منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

دراسة: أنهار في سماء الصين واليابان وكوريا قريًبا بسبب تغير المناخ

أفاد بحث جديد نشره الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، مطلع ديسمبر الماضي، أن تغير المناخ قد يفتح “أنهارا في السماء” فوق الصين واليابان وكوريا وباقي دول شرق آسيا، أي أن الأمطار ستهطل بكثافة غير مسبوقة، حيث تؤثر أزمة المناخ على أنظمة الطقس العالمية، وتغير درجات الحرارة، وهطول الأمطار، وأنماط الرياح، وأكثر من ذلك.

يتوقع البحث الجديد أن تشهد المناطق الجبلية في شرق آسيا مستقبلا احتمالية حدوث فيضانات بسبب هطول الأمطار الغزيرة، نتيجة ما يسمى بـ “الأنهار في الغلاف الجوي”.

ظاهرة أنهار الغلاف الجوي (Atmospheric rivers )، وفق هيئة  الأرصاد الجوية الأمريكية، هي ظاهرة تعبر عن اندفاع كميات كبيرة من الهواء الساخن يكون محمل بنسبة كبيرة من الرطوبة القادمة من المناطق الاستوائية إلى مناطق العروض الوسطى الأكثر برودة.

يوضح الباحثون أن هذه الأنهار عبارة عن “ممرات ضيقة من الرطوبة المركزة”، يمكن أن تكون سببًا في حدوث فيضانات بشكل سريع، عندما تصطدم بحواجز مثل سلسلة جبال، ما يؤدي إلى سقوط كميات هائلة من المياه في فترة زمنية قصيرة.

يؤكد البحث أن إرهاصات هذا التغير ظهرت بالفعل في يوليو 2018 ويوليو 2020، حيث عانت منطقة شرق آسيا، التي تشمل دول الصين، هونغ كونغ، اليابان، ماكاو، منغوليا، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية وتايوان، من هطول أمطار غزيرة للغاية، على مساحة واسعة، بسبب تدفق بخار الماء المنظم المرتبط بالأنهار الجوية.

وفقا لتوقعات الباحثين، سيكون هطول الأمطار في شرق آسيا “أكثر تواترا وحدة” في العقود المقبلة، مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. حيث سينتقل المزيد من المياه عبر الهواء، وتتساقط المزيد من الأمطار على الأرض.

يقول الباحثون المشاركون في البحث: “وجدنا أن كلا من انتقال بخار الماء عبر أنهار الغلاف الجوي، وهطول الأمطار، يتكثف بالمنحدرات الجنوبية والغربية للجبال فوق الصين واليابان وكوريا وباقي دول شرق آسيا، في مناخ أكثر دفئًا”.

أشاروا أيضًا إلى أن “أنهار الغلاف الجوي ستؤدي إلى هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة على الصين واليابان وكوريا وباقي دول شرق آسيا في ظل تفاقم الاحتباس الحراري”.

بشكل عام، تلتقط الأنهار في الغلاف الجوي الرطوبة من المناطق الأكثر دفئًا، وتنقلها فوق المناطق الأكثر برودة. حيث تتحكم التغيرات في الرياح ودرجة الحرارة في تحركات ونطاق هذه الرطوبة، أي أنه بناء على التغييرات التي يمكن أن يحدثها تغير المناخ سوف يتحدد نطاق تلك الرطوبة”.

استند الباحثون على بيانات الأرصاد الجوية التي جمعت من 1951 إلى 2010، للوصول إلى هذه النتائج، وقاموا بنمذجة تلك البيانات حتى عام 2090، وبناء على تلك البيانات أجروا عمليات محاكاة، مع افتراض زيادة في درجة الحرارة، بما يتماشى مع “السيناريوهات الأكثر تطرفًا” لتغير المناخ.

 

اقرأ أيضًا.. بعد رسالة “الصحة” المصرية لأولياء الأمور.. هل لقاح فيروس كورونا للأطفال آمن؟

 

ليست الصين واليابان وكوريا وحدهم

كان هناك الكثير من الأبحاث السابقة حول هذه الأنهار الموجودة في الغلاف الجوي، ولكن لا يزال من غير الواضح تمامًا كيف ستتغير نطاقات الرطوبة هذه مع تغير المناخ، خاصة وأن سلوكها يتحدد من خلال السمات الطوبولوجية وكذلك حركات الهواء الأكثر دفئًا وبرودة.

بالنسبة لبعض المناطق، ستكون زيادة هطول الأمطار مفيدة؛ لكن بالنسبة لمناطق أخرى، يمكن أن تتسبب الظروف الجوية القاسية في فيضانات خطيرة تهدد الحياة. ذلك هو الرابط الأخير فقط بين تغير المناخ وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة.

أفاد البحث أيضًا أن نتائجه قد تنطبق على مناطق أخرى بخلاف الصين واليابان وشرق أسيا عمومًا، وقد تمتد لتشمل دول في غرب أمريكا الشمالية وقارة أوروبا.

يقول الباحثون إن النمذجة يمكن أن تنطبق أيضًا على مناطق أخرى قد تتطور فيها أنهار الغلاف الجوي. أي أنه من المحتمل، بناء على هذه الدراسات وغيرها، أن تتشهد أجزاء معينة من العالم المزيد من الأمطار في العقود المقبلة.

يقول عالم البيئة يويتشي كاماي Yoichi Kamae، من جامعة تسوكوبا في اليابان : “لقد استخدمنا نماذج محاكاة عالية الدقة لنموذج دوران الغلاف الجوي العالمي بالإضافة إلى نماذج محاكاة المناخ الإقليمي المصغرة” .

يضيف كاماي: “من المحتمل أن تنطبق نتائجنا أيضًا على مناطق أخرى من خطوط العرض الوسطى حيث تلعب التفاعلات بين أنهار الغلاف الجوي والجبال شديدة الانحدار دورًا رئيسيًا في هطول الأمطار، كما هو الحال في غرب أمريكا الشمالية وأوروبا” .

ويضيف: “قد تتعرض هذه المناطق أيضًا لظواهر هطول شديدة أكثر تواترًا وشدة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغيرالمناخ.”

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.