منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

المصري مينا حنين: ابتكرنا نظامًا للتنبؤ والسيطرة على حرائق الغابات في 6 دقائق فقط

أعلن المهندس المصري، مينا حنين، البالغ من العمر 32 عاما، عن نجاحه وفريقه في إطلاق مشروع للتنبؤ بحرائق الغابات والبدء في عمليات الإطفاء خلال فترة زمنية قياسية، مما سيساهم في الحد من خسائرها ويحول دون حدوث المشهد الكارثي السابق مرة أخرى.

مينا حنين هو أحد الخبراء المصريين المقيمين في أستراليا، وقد اشتهر بنجاحه في التنبؤ بحرائق الغابات  التي تحدث في البلاد بصورة متكررة.

تتعرض أستراليا إلى حرائق كارثية للغابات خلال الأشهر الأكثر حرارة من السنة، و يعود ذلك إلى مناخها الحار والجاف، حيث تؤثر هذه الحرائق على مساحات واسعة في حين بإمكانها أن تسبب أضرراً في الممتلكات وخسارة في الأرواح.

التنبؤ بـ حرائق الغابات

ابتكار حنين وفريقه يساعد في بدء عمليات الإطفاء في وقت قياسي، وبالتالي يساهم في تقليل الخسائر الناجمة عن اندلاع حرائق الغابات.

تحدث حنين، الباحث والعالم في الجامعة الوطنية الأسترالية، عن بحثه ورؤيته بشأن تغير المناخ، وكيف أثر ذلك على العالم.

قال حنين إنه جزء من فريق عمل تابع إلى الجامعة الوطنية الأسترالية، ويركز عمل الفريق على حل المشاكل الناجمة عن تغير المناخ، وخاصة حرائق الغابات.

وكشف حنين أن العمل على هذه الفكرة بدأ بعد صيف 2019-2020 في أستراليا، والذي أطلق عليه اسم الصيف الأسود، لأنه شهد معظم حرائق الغابات في التاريخ الأسترالي الحديث، وتسبب في تدمير أكثر من 17 مليون هكتار من الأراضي وخسائر بقيمة 20 مليون دولار من جراء هذه الحرائق.

ينقسم مشروع حنين وفريقه إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول فيه يعتمد على استخدام الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمناطق التي يحتمل أن تشهد حرائق.

بينما الجزء الثاني يكمن في “الاكتشاف” بناءً على التوقع، يتم إرسال طائرات بدون طيار واستخدام الصور الحرارية للمنطقة للكشف عن مواقع الحرائق، خاصة عن طريق البرق.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة هي “التعامل والسيطرة”، وفيها يتم إطلاق طائرات بدون طيار أيضًا لكنها مُحملة هذه المرة بكميات هائلة من المياه لإخماد الحريق فور اندلاعه.

وقال: “وجدنا أن البرق هو أحد أكثر أسباب الحرائق شيوعًا في أستراليا، حيث يضرب البرق الأشجار ويبقى داخل الشجرة لعدة أيام، وفي ظل الظروف المناخية، يتسبب ذلك في حرائق بسرعة الرياح وغيرها”.

وتابع: “من خلال النظام الذي يعمل عليه فريق البحث الخاص بي، يتم الكشف عن الحرائق خلال 60 ثانية من اندلاعها ونتيجة لذلك يتم إرسال أنابيب محملة بالمياه بواسطة طائرات بدون طيار تستهدف هذه المناطق في عملية لا تتجاوز 5 دقائق.”

وأضاف “وفق نظامنا، نحتاج فقط لدقيقة لكشف الحرائق وخمس دقائق للسيطرة على الوضع… وهذا رقم قياسي لم يحدث من قبل”.

اقرأ أيضًا.. في يومها العالمي.. لماذا الغابات مهمة لحياة البشر وباقي الأنواع على الأرض؟

حنين إلى مصر

وقال حنين “أعيش خارج مصر منذ 10 سنوات عملت خلالها في أكثر من دولة وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه”.

وحول تغير المناخ وتأثيره على العالم، شدد حنين على أنه لا يمكن لأحد أن ينكر حجم الآثار السلبية لتغير المناخ. “خلال المائة عام الماضية، بدءًا من الثورة الصناعية الأولى وحتى اليوم، كان تأثير تغير المناخ على البيئة واضحًا، يتمثل في الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف وغيرها.”

وأضاف “علينا اتخاذ خطوات جادة لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ”.

عن آخر مرة زار فيها مصر أجاب: آخر مرة زرت فيها مصر كانت في ديسمبر الماضي، وأنا فخور بما يحدث في مصر الآن، وهذا ما تقوله الأرقام عن معدل النمو وجودة الطرق، والتعليم والصحة. الأرقام تقفز، وهذا دليل على حجم الإنجازات والتقدم “.

وأشار حنين إلى أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ يعكس حجم مصر في المنطقة دوليا، واعتراف العالم بقدرة مصر على استضافة أحد أكبر المؤتمرات في العالم.

وأشار إلى أنه حريص على المشاركة في هذا المؤتمر، خاصة أنه جزء من عمله واهتماماته وأبحاثه، قائلاً: “يجب أن يكون لنا دور ريادي في المنطقة والقارة الإفريقية وإحداث تغيير حقيقي في الأساليب المتبعة لحل مشاكل المناخ، ويجب أن تكون مصر نموذجًا يحتذى به للعديد من الدول في مواجهة تغير المناخ “.

وتابع: “يجب حشد المجتمع الدولي والعالم أجمع لاتخاذ خطوات فعالة لحل مشاكل المناخ والحد من زيادتها والتكيف مع الظروف الحالية بسبب تغير المناخ”.

بالإضافة إلى ذلك، قاد مينا حنين فريقًا لاقتراح الفكرة نفسها لتحدي الابتكار “Space Hack” الذي نظمته جامعة نيو ساوث ويلز كانبيرا، وشبكة كانبرا للابتكار وبدعم من عدد من المنظمات، وحازت الفكرة على المركز الثالث في هذا التحدي للابتكار.

كما قدمت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، التهنئة لـ “مينا” على اكتشافه وفريقه، إذ قالت إنه مع استعداد مصر لاستضافة قمة المناخ Cop27، تأتي إسهامات علماء وخبراء مصر بالخارج، لدعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة.

 

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.