منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

مذكرة رسمية تكشف: 4 بنود رئيسية يتفاوض عليها الاتحاد الأوروبي في COP27

لكل من 197 دولة مصدقة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) اهتمامات ومصالح خاصة، ما يجعل التوصل إلى توافق في المفاوضات تحديًا صعبًا.

يعتبر الاتحاد الأوروبي من أهم الكتل التفاوضية المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27)، المنعقد حاليًا في شرم الشيخ، مصر.

وقبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر، صدرت مذكرة عن الاتحاد الأوروبي بعنوان “الاتحاد الأوروبي في COP27 مؤتمر تغير المناخ”، تكشف عن الخطوط العريضة لموقف التكتل من المؤتمر، وأهم البنود والأولويات الخاصة به خلال عملية التفاوض.

تقول المذكرة الرسمية، التي يتداولها المراقبين الأوروبيين في المنطقة الزرقاء بالمؤتمر واطلعت عليها أوزون، إن الاتحاد الأوروبي سيدفع من أجل بذل جهد ملموس ومتزايد على المستوى العالمي لمعالجة أزمات المناخ والتنوع البيولوجي المترابطتين، وسيعمل مع شركاءه لتأمين نتيجة ناجحة في كل من مؤتمر المناخ COP27 ومؤتمر التنوع البيولوجي COP15 في ديسمبر المقبل.

يعد العمل العاجل في كلا المؤتمرين أمرًا ضروريًا بالنسبة للتكتل لتحقيق اتفاق باريس والحفاظ على هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.

تشير المذكرة إلى أن التكتل يذهب إلى قمة المناخ في شرم الشيخ بعد تحقيق خطوات فعالة في الاتفاقية الأوروبية الخضراء، التي تتجه بـ أوروبا على طريق أن تصبح أول قارة محايدة مناخيًا بحلول عام 2050.

ظل الاتحاد الأوروبي على هذا المسار، رغم الوباء وعدوان روسيا على أوكرانيا، بل وضاعف جهوده في التحول الأخضر، حيث تعتمد خطة الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي على النشر المتسارع للطاقة المتجددة وتوفير الطاقة وتنويع إمدادات الطاقة، وتحقيق طاقة ميسورة التكلفة للأشخاص الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي، وتأمين الطاقة لأوروبا والاستدامة لكوكب الأرض.

 

أولويات الاتحاد الأوروبي في COP27

تقول المذكرة إنه في مفاوضات المناخ هذا العام، سيعمل الاتحاد الأوروبي من أجل المزيد من الطموح والعمل في هذا العقد الحاسم، من خلال اعتماد برنامج عمل التخفيف والعمل على إنهاء الدعم غير الفعال للوقود الأحفوري، والتخلص التدريجي من الفحم، وتقليل انبعاثات الميثان، ومواءمة الأهداف مع هدف 1.5 درجة مئوية.

تشير المذكرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ينفذ بالفعل التزاماته من خلال عمله التشريعي المحلي وهو على استعداد لزيادة مساهمته المحددة وطنياً (NDC) ، إذا كان ذلك مناسبًا، وبما يتماشى مع نتائج مفاوضات الاتفاقية الأوروبية الخضراء ‘Fit for 55′ التي سبقت مؤتمر المناخ السابع والعشرين.

فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسريع العمل على الصعيدين المحلي والعالمي.

فيما يتعلق بقضية الخسائر والأضرار، سيحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول فعالة لتلبية الاحتياجات التي تواجهها البلدان المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم في مواجهة آثار تغير المناخ.

بصفته أكبر مساهم في تمويل المناخ في العالم، فإن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه مسؤولون بالفعل عن حصة مهمة من جهود التمويل العالمية لمعالجة أزمة المناخ.

