منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

التمويل والتكيف وخفض الانبعاثات.. 3 أسباب أفشلت محادثات المناخ في بون والأمل في COP 27

قال دبلوماسيون ومحللون إن محادثات المناخ SB56 التابعة للأمم المتحدة والتي استمرت أسبوعين في بون كانت مخيبة للأمال إلى حد كبير، وتركت الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل خمسة أشهر فقط من قمة المناخ الحاسمة في مصر، بعد أن فشلت المفاوضات في إحراز تقدم ملموس في جهود معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

في الجلسة الختامية لـ محادثات المناخ في بون، يوم الخميس، أعربت الدول النامية عن خيبة أملها إزاء التقدم الضئيل خلال القمة التي تعقد سنويًا في منتصف العام بشأن القضايا الرئيسية، لا سيما بشأن إنشاء مرفق مالي جديد للتعامل مع الخسائر المتزايدة من الطقس القاسي وارتفاع منسوب البحار.

وقال كبير المفاوضين لتحالف الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS) إن المجموعة المكونة من 39 دولة لم تتلق تأكيدات بأن تمويل المناخ “سيتم تسليمه على نطاق واسع أو بسرعة”.

وقال كونرود هنت، سفير الأمم المتحدة لدولة أنتيغوا وبربودا الكاريبية: “حالة الطوارئ المناخية تتحول بسرعة إلى كارثة، داخل هذه الجدران، تبدو العملية بعيدة عن الواقع”.

قال أليكس سكوت من مركز الفكر E3G إن نتائج محادثات المناخ في بون ضعيفة، ولم تشهد أي خطوات كبيرة إلى الأمام بشأن خفض الانبعاثات أو نحو هدف عالمي لدفع التكيف، وتترك النتائج، المخيبة للأمال، الدبلوماسيين أمام “مهمة ضخمة” قبل قمة COP27 في نوفمبر بمصر.

قال زعيم دبلوماسية المناخ في مجموعة E3G للصحفيين خلال محادثات المناخ في بون: “يبدو أن المفاوضين قد جاؤوا إلى محادثات المناخ دون مساحة للمناورة السياسية ما يعني أننا لن نصل إلى COP27 بإحساس حقيقي بالتقدم”.

 

صندوق الخسائر

شهدت محادثات المناخ في بون اندلاع توترات طويلة الأمد بين البلدان النامية والمتقدمة بشأن العديد من القضايا، أبرزها قضية التمويل، ومن يجب أن يتحمل المزيد من المسؤولية لتقليل انبعاثات تغير المناخ، بجانب كيفية الدفع لإصلاح وتجنب “الخسائر والأضرار”.

منذ البداية، تنازع البلدان حول مسألة إنشاء صندوق مخصص للخسائر والأضرار، ومسألة الحوار حول هذا الصندوق ووضعه على جدول أعمال الأمم المتحدة الرسمي، بالإضافة إلى كيفية هذا الحوار.

تُركت القضية دون حسم في بون، مما دفع منسقة المناخ في الأمم المتحدة المنتهية ولايتها باتريشيا إسبينوزا للدعوة إلى “قرارات سياسية كبرى” في COP27 بشأن التمويل من أجل الخسائر والأضرار.

وأشارت في بيان إلى أن هذا الأمر- جنبًا إلى جنب مع زيادة التمويل للتكيف والطاقة النظيفة – “هو أمر حاسم لبناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة”.

قال هارجيت سينغ، كبير مستشاري شبكة العمل المناخي الدولية، إنه لأول مرة أقرت العديد من البلدان المتقدمة خلال محادثات المناخ في بون بوجود فجوة في توفير التمويل للبلدان الضعيفة لمساعدتها على التعافي من آثار تغير المناخ التي لم يكن لها دور كبير في إحداثها.

وأشار إلى أن الدول الغنية- بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وسويسرا والولايات المتحدة- واصلت تعنتها ومنعت النقاش حول مرفق تمويل جديد ولم تسمح حتى للدول النامية بإضافته إلى جدول أعمال COP27.

قال سينغ لرويترز على هامش محادثات المناخ: “بدلاً من استخدام كلمات جوفاء، يجب على الدول الغنية أن تظهر أولا روح التعاون والتضامن الدوليين”.

 

اقرأ أيضًا.. صندوق النقد الدولي يطلق تقرير التكيف مع التغير المناخي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى

برنامج لخفض الانبعاثات

بدأت البلدان المناقشات خلال محادثات المناخ في بون حول كيفية خفض الانبعاثات بشكل أسرع وأعمق لتحقيق أهداف اتفاق باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، وتقييم التقدم الجماعي في تحقيق ذلك.

لكن كانت هناك انقسامات حول كيفية اعتماد برنامج يهدف إلى زيادة خفض الانبعاثات على مستوى العالم، حيث طلبت الدول المعرضة للخطر استمراره حتى عام 2030، بينما أرادت بعض البلدان، مثل الصين، أن يستمر لمدة عام واحد فقط.

سعت الحكومات الغنية أيضًا إلى أن يشمل برنامج التخفيف الاقتصادات الناشئة الرئيسية، لكنها واجهت معوقات من البلدان النامية التي ساهمت تاريخيًا بقدر أقل في انبعاثات الكربون.

دعا ديفيد واسكو، مدير العمل المناخي الدولي في معهد الموارد العالمية ومقره الولايات المتحدة، كبار الملوثين إلى تعزيز أهدافهم لخفض الانبعاثات، ودعا الدول الغنية إلى تقديم التمويل اللازم للدول المعرضة للخطر للتعامل مع آثار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وقال: “ربما تكون النتيجة الأكثر حسماً من محادثات (بون) هذه هي أن الدول المتقدمة تدرك الآن أن الدول والتكتلات الداعية إلى إيجاد حلول للخسائر والأضرار تزداد قوة”.

