حذرت دراسة دولية حديثة من خطورة التغيرات المناخية في السعودية وأثارها، التي قد تتسبب في رفع درجات الحرارة بالمملكة خلال الثلاثين عامًا المقبلة إلى رقم لم تصل إليه من قبل.
استهدفت الدراسة المشتركة بين فريقين من مركز النظم الهندسية المعقدة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية، ومجموعة من الباحثين في برنامج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المشترك لعلوم وسياسة التغيير العالمي، توقع الأوضاع المناخية وتأثير التغيرات المناخية في السعودية منتصف القرن الحادي والعشرين (2041-2050) في ظل سيناريو انبعاثات عالية وتأثير مرتفع بسبب التغيرات المناخية في السعودية، باستخدام نهج عالي الدقة للنمذجة المناخية الإقليمية.
وتوصل الفريقان إلى أنه بعد 30 عاماً فقط سترتفع درجة الحرارة في السعودية وبعض دول الشرق الأوسط ودول العالم إلى 60 درجة مئوية، وقد ينجم من ذلك هواء حار وثقيل محمل بالجسيمات الملوثة التي تدخل في الأعين وتسبب السعال الحاد.
وأشار الخبراء المشاركون في الدراسة إلى أن مواطن الشرق الأوسط لن يتمكن من الخروج من باب المنزل وتنفس الهواء النقي في ظل درجات حرارة كتلك.
كما أنه عندما تتداخل العواصف وموجات الحر وتتجمع، فإن تلوث الهواء ومستويات الأوزون السطحية المكثفة يمكن أن تجعل من الخطر الخروج من دون قناع وجه مصمم خصيصاً، الذي قد لا يتمكن كثيرون من شرائه بسبب ثمنه الباهظ.
وأكدت الدراسة أنه لا بديل عن خطط رسمية تتمحور حول مواجهة التغيرات المناخية في السعودية بشكل حاسم، وخفض انبعاثات الكربون داخل المملكة إلى النصف في هذا العقد.
وتسعى حكومة المملكة إلى تجنب الخيارات الصعبة في سباق مع الزمن، حيث أطلقت مبادرتين لمواجهة التغيرات المناخية في السعودية تتضمنان زراعة 10 مليارات شجرة داخل البلاد خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي، تمثل إسهام السعودية بأكثر من 4 في المئة في تحقيق مستهدفات المبادرة، ما يعني زيادة المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المئة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
وأعلنت السعودية، قبل أسبوع من انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ “COP26” في جلاسكو، خطة ترمي من خلالها إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في منتدى “مبادرة السعودية الخضراء” إن الخطة تأتي في إطار سعي المملكة إلى تنويع اقتصادها والإيفاء بالأهداف المناخية العالمية ومواجهة أثار التغيرات المناخية في السعودية.
اقرأ أيضًا.. التغيرات المناخية في مصر.. محافظة بدلتا النيل تخسر 20% من أراضيها الزراعية
أزمة التغيرات المناخية في السعودية والشرق الأوسط
الصيف الماضي، ارتفعت درجة الحرارة بشكل ملحوظ في العديد من البلدان في الشرق الأوسط، ما تسبب في موجات من الجفاف الشديد، واحتراق الغابات، وأصبحت المدن جزرا لا تطاق.
في يونيو، سجلت المملكة درجة حرارة بلغت 53 درجة مئوية (127 درجة فهرنهايت)، وقال خبراء إن التغيرات المناخية في السعودية كانت سببًا رئيسًا في ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل.
بينما سجلت الكويت درجة حرارة بلغت 53.2 درجة مئوية (127،76 درجة فهرنهايت)، في حين سجلت كل من عمان والامارات العربية المتحدة أكثر من 50 درجة.
وبعد شهر، ارتفعت درجات الحرارة في العراق إلى 51.5 درجة (124.7 درجة)، وسجلت إيران درجة حرارة قريبة بلغت 51 درجة (123.8 درجة).
ووفقا لمعهد ماكس بلانك الألماني، فالأسوأ لم يأت بعد، وهذه مجرد بداية. فالشرق الأوسط يدفئ ضعف المتوسط العالمي، وبحلول عام 2050 سيكون أكثر دفئا بمقدار 4 درجات مئوية مقارنة بعلامة 1.5 درجة التي وصفها العلماء لإنقاذ البشرية.
قد تصبح العديد من المدن في الشرق الأوسط غير صالحة للسكن قبل نهاية القرن، وفق المعهد الألماني- خاصة أن المنطقة، التي دمرت الحرب بعض بلدانها، غير مستعدة بشكل فريد لمواجهة التحديات التي تهدد وجودها الجماعي.
ويقول البنك الدولي إن الظروف المناخية القاسية ستصبح روتينية وقد تواجه المنطقة أربعة أشهر من الشمس الحارقة كل عام.
وقد تضاعفت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من ثلاثة أضعاف في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأثارت قلق الخبراء من أن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة من ناحية ونقص الخدمات الأساسية من ناحية أخرى يجعلان المنطقة مكانا أكثر يأسا وخطورة.
وقال جوس ليليفلد، الخبير في مناخ الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في معهد ماكس بلانك، إن الشرق الأوسط تجاوز الاتحاد الأوروبي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على الرغم من أنه “يتأثر بشدة بشكل خاص” بتغير المناخ.
وقال ليليفلد: “في عدة مدن في الشرق الاوسط، ارتفعت درجات الحرارة اكثر من 50 درجة مئوية”. وإذا لم يتغير شيء، فقد تشهد المدن درجات حرارة تبلغ 60 درجة مئوية في المستقبل، الأمر الذي سيكون خطرا على أولئك الذين لا يملكون مكيفات الهواء”.
وأضاف ليفيلد: أصبحت مكيفات الهواء ترفا حتى بالنسبة للأثرياء نسبيا في بلدان مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن.
فهذه البلدان مثقلة بالحرب أو العقوبات الغربية أو النخب الحاكمة التي تخدم مصالحها الذاتية، وقد شهدت احتجاجات كبيرة ضد نقص الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في الحقول.
[…] العديد من الدراسات والتقارير ، تواجه السعودية سلبيات آثار تغير المناخو بما في ذلك الصحراءكثرة موجات الغبار وزيادة ملحوظة في […]
[…] to several studies and reports, Saudi Arabia is facing negative climate change effects, including desertification, frequent dust waves and a significant increase in […]
[…] عدة دراسات وتقارير تواجه السعودية آثار تغير المناخو بما في ذلك التصحركثرة موجات الغبار وزيادة ملحوظة في […]