منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

تفاصيل أول تقييم عالمي لقياس التزام البلدان بـ اتفاقية باريس للمناخ

البداية من بون والنتائج في COP 28

اختتم المندوبون في مؤتمر تغير المناخ في بون، أمس الأربعاء، أول حوار تقني بهدف جرد وتقييم عالمي لمدى التزام البلدان الأطراف ببنود اتفاقية باريس للمناخ، وهي عملية بالغة الأهمية لتنفيذ اتفاقية باريس وللمساعدة في تحديد مسار العمل المناخي الطموح.

قالت الأمينة التنفيذية المعنية بتغير المناخ في الأمم المتحدة باتريشيا إسبينوزا: “من الواضح أننا بحاجة ماسة إلى السرعة في التنفيذ ونحتاج إلى إجراءات مناخية أكثر طموحًا”. وأضافت: “يعتبر التقييم العالمي جزءًا مهمًا من تحقيق كليهما”.

خلال الأيام العديدة الماضية، بدأ المندوبون الحكوميون والمراقبون وخبراء مختلفون في تقييم موقف العالم فيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاقية باريس.

هذه المناقشات هي عنصر رئيسي في التقييم العالمي لتحديد مدى التقدم الجماعي نحو تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

إن تحقيق هذا الهدف ضروري لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، بما في ذلك موجات الجفاف الشديدة والمتكررة وموجات الحر وهطول الأمطار.

قدم الحوار معلومات للبلدان وأصحاب المصلحة لمعرفة أين يحرزون بشكل جماعي تقدمًا نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس- وأين لم يكونوا كذلك.

سلط العديد من المشاركين في الحوار الضوء على الحاجة إلى الدعم المالي، لا سيما للتكيف مع آثار تغير المناخ، وأشاروا إلى أن فجوات الموارد ستتسع مع تفاقم أزمة المناخ.

وأشار مشاركون آخرون إلى أن التعهدات الحالية من قبل الحكومات الوطنية غير كافية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ وأن العمل المناخي الطموح يحتاج إلى التعجيل بالتوسع.

قالت إسبينوزا: “بينما أحرز المجتمع الدولي تقدمًا في العديد من المجالات، فإننا نعلم أيضًا أنه لا يزال يتعين عليه الوفاء بالعديد من الالتزامات في مجالات أخرى، أبرزها الوفاء بالتزام تعبئة 100 مليار دولار بحلول عام 2020 الذي فشلت الدول الغنية في تحقيقه”.

وأضافت: “نعلم أيضًا أن العمل المناخي لم يعكس بعد التغيير التحولي العميق المطلوب في جميع القطاعات لبناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة.”

أكدت إسبينوزا أن الأرقام تعزز هذا، ففي السنوات الاخيرة، أظهر التقرير التجميعي للمساهمات المحددة وطنيًا NDCs- وهي جميع خطط العمل المناخية الوطنية المقدمة حتى الآن- أن العالم لا يزال بعيدًا عن هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في تثبيت ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن.

 

اقرأ أيضًا.. مصر و8 دول يتقدمون بـ خططهم الوطنية لـ مواجهة تغير المناخ أمام مؤتمر بون

أول تقييم حول اتفاقية باريس للمناخ

يدور التقييم أيضًا حول الفرص.، حيث يسمح للحكومات الوطنية وأصحاب المصلحة بتحديد الثغرات الموجودة في العمل المناخي، ما يمكنهم من معالجة هذه الثغرات، من خلال عرض الحلول والفرص والابتكارات وأفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم.

وتستند المناقشات على أفضل العلوم والتقنيات المتاحة، والتي هي في صميم التقييم العالمي.

خلال الأشهر العشرة الماضية، قامت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ(IPCC) التابعة للأمم المتحدة بإصدار ثلاثة تقارير تحتوي على أحدث ما توصل إليه العلم في تغير المناخ.

تمثل هذه التقارير الثلاثة معًا تحذيرًا رهيباً بشأن عواقب عدم اتخاذ أي إجراء. وتؤكد التقارير أن الأنشطة البشرية تسبب تغير المناخ وأن التأثير البشري يجعل الأحداث المناخية المتطرفة أكثر تواتراً وشدة.

قال هوسونج لي، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن التقارير وجدت أن الأنشطة البشرية أدت إلى احترار كوكب الأرض بمعدل لم نشهده في الألفي عام الماضية، مما وضع العالم على مسار ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية خلال العقدين المقبلين.

أضاف الدكتور لي: “ستكون السنوات القليلة المقبلة حاسمة، لكن هناك طرقًا لتحسين فرصنا في النجاح”.

وأضاف: “التعاون الدولي هو المفتاح لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة والعمل المناخي المعجل والمنصف أمر بالغ الأهمية للتنمية المستدامة.”

 

ماذا بعد ذلك؟

حدد هارالد وينكلر، الميسر المشارك للحوار التقني، الخطوات التالية لعملية التقييم العالمي، وشجع المندوبين على مواصلة تقديم التقارير لمساعدة تغير المناخ في الأمم المتحدة على جمع المعلومات اللازمة لإجراء التقييم من خلال الإنترنت وبوابة التقديم.

كما شجع المشاركين على مواصلة مناقشاتهم في الأشهر المقبلة للمساعدة في التحضير للحوار التقني المقبل، الذي سيعقد في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 27) في مصر في نوفمبر.

على سبيل المثال، اقترح عليهم متابعة محادثاتهم بشكل غير رسمي خلال أسابيع المناخ الإقليمية. وقال: “هذا من شأنه أن يجعل عملية التقييم أكثر عالمية وشمولية”.

سيعد الميسران المشاركان للحوار التقني تقريرًا موجزًا ​​في الأسابيع القادمة لاستيعاب المناقشات في مؤتمر تغير المناخ في بون.

أخيرًا، سيتم عرض النتائج الرئيسية من التقييم العالمي الأول لأهداف اتفاقية باريس للمناخ ومناقشتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) في نهاية عام 2023 بالإمارات.

في حين أن هذه ستكون لحظة رئيسية لتحديد فرص تكثيف العمل المناخي والدعم الدولي، يعتبر التقييم العالمي عملية مستمرة يمكن أن تضيف قيمة في كل خطوة من الرحلة.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.