منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

في يومها العالمي.. ما هي الأراضي الرطبة وما أهميتها للطبيعة والبشر والمناخ؟

تغطي الأراضي الرطبة ما يقرب من ستة في المائة من سطح الأرض وهي حيوية لصحة الإنسان والإمدادات الغذائية والسياحة والعديد من الوظائف الأخرى.

في الثاني من فبراير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للأراضي الرطبة، وهي فرصة جيدة لتتضافر جهود العالم من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء واستعادة هذه النظم البيئية، التي تختفي بمعدل أسرع ثلاث مرات من الغابات.

 

ما هي الأراضي الرطبة؟

تعرف الأراضي الرطبة بأنها أنظمة بيئية حيث الماء هو العامل الأساس الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها.

ووفق اتفاقية رامسار الخاصة بالأراضي الرطبة، والتي عُقدت عام 1971، تعرف بأنها “مساحات من السبخات أو المستنقعات أو الأراضي المغمورة أو من المياه، سواء كانت هذه المساحات طبيعية أو صناعية، دائمة أو مؤقتة، بها مياه ساكنة أو متدفقة، عذبة أو قليلة الملوحة أو مالحة، بما في ذلك مساحات من المياه البحرية، والتي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار في حالة الجزر الضعيف.

للتوضيح أكثر، المناطق الرطبة هي كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا، أو به نسبة من المياه أو رطوبة، سواء خلال كامل السنة أو لفترة مؤقتة في السنة، هي أوساط حيوية جدا وهامة لبعض الكائنات الحية من الحيوانات والنباتات. والمنطقة الرطبة قد تكون طبيعية أو اصطناعية.

يشمل التعريف الواسع للأراضي الرطبة كلاً من المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصاب الأنهار ودلتا ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية، ومواقع الأنشطة البشرية من مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات وأحواض الملح.

وللأراضي الرطبة أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظراً للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان.

ومع أن الأراضي الرطبة تغطي 6 في المئة ققط من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر فيها.

على الرغم من أن الأراضي الرطبة الساحلية والمياه العذبة- مثل المستنقعات وأشجار المنغروف والمستنقعات- تحتوي على 40 في المائة من جميع الأنواع النباتية والحيوانية، إلا أن العديد منها ملوث أو متدهور بسبب تغير المناخ والتنمية البشرية.

 

اقرأ أيضًا.. في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15.. محاولات إنقاذ مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالفشل

ما هي أهمية الأراضي الرطبة؟

يعتمد أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم على الأراضي الرطبة في سبل عيشهم، في حين أن مياههم الضحلة والحياة النباتية الوفيرة تدعم كل شيء من الحشرات إلى البط إلى الموظ.

تلعب الأراضي الرطبة أيضا دورا حاسما في تحقيق التنمية المستدامة وفي مكافحة تغير المناخ.

فهي توفر خدمات النظام الإيكولوجي الأساسية مثل تنظيم المياه، والحد من تأثير الفيضانات، حيث تتيح حاجزًا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج تسونامي.

تخزن الأراضي الخثية، وهي نوع معين من الأراضي الرطبة النباتية، ضعف كمية الكربون التي تخزنها الغابات. تسارع الخسارة.

للأراضي الرطبة أهمية اقتصادية كبيرة تتمثل في كونها مصدرا للثروة السمكية والحيوانية فهي تعمل على تأمين المخزون المائي من حيث الكمية والنوعية، والزراعة المستدامة وصيد الأسماك المستدام، والمراعي المستدامة وموارد الطاقة والموارد البرية كما أنها توفر الأغذية وغيرها من المنتجات للاستخدام البشري فهي مصدر للوحي الجمالي وجزء من الإرث الثقافي المحلي.

ما الأخطار التي تهددها؟

على مدى السنوات ال 200 الماضية، تم تجفيف الأراضي الرطبة لإفساح المجال لتطوير الأراضي الزراعية أو البنية التحتية، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

اختفى ما يقرب من 35 في المائة من جميع الأراضي الرطبة على مستوى العالم بين عامي 1970 و 2015، وتسارع معدل الخسارة منذ عام 2000.

حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أنه اعتمادا على مقدار ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالمناخ، يمكن أن يختفي حوالي 20 إلى 90 في المائة من الأراضي الرطبة الساحلية الحالية بحلول نهاية القرن.

كما عانت الأراضي الرطبة من فقدان التنوع البيولوجي أكثر من النظم الإيكولوجية البرية والبحرية الأخرى.

وحثت ليتيسيا كارفالو، رئيسة فرع المياه البحرية والعذبة في الوكالة، الحكومات على إنهاء السياسات والإعانات التي تحفز إزالة الغابات وتدهور الأراضي الرطبة، والتركيز بشكل عاجل على استعادتها.

وأضافت: “في الوقت نفسه، يجب علينا توجيه ودفع الاستثمارات لحماية النظم الإيكولوجية ذات الأولوية، مثل أراضي الخث، وتشجيع القطاع الخاص على الالتزام بإزالة الغابات وسلاسل التوريد الخالية من تصريف الأراضي الخثية”.

اقرأ أيضًا.. نهاية سعيدة لـ COP15.. تفاصيل اتفاقية كونمينغ- مونتريال وصندوق التنوع البيولوجي 2023

استعادة الأراضي الرطبة

تشير استعادة الأراضي الرطبة إلى عملية المساعدة أو السماح باستعادة أو استرجاع الأراضي الرطبة من حالتها المضطربة أو المتدهورة أو المدمرة أو المتغيرة التي تسببها الأنشطة البشرية، لحالتها الفطرية، أو استعادة التنوع البيولوجي المفقود أو الخدمات الإيكولوجية.

في الآونة الأخيرة، كثفت الحكومات جهودها لحماية الأراضي الرطبة.

في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في ديسمبر، وافقت الدول على صفقة تاريخية لحماية ثلث أراضي الكوكب والمناطق الساحلية والمياه الداخلية بحلول عام 2030.

تكتسب الإجراءات الرامية إلى استعادة الأراضي الرطبة زخما في جميع أنحاء العالم.

على سبيل المثال، تعمل الصين على تطوير مفهوم “المدن الإسفنجية”، في مواجهة التوسع الحضري السريع والمخاطر المناخية المكثفة، بما في ذلك الفيضانات.

وفي تقرير نشر في العام الماضي، شدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة على الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في الحلول القائمة على الطبيعة لتحقيق أهداف المناخ العالمي والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي.

حاليا، يتم إنفاق 154 مليار دولار سنويا، لكن هذا الرقم يجب أن يتضاعف إلى 384 مليار دولار بحلول عام 2025.

وقالت كارفالو: “إن فرصنا في حماية الخدمات التي تقدمها الأراضي الرطبة التي تعتمد عليها المجتمعات من أجل مستقبل مستدام آخذة في النفاد”.

أضافت: “يجب أن نكثف التضامن الدولي وبناء القدرات والتمويل دون مزيد من التأخير”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.