منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

كم تبلغ البصمة الكربونية للبريد الإلكتروني؟ ما يعادل انبعاثات 7 ملايين سيارة

تعد رسائل البريد الإلكتروني حول العالم مسؤولة عن انبعاثات كربونية تعادل 7 ملايين سيارة، وفقا لتقديرات حول البصمة الكربونية للبريد الإلكتروني حول العالم، نشرها موقع ساينس فوكس.

يؤدي إرسال أي بريد إلكتروني إلى إنشاء بصمة كربونية من مزيج من الكهرباء المستخدمة لتشغيل الأجهزة التي تتم كتابتها وقراءتها، والشبكات التي تنقل البيانات ومراكز البيانات التي تخزنها.

وتعد الكهرباء المستخدمة في رسالة البريد الإلكتروني الواحدة مسؤولة عن نحو 4 جرامات من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهذا الرقم يرتفع إلى متوسط 50 جراما إذا قمت بتحميل ملف أثقل، والذي يحتاج إلى مساحة تخزين إضافية ووقتا أطول لإرساله.

ربما لا يفكر معظم المستخدمين في الانبعاثات الكربونية عندما الضغط على زر الإرسال، لكن الباحثون يقولون إن الأثر الكربوني لـ 65 رسالة بريد إلكتروني يعادل قيادة السيارة لمسافة كيلومتر.

يقول الخبراء، إن مركز البيانات يمثل أقل من 0.1% من البصمة الكربونية العالمية، ولكن من المتوقع أن يزداد هذا الرقم مع زيادة استخدام مكالمات الفيديو والألعاب والبث المباشر.

قال مايك بيرنرز لي، الباحث في مجال الانبعاثات: “في حين أن البصمة الكربونية للبريد الإلكتروني ليست ضخمة، إلا أنها تُجسد مثالا مناسبا حول المبدأ الأوسع الذي مفاده أن التخلص من النفايات في حياتنا أمر جيد من أجل رفاهيتنا وجيد للبيئة.”

ووفقًا للكاتب بيرنرز لي، فإن البريد الإلكتروني العادي له بصمة تعادل 0.3 جرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، يمكن أن يرتفع هذا إلى 50 جراماً.

 

دراسة بريطانية

قبل عامين، خلصت نتائج دراسة حديثة هي الأولى من نوعها، أجريت بتكليف من OVO Energy وهي شركة لإمدادات الطاقة في إنجلترا، إلى أن عملية إرسال البريد الإلكتروني تحتوي على بصمة كربونية عالية جداً، لدرجة أنه بمجرد الاستغناء عن إرسال بريد إلكتروني واجد في اليوم غير مهم من الممكن أن يكون له نفس تأثير إزالة آلاف السيارات من الشارع وفقاً للدراسة.

كما وجدت الدراسة أن الاستغناء عن رسالة بريد إلكتروني واحدة يومياً ستخفض 16433 طناً من الكربون الناجم عن الخوادم عالية الطاقة المستخدمة لإرسال الرسائل عبر الإنترنت.

ويعادل ذلك ما يقارب 81,152 رحلة إلى مدريد أو نقل 3334 سيارة ديزل عن الطريق.

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر الرسائل البريدية غير ضرورية تلك التي تحتوي على شكراً لك وأتمنى لك عطلة سعيدة، مستلمة، ممتنة، أتمنى لك أمسية سعيد، هل حصلت على / شاهدت هذا، وغيرها.

 

اقرأ أيضًا.. 10 اجراءات يمكنك اتباعها لتقليل البصمة الكربونية والحد من تغيرات المناخ

حملة للتنظيف

في إبريل الماضي، نظّمت مؤسسة Let’s Do It World Network، حملة عبر الإنترنت لعمليات تنظيف إلكتروني اعتادت على إقامتها، وطالبت من مستخدمي النت إعادة النظر في التأثير البيئي لِملفاتهم غير المستخدمة.

في قائمة الأهداف الخاصة بعمليات التنظيف يوجد صندوق البريد الإلكتروني الخاص وكذلك البريد المزعج (spam) الذي ليس له أية أهمية في الغالب والذي يستقبله المستخدم باستمرار.

تقول الأرقام الواردة من الحملة العالمية إن أكثر من نصف رسائل البريد الإلكتروني، مزعجة وغير مرغوب فيها.

يعدّ التقليل من عدد رسائل البريد الإلكتروني غير الضرورية التي ترسلها يومياً، إحدى الطرق لتقليل البصمة الكربونية، والحد من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمستخدمين، ولكن الإزعاج الإلكتروني (spam) في صندوق البريد يمكن أن يكون مصدرا للانبعاثات.

يؤدي حذف هذه الرسائل إلى توفير مساحة على الخوادم (السيرفيرات) التي تخزن بيانات البريد الإلكتروني ويمكن أن تساعد في تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها الأنظمة التي تبقينا جميعاً متصلين بالإنترنت.

 

جوجل والبصمة الكربونية للرسائل

من المنتظر أن يكشف قسم الحوسبة السحابية في جوجل قريبا عن البصمة الكربونية لتطبيقات وورك سبيس الخاصة به، والتي تشمل جيميل وجوجل دوكس بحلول أوائل عام 2023.

وقال جاستن كيبل العضو المنتدب للاستدامة العالمية في جوجل كلاود في منشور كتبه إن ذلك يأتي ضمن جهود الشركة لمساعدة العملاء على تقييم وتقليل تأثيرهم على البيئة.

ومن المعروف أن جوجل كلاود، وهي أحد العمليات الرئيسية للشركة الأم لجوجل، ألفابت، كثيفة الاستهلاك للطاقة بشكل خاص.

وأضاف كيبل: “لأننا نعتمد ونستفيد من خدمات البريد الإلكتروني، فقد شعرنا بالقلق مما عرفناه حتى الآن. ونأمل أن يخرج التقرير بأفكار حول ما ينبغي فعله لجعل إرسال رسائل البريد الإلكتروني أقل ضررا على البيئة”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.