منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

ارتفاع درجات الحرارة بالقطبين الجنوبي والشمالي بشكل غير مسبوق في مارس 2022

سُجلت درجات حرارة مرتفعة في القطب الجنوبي والشمالي، وهي الأعلى على الإطلاق في هذا الوقت من العام، حيث وصل ارتفاع درجات الحرارة في أنتاركتيكا إلى 40 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي بينما وصل إلى 30 درجة فوق المستوى الطبيعي في القطب الشمالي.

سجلت قاعدة “كونكورديا البحثية”، الواقعة على القبة «C» في الهضبة القطبية، على ارتفاع يزيد على ثلاثة آلاف متر، حرارة قياسية بلغت، الجمعة، 11.5 درجة مئوية تحت الصفر، وهو رقم قياسي على الإطلاق لكل الأشهر مجتمعة، حطم ذاك المسجل في 17 ديسمبر 2016 والبالغ 13.7 درجة تحت الصفر، بحسب ما غرد خبير الأرصاد الجوية في “ميتيو فرانس” إيتيان كابيكيان عبر “تويتر”، وفق “فرانس برس”.

ومع أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال انخفاض درجات الحرارة مع نهاية الصيف الجنوبي، سجلت قاعدة دومون دورفيل الواقعة على ساحل اديلي لاند رقماً قياسياً في اعتدال الحرارة خلال شهر مارس إذ بلغت 4,9 درجات مئوية، فيما وصلت درجة الحرارة الدنيا إلى مستوى قياسي أيضاً هو 0,2 درجة في 18 مارس.

 

ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي

في الطرف الآخر من الكوكب، أفادت التقارير أن أجزاء من القطب الشمالي تشهد ظروفًا متطرفة وارتفاع درجات الحرارة هناك، حيث وصلت إلى 30 درجة مئوية فوق المتوسط ​​الشهري. محطمة الأرقام القياسية في درجات الحرارة في النرويج وسجلت أعلى مستوياتها في جرينلاند.

يقول الخبراء إنه من غير المحتمل أن يكون تزامن الحدثين مرتبطًا بنفس نمط الطقس، وفقًا لسيمون ألكسندر، عالم الغلاف الجوي من برنامج أنتاركتيكا الأسترالي.

قال الدكتور ألكسندر: “من المحتمل أن يكون ذلك أمرًا عرضيًا، لكن سيتعين على العلماء دراسة ذلك بعناية للتأكد من أنها مجرد مصادفة أم لا”.

ما يجعل هذا الحدث أكثر غرابة هو التوقيت وفق ما أكده الخبراء، حيث تصبح أيام القارة القطبية الجنوبية أقصر في هذا الوقت من العام، وينبغي أن تكون درجات الحرارة أكثر برودة. وفي الوقت نفسه، لا يزال القطب الشمالي يخرج من شتائه.

بعض العلماء وصفوا ما يحدث للقطبين من أحداث حرارية متزامنة بأنه “لا يمكن تصوره” و “مذهل”.

وقال والت ماير العالم بالمركز القومي لبيانات الجليد والثلوج لوسائل إعلام أمريكية “إنهما موسمان متعاكسان. لا يمكنك رؤية (القطبين) الشمالي والجنوبي كلاهما يذوبان في نفس الوقت”.

 

اقرأ أيضًا.. ما هو هدف 1.5 درجة مئوية الذي يسعى إليه العالم؟ وكيف يجنبنا غضبة المناخ وتغيراته؟

 

هل تغير المناخ هو السبب؟

تنبؤات المناخ تؤكد وجود اتجاه طويل الأمد للاحترار في القارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي، كما أن العلماء يتوقعون زيادة في شدة وتواتر الأحداث الأكثر تطرفًا، سواء الساخنة أو الباردة.

وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فقد زادت أحداث الحرارة الشديدة في القطب الشمالي منذ عام 1979، ومن المحتمل أن نشهد صيفًا خالٍ من الجليد مرة كل عقد في المتوسط ​​في القطب الشمالي إذا زاد متوسط درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين.

في شبه جزيرة أنتاركتيكا، لوحظ اتجاه قوي للاحترار منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وتتنبأ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن شبه جزيرة أنتاركتيكا وغرب أنتاركتيكا وأجزاء من شرق أنتاركتيكا ستستمر في الاحترار بمعدلات أعلى من المتوسط ​​طوال هذا القرن.

في ظل تفاقم الاحترار، وتوقعات زيادة متوسط درجة حرارة الأرض بين درجتين مئويتين و 3 درجات مئوية، من المتوقع أن يختفي الجرف الجليدي لغرب أنتاركتيكا تمامًا، مما يؤدي إلى إطلاق ما يكفي من المياه لرفع مستويات سطح البحر لأكثر من 3 أمتار.

لكن في حين أن هذا الحدث المتطرف الحالي يتوافق مع التنبؤات المناخية، ومن المحتمل أن نشهد المزيد من الأحداث المتطرفة مثل هذه في القارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي في المستقبل القريب، فمن السابق لأوانه الاستنتاج علميًا أن الدافع وراء هذا الحدث بالذات هو تغير المناخ.

قال الدكتور ألكساندر إن هناك حاجة إلى “دراسات معمقة” لتأكيد تأثير تغير المناخ على الحدثين، ولمعرفة ما إذا كان تغير المناخ هو السبب أم أنماط الطقس وظاهرة النينيا، سيحتاج العلماء إلى إجراء ما يسمى دراسات الإسناد.

جدير بالذكر أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية كان عند أدنى مستوياته منذ 1979 في فبراير من هذا العام.

ارتفاع درجات الحرارة في القطبين يشهد ارتفاعاً أسرع من المعدل الذي ترتفع به حرارة كوكب الارض ككل والذي يبلغ نحو 1,1 درجة مئوية منذ العصر السابق للثورة الصناعية.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.