منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري.. ما الفرق بينهما وما العلاقة؟

تعد مسألة معالجة النفايات والبحث عن مصادر طاقة جديدة قضية عالمية شائكة، مع التزايد فى معدلات إنتاج النفايات وما يتبعها من تداعيات خطيرة على كل دول العالم.

توقع البنك الدولي أن تزداد كمية النفايات خلال الـ 30 سنة المقبلة، بنسبة قد تصل إلى 70% عن المعدلات الحالية.

أدى ذلك للبحث عن طرق جديدة تحقق استرداد الموارد الطبيعية المهدرة في صورة نفايات وتحقيق أبعاد التنمية المستدامة عبر تحويل الاقتصاد الخطي إلى اقتصاد يحد من استنزاف الموارد الطبيعية ويحقق التنمية المستدامة.

مؤخرًا، تردد عالميا مصطلح الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري، فهل هما نفس الشئ؟

للإجابة على هذا السؤال يجب التطرق أولاً لتعريف الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري، كل على حدا.

 

الاقتصاد الأخضر

يعرف الاقتصاد الأخضر، وفقاً لبــرنامج الأمـم المتحدة للبيئـة، بأنه الاقتصاد الـذي ينتـج عنـه تحسـن فـي رفاهيـة الأنسان والمساواة الاجتماعية وتقليل المخاطر البيئيـة ونـدرة الموارد الطبيعية.

يمكـن ان ينظـر إلـى الاقتصاد الأخضـر فـي أبسـط صـورة له كاقتصـاد يقـل فيـه انبعاثـات الكربـون ويزيد من كفـاءة اسـتخدام الموارد.

يمكن القول إن الاقتصاد الأخضر هو الذي يقلل من التلوث البيئي ويحقق كفاءة في استخدام الموارد.

قد تنحصر المجالات المعنية بالاقتصاد الأخضر في التالي: (إدارة الأراضي و الزراعة المستدامة، الطاقة المتجددة، الأبنية الخضراء، النقل المستدام، إدارة النفايات، إدارة المياه، السياحة ).

 

الطاقة المتجددة : توليد الطاقة من مصادر متجددة وصديقة للبيئة مثل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، مساقط المياه، الوقود الحيوي.

إدارة النفايات: من خلال تقليل النفايات وإعادة استخدامها، وتدويرها، ومعالجة النفايات الكيميائية والطبية قبل الدفن الصحي، بمعنى أخر تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات.

 إدارة الأراضي: من خلال التوسع في الزراعة العضوية المستدامة.

إدارة المياه: معالجة مياه الصرف و الأمطار وإعادة استخدامها في الزراعة.

الأبنية المستدامة: البناء بمواد صديقة للبيئة، والتي تعمل على توفير الطاقة.

السياحة: من خلال التوسع في إنشاء المنتجعات السياحية والتي تتسم بالمناطق الخضراء والمسطحات المائية التي تساهم في تخفيض درجات الحرارة، حيث تعمل هذا المنتجعات على ترشيد الطاقة والمياه باستخدام تكنولوجيا متخصصة وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض تكاليف التشغيل وتقليل هدر الموارد الطبيعية.

النقل المستدام: هو وسيلة نقل ذات تأثير منخفض على البيئة، ويشمل النقل غير الميكانيكي المشي وركوب الدراجات ويشمل النقل المستدام مشاركة السيارات والمركبات الخضراء ،  بناء  وحماية أنظمة النقل ذات الكفاءة في استهلاك الوقود.

 

الاقتصاد الدائري

يعتمد مفهوم الاقتصاد الدائري على أن الموارد لا تستنفذ ولكن يتم أستخدمها مرارا وتكرار حيث يتم استهلاك (المواد البيولوجية أو المغذيات التربة والنباتات والحيوانات) وتجديدها من خلال عمليات بيولوجية طبيعية بينما المواد مثل البلاستيك، والمواد التركيبية، والمعادن، إلخ) يتم استعادتها من خلال المعالجة، و التدوير.

لذلك فإن نظام الاقتصاد الدائري يتم تصميمه بشكل يحد من النفايات والتلوث ويسعى النظام جاهدًا لتحسين البيئة وليس فقط حمايتها.

يمكن تحقيق ذلك من خلال تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات من خلال إعادة الموارد الطبيعية لاستخدام عدة مرات.

يمكن القول إن الاقتصاد الدائري هو الذي يسعى إلى الحفاظ على قيمة المنتجات والموارد لأطول فترة ممكنة.

تعمل جميع الدول حاليا جاهدة كي يحل الاقتصاد الدائري محلّ الاقتصاد الخطي القائم على سياسة الأخذ والاستخدام ومن ثمّ التخلّص.

يعد الهدف الرئيس من الاقتصاد الدائري هو بناء اقتصاد لا ينتج عنه نفايات يعتمد على إعادة الاستخدام والتدوير وإنتاج الطاقة.

 

وجهة نظر

يمكننا القول ووفقا للتعريفات الدولية السابقة للاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر أنهما وجهان لعملة واحدة ويمكننا جمعهما تحت مسمى الاقتصاد الدائري الأخضر وتعريفة على أنه نظام اقتصادي مستدام يعمل على استدامة الموارد وتقليل التلوث البيئي من خلال تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات الذي يعتمد على (تقليل النفايات، إعادة الاستخدام، تدوير النفايات، أستخلص الطاقة ) .

تطبيق الاقتصاد الدائري  أو الاقتصاد الأخضر يحقق نفس الأهداف والتي تتلخص في تقليل استنزاف الموارد الطبيعية وتقليل التلوث البيئي،  لذلك يمكننا  الجمع بين الاقتصاد الدائري والأخضر  تحت مسمى الاقتصاد الدائري الأخضر والذي يمكن تحقيقه عن طريق تطبيق النظام المتكامل لإدارة النفايات من خلال تقليل النفايات وأعاده الاستخدام وتدوير النفايات ، لإنشاء نظام وحلقة مغلقة تحد من هدر الموارد الطبيعية، مما يقلل مدخلات الموارد الطبيعية إلى الحد الأدنى ويخفّض حجم النفايات والتلوث البيئي ويحقق أعلى عائد اقتصادي ويحافظ على حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية .

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.