وأضاف في بيان: أن “معالجة هذه القضية مقياس مركزي لنجاح قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في مصر”.

فيما قالت إسبينوزا في باريس تعليقًا على نتائج محادثات المناخ في بون: “إن التركيز ينصب الآن على تحقيق ما يضمن لنا أن مؤتمر الأطراف المصري في مدينة شرم الشيخ سيحول هذه الوعود المهمة لاتفاقية باريس إلى حقيقة”.

 

فشل محادثات المناخ

لقد كافحت الدول الضعيفة منذ فترة طويلة مع بطء وتيرة التقدم في مفاوضات الأمم المتحدة، والتأخر في تحقيق مطالبها الرئيسية- بما في ذلك المزيد من التمويل.

كشف تقرير صادر هذا الشهر عن مجموعة العشرين الأكثر تأثرا بالمناخ (V20)، وتم مناقشته خلال محادثات المناخ في بون، عن تضرر 55 اقتصادًا بشدة من تغير المناخ- من بنجلاديش إلى كينيا إلى جنوب السودان- مؤكدًا أن هذه الاقتصادات خسرت حوالي 525 مليار دولار- أو 20 في المائة من ثروتهم في المتوسط ​​- في العقدين الأخيرين بسبب تأثيرات الاحتباس الحراري.

حذر تقرير علمي للأمم المتحدة صدر في فبراير من أن الخسائر الناجمة عن تغير المناخ آخذة في الارتفاع بالفعل، ومن المقرر أن تصبح أسوأ بكثير إذا لم يتم تعزيز تدابير الحد من الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم.

في الجلسة الختامية لـ محادثات المناخ في بون، قالت سويسرا إن المحادثات لم تشهد تقدمًا كافيًا بشأن الطموح لخفض الانبعاثات للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، محذرة من أنه شيء “لا يمكننا ببساطة تحمله. ”

دعا هانت من تحالف الدول الجزرية الصغيرة البلدان ذات الانبعاثات المرتفعة إلى تقديم خطط أقوى لخفض الانبعاثات بحلول موعد نهائي للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر، محذرًا من وضع “الرمز الأحمر”، حيث يتأرجح العالم على حافة “التجاوز في الكارثة”.

اقرأ أيضًا.. مصر و8 دول يتقدمون بـ خططهم الوطنية لـ مواجهة تغير المناخ أمام مؤتمر بون

بايدن يدخل على الخط

على صعيد أخر، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين والاقتصادات الرئيسية الأخرى في التجمع الافتراضي الثالث لمنتدى الاقتصادات الكبرى (MEF) تحت رئاسته، يوم الجمعة، إلى مضاعفة جهودها لمكافحة تغير المناخ وتحسين أمن الطاقة، محذرًا من أن الغزو الروسي لأوكرانيا شحذ الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.

حث بايدن الدول على تسريع التحركات لخفض انبعاثات الميثان، واعتماد أهداف طموحة للمركبات عديمة الانبعاثات، والعمل على تنظيف الشحن العالمي.

كما دعا الدول إلى إنفاق 90 مليار دولار بشكل جماعي لتسريع تسويق التقنيات النظيفة، وتطوير أسمدة جديدة تقلل الانبعاثات الزراعية وتعزز الأمن الغذائي.

قال بايدن للقادة في المنتدى الافتراضي: “أدى هجوم روسيا على أوكرانيا إلى تأجيج أزمة طاقة عالمية وشحذ الحاجة إلى تحقيق أمن واستقرار موثوقين للطاقة على المدى الطويل”.

قال بايدن إنه من الأهمية بمكان العمل معًا للتخفيف من تداعيات الحرب، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في جميع أنحاء العالم.

اجتماع الجمعة هو أكبر تجمع لزعماء العالم بشأن تغير المناخ قبل مؤتمر المناخ العالمي COP27، الذي سيعقد في نوفمبر في شرم الشيخ ، مصر.

وقال البيت الأبيض إن بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيعلنان خلال المؤتمر عن جهد مشترك لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في إفريقيا.

الشراكة المصرية الأمريكية تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف في القارة الإفريقية على مدار العام الجاري، وصولا إلى تدشين مبادرة جديدة ذات تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف في إفريقيا خلال قمة شرم الشيخ.

تمثل البلدان التي يتكون منها منتدى الاقتصاد العالمي ما يقرب من 80 ٪ من الناتج الاقتصادي العالمي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

قال البيت الأبيض إنه من المتوقع أن تنضم عدة دول إلى مبادرات بايدن، بينما ستعلن دول أخرى أهدافًا جديدة للانبعاثات لعام 2030، لكنه لم يذكرها.

قال مسؤولو البيت الأبيض إن الولايات المتحدة والنرويج ستطلقان أيضًا تحدي الشحن الأخضر لـ COP27 لتشجيع الحكومات والموانئ وأصحاب البضائع على التوصل إلى خطوات ملموسة نحو إزالة الكربون بشكل كامل في موعد أقصاه 2050.

قال بايدن إن الولايات المتحدة ستنضم إلى منتجي ومستهلكين الغاز الرئيسيين لإطلاق “مسار طاقة الميثان العالمي” الذي سيوفر موارد تقنية ومالية جديدة للتخفيف من غاز الميثان في قطاع النفط والغاز، مع العمل على القضاء على حرق الغاز الروتيني في موعد لا يتجاوز 2030.

أخيرًا، أشار بايدن إلى تأثير الحرب في أوكرانيا على نظام الغذاء العالمي، وحدد هدفًا يتمثل في جمع 100 مليون دولار من التمويل الجديد لتطوير الأسمدة البديلة في الوقت المناسب لمؤتمر COP27.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.