منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

العمل المناخي العالمي.. ضحية جديدة للحرب الباردة بين الصين وأمريكا

على خلفية التوترات الدبلوماسية المُتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية، أعلنت بيكين تعليق التعاون مع واشنطن في عدد من الملفات السياسية والأمنية والعسكرية، ومن بينها المحادثات المناخية التي كان من المُقرر عقدها على مستوى قادة البلدين.

وأشارت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها اليوم الجمعة، إلى أن حزمة الإجراءات الرادعة التي اتخذتها الصين تأتي ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان قبل أيام، رغم المعارضة الشديدة والاحتجاج الجدي من الجانب الصيني، وهي الخطوة التي وصفها الجانب الصيني “بالاعتداء الأمريكي على سيادة الصين ووحدة أراضيها”.

من جانبه أدان البيت الأبيض الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها السلطات الصينية، وصرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن قرارات تعليق التعاون مع بلاده خاصة في ملف تغير المناخ تعد خطوة استفزازية وغير مسؤولة.

الأزمة التي تتفاقم تداعياتها بين البلدين تُثير المخاوف من الانعكاسات السلبية التي من شأنها أن تقوّض العمل المناخي العالمي، بينما نقف على بُعد أقل من 100 يوم من انعقاد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ Cop27 الذي تستضيفه مصر خلال شهر نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، والذي يهدف إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة الاحترار العالمي والحد من آثار التغيرات المناخية.

 

صراع الصين وأمريكا والعمل المناخي

أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال مؤتمر صحفي، أنه من المستحيل حل المشكلات الأكثر إلحاحًا على غِرار تغير المناخ العالمي، من دون حوار وتعاون فعّال بين الصين والولايات المتحدة.

وأشار تقريرلوكالة بلومبرج الأمريكية الاقتصادية إلى أن التحركات الأخيرة لبيكين تُمثل صفعة لمحادثات المناخ العالمية، المُتأثرة بالفعل من الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة التي يعاني منها العالم.

وأوضح لي شو محلل المناخ بمنظمة جرينبيس شرق آسيا في تصريح للوكالة، أن هذا التصعيد يعد مثالاً آخرًا على مدى تأثير العوامل الجيوسياسية المتدهورة، على أجندة مكافحة التغيرات المناخية بسبب اتساع الفجوة بين الدول الكبرى.

أهمية التعاون الصيني الأمريكي في ملف التغيرات المناخية تأتي من الأثر الهائل للبلدين على القضية، حيث تشكّل انبعاثات الولايات المتحدة مجتمعة مع الصين ما يزيد عن 40% من الانبعاثات عالميًا.

ورغم الخلافات الجوهرية في مفاوضات المناخ بين الإدارتين، إلا أن تقاربًا مفاجئًا طرأ على سياساتهما المناخية خلال الفترة الماضية، والذي بدا في الإعلان المشترك لتعزيز العمل المناخي بين البلدين، خلال قمة المناخ التي انعقدت نوفمبر الماضي بمدينة جلاسكو الاسكتلندية، أعقبته تنسيقات متتابعة بين مبعوث المناخ الصيني زي جينوا ونظيره الأمريكي جون كيري، لدفع العمل في بعض المجالات الرئيسية مثل خفض انبعاثات الميثان والتوسع في استثمارات الطاقة المتجددة، إلا أن تسارع وتيرة التوترات الأخيرة جمّدت سياسة التقارب التي حظيت بترحيب دولي كبير في أعقاب قمة المناخ السابقة.

ويحتل قطاع الطاقة المتجددة حيزًا كبيرًا من الاستثمارات المشتركة بين بيكين وواشنطن، خاصة مع تصدّر الصين لمعدلات إنتاج الطاقة المتجددة عالميًا، حيث احتلت المرتبة الأولى من إجمالي الإنتاج العالمي خلال عام 2021، وفقًا للتقرير الإحصائي السنوي لمنظمة “أوابك. وتوقع تقرير صدر حديثًا عن شركة أبحاث الطاقة “ريستاد إنرجي” أن تضيف الصين 64 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة، لتمثل 62% من إجمالي السعة المضافة في آسيا، و29%من إجمالي السعة المضافة عالميًا.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.