منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

التقرير الجديد لهيئة علماء الأمم المتحدة يدرس إزالة الكربون باستخدام التكنولوجيا

يستعد علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ  (IPCC) لوضع اللمسات الأخيرة على تقرير رئيس جديد يتناول العديد من الحلول لأزمة تغير المناخ ومن ضمنها استخدام التكنولوجيا لـ إزالة الكربون من الغلاف الجوي.

تنظر هيئة العلماء التابعة للأمم المتحدة في هذه الحلول خلال الأسبوعين المقبلين، استعدادًا لنشر التقرير في 4 أبريل المقبل، وذلك بعد موافقة المسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم على كل سطر في مسودة التقرير.

التقرير الجديد هو الثالث من بين ثلاثة تقارير مهمة صادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ خلال الأشهر الثمانية الماضية.

هذه التقارير هي جزء من التقييم السادس الصادر عن الهيئة، وهو تقييم دوري لكل ما يتعلق بأزمة المناخ تصدره الهيئة كل 5 أو 6 سنوات .

درس التقريران السابقان أسباب وتأثيرات تغير المناخ، ولكن التقرير الثالث سوف يركز على سبل التخفيف، وما يمكننا القيام به لمواجهة الانبعاثات.

 

اقرأ أيضًا..10 اجراءات يمكنك اتباعها لتقليل البصمة الكربونية والحد من تغيرات المناخ

 

تكنولوجيا إزالة الكربون

ينظر الباحثون في كيفية تقليل كمية غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من الأنشطة البشرية، ومع ذلك، يقول الرئيس المشارك للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن تقرير التخفيف هذا سيبحث عن كثب في طرق إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود بالفعل في الغلاف الجوي.

من المحتمل أن تشمل أساليب إزالة الكربون التي سيأخذها التقرير في الاعتبار زراعة الأشجار وتحديدًا أشجار المانغروف لامتصاص الكربون ، بالإضافة إلى الأساليب التكنولوجية الأكثر تقدمًا التي تستخدم آلات كبيرة لإزالة الكربون من الهواء.

سوف ينظر أيضًا في الأساليب المشتركة لإزالة الكربون، حيث تُستخدم الأرض لزراعة المحاصيل التي يمكن حرقها للحصول على الطاقة أثناء احتجاز الكربون ودفنه.

استخدام هذه الأنواع من التكنولوجيا أثار الجدل بشكل كبير خلال الشهور الماضية، حيث أعربت المنظمات ونشطاء المناخ عن شكوكهم في إمكانية إلزام الدول بهذه التكنولوجية لما لها من تأثر على الاقتصادات الوطنية، وهناك أيضًا مخاوف من استخدام تكنولوجيا إزالة الكربون كذريعة لعدم إجراء التغييرات الرئيسية المطلوبة في إنتاج الطاقة.

لكن العلماء المشاركون في التقرير أكدوا أن هذه الشكوك ليست في محلها، حيث أنه من المتوقع أن تحظى مسوود التقرير بقبول من المسؤولين الحكوميين أثناء المراجعة، كما أنهم أكدوا أن الوضع الآن خطير للغاية بحيث ستكون هناك حاجة ملحة لإزالة الكربون باستخدام التكنولوجيا بالإضافة إلى استمرار الاجراءات الرئيسية لتخفيض الانبعاثات وليس كبديل لها.

جدير بالذكر أن الملخص القصير للتقرير الذي  سيظهر في النهاية لواضعي السياسات، ومن المتوقع نشره في غضون أسبوعين، سيعتمد على مفاوضات دقيقة مع ممثلين حكوميين من 195 دولة، حيث سيعمل الباحثون والمسؤولون على مراجعة الملخص سطراً سطراً قبل الاتفاق على النص النهائي.

 

اقرأ أيضًا..الأشجار الميكانيكية.. تقنية جديدة لامتصاص غازات الاحتباس الحراري من الهواء

 

تأثيرات حرب أوكرانيا

البروفيسور جيم سكيا هو أحد الرؤساء المشاركين في تقرير الفريق الحكومي الدولي الأخير يقول: ” عقدنا بعض الاجتماعات غير الرسمية مع الحكومات لإطلاعهم على التفاصيل قبل جلسة الموافقة الفعلية، وأنا متفاءل بأننا سنحصل على موافقة جماعية من مسؤولي الحكومات”.

يعتقد العلماء أن الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية تحت 1.5 درجة مئوية حتى نهاية هذا القرن أمر بالغ الأهمية للحد من حجم الضرر الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

سيكون هناك تركيز كبير على الإجراءات قصيرة المدى التي يمكن أن تتخذها الحكومات في السنوات المتبقية من هذا العقد للحفاظ على الارتفاع في درجات الحرارة العالمية تحت 1.5 درجة مئوية خلال هذا القرن.

صدر هذا التقييم عام 2018 وأشار وقتها إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، لكن بعد ظهور الوباء ومع الزيادة المحتملة في استخدام الوقود الأحفوري في أعقاب الصراع في أوكرانيا، قد نحتاج إلى تحديثات لهذا التقييم لمراجعة نطاق خفض الانبعاثات.

على جانب أخر، من المرجح أن يعطي التقرير بارقة أمل حول إمكانية تجنب أسوأ آثار تغير المناخ، إذا تم اتخاذ إجراءات عاجلة.

يقول البروفيسور سكيا: “ما أعتقد أنه يجب أن ننقله في تقريرنا هو أنه على الرغم من أن أنشطة البشر تسببت في تغير المناخ، لكن البشر أيضًا لديهم القدرة على فعل شيء حيال ذلك.” وأضاف “وأعتقد أن هذا جزء كبير حقًا من الرسائل الخاصة بالتقرير.”

على صعيد أخر، هناك بعض المخاوف من أن الحرب في أوكرانيا قد يكون لها تأثير على الاجتماع، حيث من المقرر أن يشارك ممثلون من كل من روسيا وأوكرانيا.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.