منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

إجراءات الضبط بمحطات الكهرباء العاملة بالغاز يقلل الانبعاثات العالمية

كشفت دراسة حديثة لفريق بحثي من جامعة ماكجيل الكندية أنه يمكن إجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات العالمية عن طريق استخدام مجموعة من خيارات التخفيف، تضمن كفاءة العمل بمحطات إنتاج الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي.

قالت الدراسة، التي حملت عنوان “فرص التخفيف العالمية لدورة حياة الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي”، إن حوالي ربع الكهرباء في العالم يأتي حاليا من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي.

تساهم هذه المحطات بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية (التي تصل إلى 10٪ من الانبعاثات المرتبطة بالطاقة وفقا لأحدث الأرقام من عام 2017) وتغير المناخ.

من خلال جمع البيانات من 108 دولة حول العالم وتحديد الانبعاثات حسب البلد ، قدر فريق بقيادة ماكجيل، والذي يضم باحثين من كارنيجي ميلون وجونز هوبكنز وجامعة تكساس (أوستن) وجامعة ماريلاند، أن إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون العالمية (CO2) من دورة حياة الطاقة التي تعمل بالغاز تبلغ 3.6 مليار طن كل عام.

توصلت الدراسة المنشورة في Nature Climate Change أن هذا الرقم يمكن تخفيضه بنسبة تصل إلى 71٪ إذا تم استخدام مجموعة متنوعة من خيارات التخفيف في جميع أنحاء العالم، حيث يمكن للمصانع الأكثر كفاءة أن تقلل من غازات الدفيئة بشكل كبير

اقرأ أيضًا..تعرف على أكثر 10 دول بالعالم تضررًا من تغير المناخ ينهم دولتان عربيتان

تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة

تقول سارة جوردان، أستاذة مشاركة في قسم الهندسة المدنية ومعهد تروتييه للاستدامة في الهندسة والتصميم في جامعة ماكجيل والمؤلف الأول للورقة: “لقد دهشنا من حجم الانخفاض المحتمل في غازات الدفيئة بحلول عام 2050، أو حتى بحلول عام 2030، فإذا كان الغاز الطبيعي سيلعب دورا في مستقبل منخفض الكربون، حتى لفترة انتقالية، فستكون هناك حاجة لتحسين الكفاءة في محطات الطاقة وخفض انبعاثات الميثان من إنتاج الغاز الطبيعي وكذلك التقاط وتخزين CO2.”.

أضاف أندرو روتنجر، طالب الدكتوراه في جامعة كورنيل في الهندسة الكيميائية والبيولوجية الجزيئية والمشارك في البحث: “لقد وجدنا أن الطريقتين الأكثر فعالية لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي التقاط الكربون وتخزينه أولا، ثم جعل محطات الطاقة أكثر كفاءة ثانيا”.

أكدت الدراسة أيضًا أن تحديد العوامل المحركة للانبعاثات يمنح الحكومات الأدوات المناسبة لاتخاذ الإجراءات.

ويول روتنجر في هذا الصدد: “خيارات التخفيف الأفضل ستختلف في كل بلد اعتمادًا على السياق الإقليمي والبنية التحتية الحالية.”.

ووفق حسابات الفريق، تكمن أكبر إمكانية للتخفيف (39٪) في أكبر خمس دول مصدرة للانبعاثات، وهي الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية واليابان، وجميعهم، باستثناء اليابان، من بين أكبر منتجي ومستهلكي الغاز في جميع أنحاء العالم.

قال أرفيند رافيكومار، أستاذ مشارك باحث في قسم هندسة البترول والنظم الجيولوجية في جامعة تكساس في أوستن: “يمثل تغير المناخ تحديا عالميا، ويشير تحقيق نظام طاقة منخفض الكربون إلى الحاجة إلى تقليل الانبعاثات عبر سلسلة التوريد من استخراج الغاز إلى الاستخدام النهائي”.

وأضاف: “يوضح تحليلنا أن هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة للانتقال من مستويات الانبعاثات الحالية، ولكن أيضا من خلال تحديد محركات الانبعاثات في سلسلة توريد الغاز، حيث يمكن للحكومات اتخاذ إجراءات استراتيجية محددة وطنيا للحد من انبعاثاتها.”.

 

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.