وفي بند الأولويات أيضًا، تقول المذكرة إن الاتحاد الأوروبي في COP27، سيعمل مع المانحين الآخرين لتشجيعهم على زيادة مساهماتهم وتحقيق الهدف الجماعي البالغ 100 مليار دولار بحلول عام 2023، ومضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025 مقارنة بمستويات عام 2019.

وتضيف: “سنواصل العمل أيضًا على هدف كمي جماعي جديد بشأن تمويل المناخ وعلى جعل جميع التدفقات المالية متوافقة مع اتفاقية باريس”.

ووفق المذكرة، يعد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أكبر مساهم في التمويل العام للمناخ في الاقتصادات النامية، حيث تم تخصيص 23.4 مليار يورو في عام 2020، نصفها تقريبًا في شكل منح. ويمثل هذا المبلغ حصة كبيرة من الهدف العالمي البالغ 100 مليار دولار التي تعهدت به البلدان المتقدمة في قمة المناخ في كوبنهاجن في عام 2009.

وتشير أيضًا إلى أن الاتحاد الأوروبي جمع الأموال بين 2013-2020 لدعم البلدان النامية في التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، من خلال تمويل تدابير العمل المناخي على الصعيد العالمي، مع التركيز على البلدان والمجتمعات الأكثر فقرا وضعفا، واستخدام المنح لزيادة الاستثمار الخاص والتمويل من بنوك التنمية الدولية.

 

 

الاتحاد الأوروبي ومؤتمرات المناخ

في مؤتمرات المناخ وجميع محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، يتفاوض الاتحاد الأوروبي كمجموعة واحدة، باسم دول التكتل البالغ عددها 27 دولة

تشكل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حوالي 8٪ من الإجمالي العالمي، وتتجه نحو الانخفاض لسنوات.

نصت الكتلة في القانون على أهداف لخفض صافي الانبعاثات بنسبة 55٪ على الأقل بحلول عام 2030 من مستويات عام 1990، وخفضها إلى الصفر بحلول عام 2050، لكنها لا تزال تتفاوض بشأن سياسة تنفيذ هذه الأهداف.

قال الاتحاد الأوروبي قبل cop27 إنه لن يرفع مستوى هدفه المناخي حتى تتم الموافقة على قوانين مناخية جديدة، وهو ما لن يتم قبل العام المقبل.

سيواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطًا في COP27 من أجل التخلي عن مقاومته طويلة الأمد للتعويض عن الخسائر والأضرار.

كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في الجلسة العامة لـ COP27 عن أن الاتحاد الأوروبي يدفع الجهات الرئيسية الأخرى للانبعاثات لرفع أهدافها، وقالت: “سنقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ على الأقل حتى عام 2030. وهذا ما ينص عليه القانون. من خلال حزمة Fit for 55 الخاصة بنا، نضع الإطار القانوني الأكثر طموحًا في جميع أنحاء العالم. وندعو جميع الباعثين الرئيسيين إلى زيادة طموحاتهم أيضًا.”

وأضاف لاين: “نحن بحاجة إلى إحراز تقدم ملموس في تحقيق هدفنا العالمي للتكيف. يجب دعم أولئك الذين هم في أمس الحاجة، في العالم النامي، للتكيف مع مناخ أكثر قسوة. ولهذا السبب أيضًا يجب أن يحرز مؤتمر الأطراف هذا تقدمًا في تجنب وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ. لقد حان الوقت لوضع هذا على جدول الأعمال”.

تابع: “نحث شركائنا في الشمال العالمي على زيادة تمويلهم للمناخ إلى الجنوب العالمي. تقدم أوروبا حصتها العادلة من تعهد الـ 100 مليار دولار أمريكي. للعام الثاني على التوالي، تجاوزنا 23 مليار يورو- على الرغم من جائحة COVID-19، على الرغم من الحرب الروسية. وجزء كبير من تمويل المناخ لدينا يذهب بالفعل للتكيف. لذا فهو قابل للتنفيذ وندعو الآخرين إلى التقدم أيضًا”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.