عن وقوع إصابات أو وفيات حتى الآن جراء تسونامي تونجا، على الرغم من أن الاتصالات لا تزال محدودة ولم يتم الاتصال بالمناطق الساحلية خارج العاصمة.

قالت أرديرن إن الاتصالات تأثرت، وإن لم يتضح بعد مدى انتشار الضرر، مضيفة أن الكبل الرئيسي تحت البحر قد تأثر على الأرجح بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

قالت أرديرن إن الحكومة النيوزيلندية خصصت مبلغًا أوليًا قدره 340 ألف دولار لإمدادات الإغاثة والدعم الفني ودعم الاستغاثات المحلية والمتضررين من تسونامي تونجا، وأضافت أنه بينما تبدو الظروف في المنطقة مستقرة، فلا يمكن استبعاد حدوث اندلاع بركاني آخر.

قال الجيش النيوزيلندي إنه سيرسل طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو “حالما تسمح الظروف الجوية بذلك.

في غضون ذلك، قال مكتب المحيط الهادئ التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) في سوفا، فيجي، إنه يراقب الوضع عن كثب عقب تسونامي تونجا ولا يوجد لديه أي تحديثات بشأن الأضرار أو الإصابات.

اندلع بركان هنغا – تونغا – هونغغا – هاباي بانتظام على مدار العقود القليلة الماضية ، لكن ثوران البركان يوم السبت كان مرتفعًا لدرجة أن السكان في أجزاء من فيجي ، التي تبعد 800 كيلومتر (500 ميل) ، ونيوزيلندا ، التي تبعد 2300 كيلومتر. على بعد كيلومتر (1400 ميل) ، قالوا إنهم سمعوها.

التقطت صور الأقمار الصناعية ثوران البركان ورصدت انطلاق أعمدة من الدخان في الهواء جراء الانفجار إلى حوالي 20 كيلومترًا (12 ميلًا) فوق مستوى سطح البحر، حيث اظلم الرماد السماء فوق تونجا لفترة من الزمن.

اجتاحت موجة يبلغ ارتفاعها 1.2 متر الشاطئ في العاصمة التونجية، حيث أفاد السكان المحليون أنهم حالوا الفرار إلى أماكن مرتفعة، تاركين منازلهم التي غمرتها المياه، وتسببت في أضرار جسيمة، حيث تساقطت الحجارة الصغيرة والرماد من السماء.

وقالت وكالات أنباء دولية إن ملك تونجا، توبو السادس، قد تم إجلاؤه من القصر الملكي في نوكوالوفا واقتادته قوة من الشرطة إلى فيلا بعيدة عن الساحل.

سجلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ثوران البركان يوم السبت بما يعادل زلزالا قوته 5.8 درجة على عمق صفر.

اقرأ أيضًا.. صرخات في كل مكان.. تسونامي يحطم المنازل في تونجا بعد ثوران بركاني

 

6 دول في مرمى تسونامي تونجا

أثارت الانفجارات تحذيرات من حدوث تسونامي عبر المحيط الهادئ، قد يتأثر به سكان جزر ودول محيطة مثل ساموا الأمريكية وأستراليا وأجزاء من نيوزيلندا وكولومبيا البريطانية الكندية واليابان وهاواي وتشيلي وساحل المحيط الهادئ الأمريكي.

ذكرت محطة إن.إتش.كيه اليابانية أن موجات تسونامي بلغ ارتفاعها أكثر من متر في المناطق الساحلية وقالت إن السلطات طالبت حوالي 230 ألف شخص يعيشون في ثماني محافظات بالإخلاء.

في تشيلي، رصدت موجات بارتفاع 1.74 متر (5.5 قدم) في بلدة شانارال الساحلية، بينما شوهدت موجات أصغر على طول ساحل المحيط الهادئ من ألاسكا إلى المكسيك.

في أستراليا، قال مكتب الأرصاد الجوية إنه سجل موجة تسونامي بارتفاع 1.2 متر (حوالي 4 أقدام) بالقرب من نوكوالوفا في الساعة 5:30 مساءً بالتوقيت المحلي يوم السبت.

