منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

تأثير تغير المناخ على الأطفال.. 3 أثار مدمرة على الأجنة والرضع “أخطرها أثناء الحمل”

كشفت دراسة حديثة حول تأثير تغير المناخ على الأطفال، عن التهديد الذي يسببه ارتفاع درجات الحرارة للأجنة أثناء الحمل، والرضع بعد الولادة.

بشكل عام، يؤثر تغير المناخ بالسلب على متطلبات صحة الأفراد، ويهدد كل شيء تقريبًا يتعلق بالصحة العامة، مثل الهواء والماء النقي والطعام الكافي والمناعة والمأوى والآمن، لكن الأطفال هم من ضمن أكثر الفئات تأثرًا به.

أظهرت الدراسة المنشورة في في عدد خاص من المجلة الطبية “طب وبائيات الأطفال وفترة ما حول الولادة” Paediatric and Perinatal Epidemiology، أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب أزمة تغير المناخ له آثار مدمرة على الأجنة والأطفال والرضع أثناء الحمل وبعده.

خلص علماء من ست دراسات مختلفة إلى أن تغير المناخ يتسبب، من بين عواقب وخيمة أخرى، في زيادة خطر الولادة المبكرة، وزيادة عدد الأطفال الصغار الوافدين للمستشفيات من أجل العلاج، بجانب اكتساب بعض الأطفال أرطالًا إضافية في أوزانهم.

ذكر المحررون الزائرون للمجلة العلمية أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى العلاقة بين مدى ارتفاع درجات الحرارة والأعاصير والدخان الناتج عن حرائق الغابات من جانب، واحتمالية اضطراب الحمل والولادة المبكرة من جانب أخر.

في واحدة من ست دراسات، كانت الولادات المبكرة أكثر احتمالا بنسبة 16 في المائة في المناطق ذات الموجات الحارة. توصل الباحثون إلى استنتاجهم من خلال النظر في حالة مليون امرأة حامل بين عامي 2004 و 2015 في “نيو ساوث ويلز” الأسترالية، حيث درجات الحرارة مرتفعة للغاية.

لم تكن النتائج مختلفة في دراسة أخرى عن تأثير تغير المناخ على الأطفال، وبحثت في العلاقة بين درجة الحرارة المحيطة من ناحية وحدوث الولادة المبكرة العفوية من ناحية أخرى، بين عامي 2007 و 2011 في مناخ مقاطعة هاريس كاونتي في تكساس بالولايات المتحدة، المعروف بحرارته الشديدة. ونتيجة لذلك، اتضح أنه في اليوم التالي لتعرض الأمهات والحمل لدرجات حرارة عالية بسبب موجة الحرارة التي ضربت المنطقة، كان خطر الولادة المبكرة يصل إلى نسبة 15 بالمائة.

 

اقرأ أيضًا.. الهندسة الجيولوجية الشمسية.. محاولات علمية للتدخل في نظام المناخ على الأرض

 

تأثير تغير المناخ على الأطفال والحمل

في سياق مماثل، بعد تحليل 200000 ولادة في إسرائيل، خلصت دراسة أخرى نُشرت في نفس المجلة إلى وجود ارتباط بين ارتفاع درجة الحرارة وتعرض الطفل للوزن الزائد خلال عامه الأول من العمر. اتضح أنه من بين عشرين بالمائة من الأطفال حديثي الولادة الذين عانوا من ارتفاع في درجة الحرارة ليلاً، كان خمسة بالمائة أكثر عرضة لاكتساب أرطال إضافية في وقت قصير.

وجدت دراسة مصاحبة أيضًا أنه بالتزامن مع الزيادة الهائلة في حرائق الغابات على مدى العقدين الماضيين في غرب الولايات المتحدة، كانت هناك زيادة بنسبة 32 في المائة في عدد النساء المصابين بحالة صحية نادرة ترتبط عادةً بتلوث الهواء، تسمى “انشقاق البطن الجنيني” Foetal gastroschisis، وهي تشوه خلقي نادر في جدار البطن.

وبحسب الأساتذة والناشرين المشاركين في العدد الخاص من المجلة الذي يتناول آثار ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات والتلوث على الأطفال والأجنة، فإن “الحقائق أصبحت واضحة، أثار تغير المناخ تؤثر سلباً على مجموعة واسعة من نتائج الصحة الإنجابية، الفترة المحيطة بـ الحمل والولادة والأطفال. ووفقًا لهؤلاء الباحثين، فإن “الوتيرة المتوقعة لزيادة تغير المناخ وآثاره على رفاهيتنا وصحتنا الجسدية والعقلية تتطلب إجراءات حاسمة وفورية للتكيف والمرونة مع تغير المناخ.

وأضافوا أن البيانات أظهرت أيضًا أن الأمهات من الفئات السكانية الأكثر تهميشًا كانوا أكثر تعرضًا بشكل ملحوظ لـ أثار تغير المناخ ومخاطره من غيرهم، وكانوا أقل قدرة على المعاناة من الأضرار التي تسببها هذه المخاطر نتيجة القمع المنهجي والهيكلي.

بحسب الباحثين ، فإن “مناخنا قد شهد بالفعل تغيرات عميقة بسبب النشاط البشري، وهذه التغيرات تضر بصحتنا إلى حد كبير، علما أن بعض المجتمعات والأفراد قد عانوا أكثر من غيرهم. فالعدالة الإنجابية تشير إلى أن الإنسان له الحق في الحفاظ على الاستقلال الجسدي أو الحمل والإنجاب. من ناحية أخرى، فإن الفشل في التصدي بشكل عاجل لآثار تغير المناخ على الأطفال والصحة الإنجابية والمرأة خلال فترة ما حول الولادة سيؤدي إلى زيادة توطيد الظلم الإنجابي وتفاقمه، لأنه سيحرم مجموعات الأشخاص الأكثر تهميشًا من قدرتهم على إنجاب الأطفال، وتربيتهم بأمان”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.