منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

آثار تغير المناخ تهدد التوازن البيئي في الأنهار والبحيرات وتقلل جودة المياه

 

تقول دراسة جديدة إن آثار تغير المناخ تؤثر بشكل متزايد على الأنهار والبحيرات وتهدد التوازن البيئي داخل هذه المسطحات المائية، وتقلل من جودة المياه.

كشفت الدراسة أن العديد من الأحداث المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ، لها بالفعل تأثير سلبي على التوازن البيئي في المياه السطحية مثل الأنهار والبحيرات، من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، وحتى فترات طويلة من الحرارة والجفاف الممتد، والعواصف المحلية.

وذلك بجانب التغيرات التدريجية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع الإشعاع الشمسي، وانخفاض تساقط الثلوج والغطاء الجليدي في الشتاء، والتغيرات الموسمية في هطول الأمطار تؤثر أيضًا على المسطحات المائية.

اقرأ أيضًا.. تعرف على أكثر 10 دول بالعالم تضررًا من تغير المناخ “بينهم دولتان عربيتان”

آثار تغير المناخ تهدد نوعية المياه والتنوع البيولوجي

أجرى باحثون من معهد لايبنيز للتنمية الحضرية والإقليمية (IOER) ومعهد لايبنيز لإيكولوجيا المياه العذبة والمصايد الداخلية (IGB) تحقيقًا في العواقب المحددة لـ آثار تغير المناخ على الأنهار والبحيرات في مشروع GewässerKlima (تطوير الجودة البيئية للمياه السطحية في مواجهة تغير المناخ) التابع لوكالة البيئة الألمانية.

استند البحث إلى مراجعة شاملة للأدبيات حول آثار تغير المناخ التي يمكن التنبؤ بها بالفعل اليوم، بالإضافة إلى تبادل الآراء مع خبراء من سلطات إدارة المياه والعلوم والممارسة.

باستخدام مسارات تأثير مختلفة، أظهر الباحثون التأثيرات العديدة التي يمكن أن يحدثها تغير المناخ على البحيرات والأنهار، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون لارتفاع درجات الحرارة أو انخفاض مستويات المياه أو جفاف المياه تأثير سلبي على جودة المياه، كما هو الحال مع أحداث الأمطار الغزيرة المحلية، والتي يمكن أن تغسل الرواسب والملوثات في المسطحات المائية.

بشكل عام، يمكن أن يتغير نظام خلط البحيرات بشكل كبير، كما أن زيادة التقسيم الطبقي وانخفاض الخلط، لهما عواقب على توافر المغذيات، ولكن أيضًا على تبادل المياه السطحية الغنية بالأكسجين مع طبقات المياه العميقة.

تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة النشاط البيولوجي في المسطحات المائية، وبالتالي من استهلاك الأكسجين، مع تقليل قابلية ذوبان الأكسجين.

بدون أكسجين كافٍ، لا يمكن للعديد من الكائنات المائية البقاء على قيد الحياة.

يمكن أن يؤدي انخفاض المياه أيضًا إلى تركيزات عالية من الأملاح ومركبات الفوسفات في الماء، ويمكن أن تصبح قيمة الرقم الهيدروجيني للمياه غير متوازنة.

تؤثر هذه التطورات على الكائنات الحية التي تعيش في المسطحات المائية بطرق مختلفة، وهناك رابحون وخاسرون جراء هذه التغيرات، وقام الباحثون أيضًا بتجميع مجموعة واسعة من النتائج حول هذا الموضوع.

بالنسبة للأنواع المحبة للبرد، يمكن أن تتضرر أو تنهار بسبب تأثير تغير المناخ على الأنهار والبحيرات. من ناحية أخرى، سوف تتمتع الأنواع المحبة للحرارة بميزات عدة.

وبالتالي يمكن أن تؤدي الظروف المتغيرة في المسطحات المائية إلى تغييرات كبيرة في المجتمعات الحيوية.

قد يؤدي تغير المناخ بالمثل إلى انتشار الأنواع الغازية أو الأمراض والطفيليات الجديدة، مع عواقب غير واضحة على التنوع البيولوجي المائي.

اقرأ أيضًا..  آثار تغير المناخ على الحيوانات.. من يصمد في وجه الطقس المتطرف ومن ينهار؟ دراسة

التوصيات النهائية

يوضح رئيس المشروع الدكتور ماركو نيوبيرت من IOER قائلاً: “على خلفية هذه التحديات المتنوعة، من المهم جدًا أن نضمن حماية المسطحات المائية لدينا بشكل جيد”.

توصل الباحثون، في نهاية التحقيق، إلى أن هناك حاجة إلى تدابير التكيف فيما يخص الأنهار والبحيرات.

وأكدوا أنه من أجل تنفيذ تدابير التكيف بطريقة مستهدفة، هناك حاجة إلى مزيد من المعرفة حول التفاعلات المعقدة في النظم الإيكولوجية المائية.

كما أوصوا أيضًا بإجراء تعديلات لتوجيه الإطار الأوروبي للمياه، والذي يهدف إلى تحقيق “حالة بيئية جيدة” في المسطحات المائية.

وكتب الباحثون في تقريرهم النهائي: “تشكل أنظمة المراقبة والتقييم الفعالة الأساس لتحديد آثار التغيرات المناخية على الحالة البيئية للمياه السطحية ولتنفيذ تدابير الإدارة المناسبة لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي لتوزيع المياه والصرف الصحي”.

في التقرير أيضًا، صاغوا عددًا من التوصيات الواسعة للعمل على مواجهة آثار تغير المناخ على الأنهار والبحيرات، وهي توصيات تصلح لجميع المناطق بالعالم وليس الاتحاد الأوروبي فقط.

يؤكد التقرير أن المفتاح هو أن يكون لدى الحكومات والإدارات المعنية أساس بيانات جيد، وسد الثغرات المتعلقة بهذا الأمر.

يوصي الباحثون، من بين أمور أخرى، بإدراج مؤشرات إضافية يمكن أن تظهر آثار تغير المناخ في مراقبة المياه.

تشمل الأمثلة عمق الرؤية كمقياس لشفافية المياه أو التعكر في البحيرات، أو أخذ عينات متسقة من العوالق الحيوانية، أي أصغر الكائنات الحية، في المسطحات المائية، والتي تمثل رابطًا مهمًا بين العوالق النباتية والكائنات الحية الأعلى مثل الأسماك.

لتحقيق تردد قياس أعلى، يمكن أن يستخدم جمع البيانات أحدث التقنيات مثل أجهزة الاستشعار متعددة المعلمات المثبتة ميدانيًا وبيانات الاستشعار عن بعد، كما أوصى الباحثون.

نشر الباحثون من IOER و IGB ملخصًا لنتائجهم وتوصياتهم للعمل في مجلة KW Korrespondenz Wasserwirtschaft. كما نشروا التقرير النهائي المفصل عن مشروع GewässerKlima برقم 139/2022 في سلسلة TEXTE لوكالة البيئة الألمانية.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.