كما أصدرت جزيرة فيجي القريبة بيانًا طالبت فيه السكان في المناطق الساحلية المنخفضة “الانتقال إلى أماكن مرتفعة تحسباً للتيارات القوية والأمواج الخطيرة”. حيث أظهرت لقطات أشخاصًا يفرون إلى مناطق مرتفعة في سوفا، عاصمة فيجي، حيث ضربت أمواج كبيرة الساحل.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية في ساموا الأمريكية، وهي دولة جزرية أخرى في المحيط الهادئ، تحذيرات بشأن وقوع تسونامي في جميع المناطق الساحلية المنخفضة، مع مطالبات للسكان والزائرين بالابتعاد عن مناطق الشاطئ.

حالة التأهب وصلت للولايات المتحدة أيضًا، حيث أرسل الثوران موجات تسونامي إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، تجاوز ارتفاع بعضها 3 و 4 أقدام، وفقًا لمكتب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في سان دييجو.

سجلت أعلى الموجات في بورت سان لويس، بولاية كاليفورنيا بطول بلغ (4.3 قدم)؛ وفي كينج كوف، ألاسكا بطول (3.3 قدم) ؛ وفي منطقة كوف، بكاليفورنيا بطول (3.7 قدم)؛ وكريسنت سيتي، بكاليفورنيا بطول (3.7 قدم)؛ وبورت رييس، بكاليفورنيا بطول (2.9 قدم).

وقال مسؤول الأرصاد في تصريحات إعلامية: “قد لا تكون هذه الموجات كبيرة، لكننا في انتظار موجات أكبر”، مشيرًا إلى أن الحدث لم ينته بعد.

شملت التحذيرات الأولية بشأن موجات المد الساحلي ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وألاسكا، وفقًا للمركز الوطني للتحذير من تسونامي، ألغيت التحذيرات الخاصة بالعديد من هذه المناطق بعد استقرار الوضع، لكنها الآن سارية المفعول فقط في أجزاء من ساحل كاليفورنيا، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية ليلة السبت.

في نيوزيلندا أيضًا، أصدرت وكالة إدارة الطوارئ الوطنية النيوزيلندية، تحذيرًا من تسونامي للمناطق الساحلية على الساحل الشمالي والشرقي للجزيرة الشمالية لنيوزيلندا وجزر تشاتام، وتوقعت حدوث “تيارات قوية وغير عادية واندفاعات غير متوقعة على الشاطئ”.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية النيوزيلندية الرسمية إن محطات الأرصاد الجوية التابعة لها في جميع أنحاء البلاد لاحظت “ارتفاعًا في الضغط” مساء السبت من ثوران البركان.

ووصف العالم النيوزيلندي ماركو برينا، وهو محاضر كبير في كلية الجيولوجيا بجامعة أوتاجو، تأثير الانفجار البركاني بأنه “معتدل نسبيًا” لكنه قال إنه لا يمكن استبعاد حدوث ثوران آخر أكثر قوة.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” عن قلقه بشأن التحذيرات من موجات التسونامي التي صدرت في دول مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة، والدول الواقعة في المحيط الهادئ، معرباً عن امتنانه للدول التي عرضت بالفعل دعمها.

وأشار الأمين العام- في بيان للمتحدث باسمه إلى أن مكاتب الأمم المتحدة في المحيط الهادئ تراقب الحالة عن كثب بعد تسونامي تونجا، مؤكدة أنها على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم إذا طُلب منها ذلك.

جدير بالذكر أن مملكة تونجا، هي كيان يضم 176 جزيرة فى جنوب المحيط الهادى فى موقع متوسط بين نيوزيلندا وهاواى.

أما جزيرة هونجا تونجا -هونجا هاباي التي شهدت الثوران البركاني، هي جزيرة مسطحة في أغلب أجزائها، تقع على بعد 45 كيلومتر من الشمال الغربي لـ”نوكو ألوفا” عاصمة مملكة تونجا، وأعلى نقطة بها تصل إلى  28 مترًا فقط فوق مستوى سطح البحر، وتشكلت الجزيرة بالأساس بعد ثوران بركاني أخر وقع في أواخر ديسمبر 2014 واستمر إلى أوائل يناير عام 2015، وفق وكالة ناسا الأمريكية.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.