منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

آثار تغير المناخ تقلب خريطة الغذاء في العالم و3 أطعمة مهددة “دراسة”

بحلول عام 2050، سوف يبدو المشهد الزراعي في العالم مختلفًا تمامًا عما هو عليه الآن، سيحتاج حوالي 10 مليارات شخص إلى الغذاء، في نفس الوقت، سوف تتسبب آثار تغير المناخ في تغيير  خريطة الغذاء في العالم.

دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One أوضحت كيف ستتغير ظروف النمو لثلاثة أطعمة شهيرة، القهوة والكاجو والأفوكادو، في الثلاثين عامًا المقبلة.

أنتهت الدراسة إلى نتائج معقدة حول مستقبل الأطعمة الثلاثة، ستتضرر القهوة بشدة من الاحتباس الحراري، حيث يتوقع نموذج الدراسة انخفاضًا عامًا بحلول عام 2050 في عدد المناطق التي يمكن أن تنمو فيها حبوب البن.

بالنسبة للكاجو والأفوكادو، كانت النتائج أكثر تعقيدًا، ستشهد مناطق معينة انخفاضًا في نمو هذه المحاصيل بينما من المحتمل أن تشهد مناطق أخرى، مثل جنوب الولايات المتحدة، المزيد من الأراضي المناسبة لنمو هذه المحاصيل الاستوائية.

ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، ما تسبب في مزيد من الإجهاد الحراري على النباتات وزيادة في شدة الكوارث الطبيعية.

بحلول عام 2100، يمكن أن ترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 3 درجات مئوية، وبالنظر إلى 14 نموذجًا مختلفًا، توقع الباحثون كيف ستتغير الظروف العالمية في ظل ثلاثة سيناريوهات مناخية مختلفة، الأول انخفاض حاد في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من الاحترار ما يجعلنا نصل إلى زيادة 1.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، السيناريو الثاني انخفاض معتدل في الانبعاثات، ما يحد من الاحترار إلى 2.4 درجة مئوية، والسيناريو الثالث، وهو أسوأ الحالات، انخفاض قليل في الانبعاثات، ما يجعل الاحترار يتجاوز 4 درجات مئوية.

 

اقرأ أيضًا.. ما هو تغير المناخ؟ كل شيء عن أزمة القرن الـ 21

 

القهوة والكاجو والأفوكادو وآثار تغير المناخ

وفق الدراسة، كانت القهوة هي الأكثر تأثراً بالمناخ بحلول عام 2050، وفي ظل جميع سيناريوهات المناخ الثلاثة، حيث تنخفض عدد المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة البن بنسبة 50 في المائة، وكان الانخفاض في المقام الأول نتيجة لزيادة درجات الحرارة السنوية في البلدان المنتجة للبن مثل البرازيل وفيتنام وإندونيسيا وكولومبيا.

بالنسبة للكاجو، تباينت الانخفاضات على نطاق واسع، كانت بعض الانخفاضات حادة، في بنين بغرب إفريقيا، ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة السنوية إلى انخفاض بنسبة 55 في المائة تقريبًا في الأراضي المناسبة لزراعة الكاجو، حتى عند خفض الانبعاثات.

بينما شهدت بلدان أخرى انخفاضًا أكبر إذا لم يتم فعل أي شيء آخر للتخفيف من آثار تغير المناخ. ومع ذلك، من المتوقع أن تزداد الأراضي المناسبة لزراعة الكاجو بنسبة 17 في المائة في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل فصول الشتاء الدافئة بشكل متزايد في خطوط العرض العليا والمنخفضة مثل الولايات المتحدة والأرجنتين وأستراليا.

كان لفاكهة الأفوكادو، الذي تطورت لتنمو في الغابات المطيرة، نتائج متباينة بالمثل، وشهدت تغييرات في المكان الذي يمكن أن تنمو فيه بناءً على التحولات في هطول الأمطار.

المناخات الأكثر دفئًا يمكن أن تحتفظ بمزيد من الرطوبة، ما يؤدي إلى مزيد من هطول الأمطار، ومن المتوقع أن تنتج مناطق الاحترار مزيدًا من الأمطار بحلول عام 2050.

تشير التقديرات، وفق آثار تغير المناخ المتوقعة، إلى أن المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة الأفوكادو قد تنخفض بنسبة 14 إلى 41 في المائة حول العالم في بلدان مثل جمهورية الدومينيكان و إندونيسيا، لكن المناطق المناسبة بشكل معتدل لزراعة الفاكهة زادت بنسبة 12 إلى 20 في المائة.

في المكسيك، أكبر منتج للفاكهة حاليًا، من المتوقع أن تزداد الظروف المناسبة لزراعة الأفوكادو في أي مكان من 66 إلى 87 في المائة، بناءً على حجم الانبعاثات بحلول عام 2050.

 

اقرأ أيضًا.. صافي صفر.. قصة أهم وأغلى “0” في العالم

 

آثار تغير المناخ والغذاء

يقول المدير التنفيذي السابق لمعهد كورنيل للحلول الذكية للمناخ مايكل هوفمان إن تأثير آثار تغير المناخ على الأمن الغذائي في المستقبل يحتاج إلى مزيد من البحث، على سبيل المثال، يزيد تغير المناخ من كمية ونوع الآفات التي تهاجم المحاصيل، قد يكون الافتراض الطبيعي أن تلك المحاصيل ستنخفض بسبب زيادة الأفات، لكن ماذا لو زادت أيضًا أعداد مفترسات الآفات؟

ويضيف: ” من الصعب التنبؤ بمصير عناصر غذائية معينة تحديدًا مع توسع بعض المناطق النامية بينما تتقلص مناطق أخرى، لكن المؤكد هو أن تراجع محصول معين يمكن أن يكون له تأثير مدمر على المستوى المحلي “.

لمساعدة المجتمعات على مواجهة هذا التغيير، تقول الدراسة إن مزارعي الأغذية سيحتاجون إلى التكيف بعدة طرق، منها استخدام محاصيل تغطية التربة، للحفاظ على صحة التربة، وتربية أنواع أكثر مقاومة للمناخ، مثل القهوة التي يمكنها تحمل درجات حرارة أعلى.

كما أن العلماء لهم دور كبير في وضع حلول جذرية في هذا الصدد، من خلال إجراء الأبحاث والدراسات التي تتوقع كيف ستتغير الزراعة بعد عقود بسبب آثار تغير المناخ، ومساعدة المزارعين على معرفة النتائج، وتقديم المشورة لصانعي السياسات حول كيفية تشجيع المزارعين على استخدام طرق زراعة أكثر كفاءة مثل محاصيل الغطاء لمنع التآكل أو زراعة محاصيل جديدة عند الحاجة.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.