منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

ما الفرق بين الطقس والمناخ؟ 10 معلومات تفند الخطأ الشائع

يخلط البعض بين مصطلحي الطقس والمناخ، وفي أحيان كثيرة يستخدم المصطلحين بالتبادل وكأنهما يعبران عن الشئ ذاته، وهذا اعتقاد خاطئ بالطبع.

يعد الفرق بين الطقس والمناخ أحد أبرز الأخطاء الشائعة مؤخرًا، خاصة مع كثرة الحديث عن تغير المناخ والاحتباس الحراري.

ما الفرق بين الطقس والمناخ؟

وفق ما توضحه وكالة ناسا على موقعها الإلكتروني،  يشير الطقس إلى الظروف الجوية على مدى فترات زمنية قصيرة، مثل الدقائق أو الأيام أو الشهور.

في المقابل، يشير المناخ إلى متوسط الظروف الجوية على مدى فترة زمنية أطول بكثير، مثل 30 عاما.

بشكل أساسي، الفرق بين الطقس والمناخ في المدة الزمنية، حيث يُطلق مصطلح الطقس على ظروف وحالة الغلاف الجوي على مدى فترة زمنية قصيرة (ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر على قصى تقدير).

كما أنه يشير إلى العناصر الطبيعية في القسم السفلي من الغلاف الجوي (طبقة “التروبوسفير”)، في مكان ووقت محددان، تتجسد ميزاته في الحرارة وأشعة الشمس والرطوبة والرياح والغيوم والأمطار، وهي تؤثّر بشكل مباشر على حياة البشر اليومية من حيث التنقّل والشعور بالبرودة والحرارة.

ومن مظاهر الطقس أيضًا الغيوم والمطر والثلج والرياح والأعاصير والبرد والحرّ والرطوبة والضغط الجوي .

بينما يشير مصطلح المناخ إلى الصورة الشاملة لحالة الجو وكيفية سلوك الغلاف الجوي على مدى فترات زمنية طويلة نسبيًا (شهر أو فصل من الفصول، أو سنوات).

يمكن وصف المناخ بأنه نتيجة مراقبة الطقس لفترات طويلة تتجاوز عقوداً من حيث معدلات هطول المطر ودرجات الحرارة العظمى والصغرى ونمط الرياح السائدة بالإضافة لنسب الرطوبة ونسبة سطوح أشعة الشمس.

يتغير طقس منطقة ما كل يوم أو حتى كل ساعة، بينما يبقى مناخها ثابتاً لعشرات السنين، وتكون الفترة التقليدية لقياس المناخ وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، 30 عاماً.

 

اقرأ أيضًا.. ما هو تغير المناخ؟ كل شيء عن أزمة القرن الـ 21

ما الفرق بين تغير المناخ وتقلبات الطقس؟

لكل منطقة صفات مناخية تميزها عن مناطق أخرى، تتسم بعض المناطق بالحر الشديد والجفاف طوال العالم، بينما تتسم مناطق أخرى بمناخ حار وممطر.

لذلك، عند الحديث عن تغير المناخ، لا يمكن النظر إلى العوامل السائدة في مكان واحد أو فترة زمنية محددة، بل ما يفعله العلماء هو رصد ومقارنة المعدلات السائدة خلال كل موسم ومراقبة التغيرات واتجاهاتها على مدى السنوات.

ومن خلال تحليل معدلات هذه العوامل على مدى عقود طويلة حول الأرض، يتوقع العلماء استمرار ارتفاع معدل درجة حرارة الأرض نتيجة للاستمرار بحرق الوقود الأحفوري– السبب الأول لارتفاع معدل درجة الحرارة.

مثلاً تشهد المملكة العربية السعودية هطول الأمطار وهبوط في درجات الحرارة لعام واحد، فهذا لا يعني بأن مناخ البلاد تحسن ولم يعد متأثراً بالتغير المناخي، ذلك أنها شهدت تراجعاً واضحاً في نسبة الأمطار خلال ثلاثين السنة الماضية كما شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة.

تشير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC إلى أن الخلط بين الطقس والمناخ أمر شائع: فعادة ما يُسأل العلماء كيف يمكنهم التنبؤ بالمناخ على مدار 50 عاماً في المستقبل في الوقت الذين لا يمكنهم التنبؤ بحالة الطقس بعد أسابيع قليلة من الآن.

التنبؤ بالطقس بعد أيام قليلة أمر صعب، لأن تطور العوامل في الغلاف الجوي- مثل هطول الأمطار وغير ذلك قد يصعب التنبؤ به.

وتفسر اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الفرق بين الطقس والمناخ والتنبؤات المتعلقة بهما، بمثال توضيحي بسيط: “يستحيل التنبؤ بالعمر الذي سيتوفى فيه شخص بعينه، لكن يمكن تحديد متوسط العمر الذي يتوفى فيه الأشخاص الذين يعيشون في الدول الصناعية بـ 75 عاماً”.

أو كما تقول  الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: “المناخ هو ما تتوقعه، والطقس هو ما تحصل عليه”.

طريقة أخرى لشرح الفرق بين الطقس والمناخ: الطقس هو ركلة أو هجمة في مباراة كرة قدم، في حين أن المناخ هو موسم كرة القدم بأكمله.

هذا الاختلاف في المنظور مهم لأن الطقس سيتقلب دائما. حتى في عالم الاحترار، ستظل هناك أيام وشهور أكثر برودة.

تؤكد ناسا أن تغير المناخ “لا يمكن إثباته أو دحضه من خلال نوبات الاحترار أو البرودة في سنة واحدة أو موسم واحد. بل من خلال الاتجاهات طويلة الأجل، لعقد أو أكثر”.

اختصاراً، هطول الثلوج اليوم هو حالة الطقس، بينما تراجع نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال ثلاثين السنة الماضية هو التغير الحاصل في المناخ.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.