منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

من داخل غرف COP27 المغلقة.. 4 دول تعرقل إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار

تعرقل 4 دول غنيّة إحداث أي تقدم في ما يتعلق بموضوع إنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار المناخيّة، خلال المفاوضات الجارية الآن بمقر انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ COP27، وفق ما توصلت إليه أوزون عبر مصادرها، وأكدته منظمة غرينبيس في بيان لها.

تتحمّل الدول الصناعية المسؤوليّة الكبرى عن نسب الانبعاثات المسببة لتغير المناخ، بينما تعاني الدول النامية في مواجهة آثار تغير المناخ رغم أنها لم تسهم تاريخيًا في زيادة الانبعاثات.

تلح الدول النامية خلال مؤتمر الأطراف الـ27 بالإسراع في انشاء صندوق تمويل منفصل للخسائر والأضرار، كي تتمكن من مواجهة أزمة المناخ العالميّة.

وتم إدراج موضوع الخسائر والأضرار ضمن جدول أعمال المؤتمر هذا العام بعد ضغط من الدول النامية.

اقرأ أيضًا.. لأول مرة في تاريخ المفاوضات المناخية.. تمويل الخسائر والأضرار على جدول أعمال COP27

عرقلة الخسائر والأضرار

خلال المحادثات والمفاوضات في الغرف المغلقة، تعمل بعض الدول ذات الاقتصاد المتقدم على استخدام تكتيكات التسويف والمماطلة والدفع نحو تأجيل أي قرارات تتعلق بتمويل الخسائر والأضرار إلى العام 2024 أو ما بعد ذلك، وفق مصادر مطلعة.

كما لم تقدم الدول الممانعة أي طرح لضمان إنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار أو أي مصادر تمويل جديدة له تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريّة لتغيّر المناخ.

وتطالب الدول النامية خلال مؤتمر هذا العام بالاتفاق على إنشاء هذا الصندوق تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريّة المعنية بتغيّر المناخ وإيجاد مصادر والتزامات جديدة لتمويل الخسائر والأضرار التي تعاني منها بشكل متزايد في فترات ما بعد وقوع الكوارث المناخية التي تتزايد وتيرتها وحدّتها حول العالم، كما تشدد العديد منها على ضرورة تحقيق ذلك بحلول العام 2024 على أبعد تقدير والاتفاق عليه هذا العام.

كما تقترح الدول النامية أن يتم إدارة هذا الصندوق ضمن بنود اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريّة لتغيّر المناخ، كما حال الصندوق الأخضر للمناخ و صندوق البيئة العالميّة.

ويبدو أن الاتحاد الأوروبي قد بدأ الاستماع إلى مطالب الدول النامية، بينما تعرقلها دول أخرى أبرزها الولايات المتحدة ونيوزيلندا والنرويج وأستراليا (التي تأمل باستضافة مؤتمر الأطراف الـ31.)

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن الحصول على نتائج ملموسة بشأن الخسائر والأضرار يمثل اختبارا أساسيا لالتزام الحكومات بنجاح قمة المناخ.

وقد اتفق عدد من العلماء في المجالات الطبيعيّة والإنسانيّة، ومن ضمنهم مدير عام معهد بوتسدام لدراسات آثار تغير المناخ البروفيسور يوهان روكستروم، على أن جهود التكيّف وحدها ليست كافية لمواجهة الآثار، والتي من الواضح أنها أسوأ مما كان متوقعاً، كما جاء في تقريرهم الذي صدر خلال المؤتمر.

اقرأ أيضًا.. أهم تقرير علمي في COP27.. خبراء يضعون 10 رؤى جديدة حول تغير المناخ

COP27 مهدد

يحذر بعض المفاوضين والمراقبين من أن عدم الاتفاق على تمويل “الخسارة والأضرار” قد يفسد محادثات الأمم المتحدة ويفشل الصفقات الأخرى.

قال رئيس وفد جامايكا إنه يجب وضع “خارطة طريق ثابتة” حول كيفية إنشاء مرفق تمويل الخسائر والأضرار بحلول نهاية الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف حتى يُعتبر مؤتمر المناخ ناجحًا.

وقال رئيس الاستراتيجيّة السياسة الدولية في شبكة العمل المناخي العالمية، هارجيت سنغ: إن تصرفات الدول الغنيّة السطحيّة وغير الجدية حول موضوع التمويل خلال مؤتمر شرم الشيخ غير مقبولة بتاتا، ولا يمكنهم تأجيل واجبهم للمساعدة في إعادة إعمار المجتمعات التي تواجه الكوارث المناخية المتتالية.

وأضاف: علينا أخذ الأزمة على محمل الجد والتأكد من إقرار آلية قابلة للتنفيذ حول تمويل الخسائر والأضرار بحلول العام 2023.

وتابع: لا يمكنهم تجاهل مطالب تكتل الدول النامية الذي يمثّل أكثر من 6 مليارات إنسان حول العالم.

وقال وزير الماليّة لدولة جزر توفالو في المحيط الهادئ، سيفي بأينيو: موطني يغرق، مستقبلنا يغرق، توفالو تغرق. من دون العمل المناخي الجاد، وتحديداً الاتفاق على إنشاء آلية وصندوق للخسائر والأضرار تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريّة لتغيّر المناخ، قد يكون هذا آخر جيل يترعرع في توفالو.

ووجه بأينيو رسالة للأطراف قائلا: زملائي المفاوضين، إن مماطلتكم تقتل شعبي وثقافته، لكنها لن تقتل أملنا.
وقال ممثل المؤتمر الشبابي للمحيط الهادئ من فيجي، أولائياسي تويكور: موضوع الخسائر والأضرار بالنسبة لنا ليس فقط عبارة عن بعض المحادثات والمناظرات التي تجري مرّة في السنة، بل إنها خسائر وأضرار تعاني منها أرواحنا وأرزاقنا واراضينا وثقافتنا، ونريد من أستراليا أن تكون جزءاً من عائلة المحيط الهادئ بالمعنى الحقيقي، ونود فعلا مشاركتها في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف الـ31 ولكن ذلك يحتاج التزام ومساندة جيراننا بالمطالب التي ندعو إليها منذ 30 عامًا: على أستراليا دعم إنشاء صندوق تمويل الخسائر والأضرار الآن، خلال مؤتمر الأطراف هذا.

وقالت العضو في الكونجرس البرازيلي سونيا جياجاجارا: من السهل الحديث عن التكيّف والتأقلم دون توقف حين لا تكون تحت التهديد المباشر بخسارة أرضك وموطنك، ومن المستحيل تحقيق العدالة المناخية دون العدالة الاجتماعية للجميع، وذلك يعني مستقبل عادل وآمن ونظيف، والحق في العيش على أرضك. علينا التأكد من وضع حقوق الشعوب الأصلية في محور أي حديث وأي قرار له علاقة بالتمويل المناخي، لا التطرق إليها شكليّا بعد انتهاء المحادثات، هذا ما مازلنا نطالب به منذ زمن طويل – وقد حان الوقت للاستماع إلينا.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.