أصدر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانًا، اليوم السبت، حول يأمل في أن تقوم جميع البلدان بإخماد نيران عالمية مستعرة على خمس جبهات
محددا أولوياته لعام 2022، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام الجمعية العامة، يوم الجمعة، إنه في الوقت الذي يكون فيه “اليقين الوحيد هو المزيد من عدم اليقين”، ينبغي على البلدان أن تتحد لتشكيل مسار جديد أكثر تفاؤلاً ومساواة.
قال إننا نواجه نيرانا عالمية على خمس جبهات “تتطلب التعبئة الكاملة لجميع البلدان”، وذلك في إشارة إلى جائحة كوفيد-19 المستعرة، والنظام المالي العالمي المفلس أخلاقياً، وحالة الطوارئ المناخية، وغياب القانون في الفضاء السيبراني، وتراجع السلام والأمن.
قال أمين عام الأمم المتحدة إن هذه التحديات تمثل في جوهرها إخفاقات في الحوكمة العالمية، حيث إن العديد من الأطر متعددة الأطراف اليوم أصبحت ببساطة قديمة ولم تعد مناسبة للغرض.
وشدد على أن البلدان “يجب أن تدخل في وضعية الطوارئ”، فالوقت قد حان للعمل حيث ستحدد الاستجابة النتائج العالمية لعقود قادمة.
بالنسبة لأزمة المناخ العالمية، أكد الأمين العام، أنه ليس أمام البلدان خيار سوى الدخول في “وضعية الطوارئ” ضد أزمة المناخ. فالعالم بعيد عن المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة، على النحو المبين في اتـفاق باريس بشأن تغير المناخ.
يجب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول نهاية العقد للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، الأمر الذي يتطلب “سلسلة من الإجراءات” في عام 2022.
قال أمين عام الأمم المتحدة إنه يتعين على جميع الدول النامية والمتقدمة التي تعتبر من أكبر الدول التي تنتج انبعاثات أن تفعل المزيد وبسرعة أكبر، مع مراعاة المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
دعا أمين عام الأمم المتحدة إلى إنشاء تحالفات توفر الدعم المالي والتقني للدول، والتي تشمل بعض أكبر الدول التي تنتج عنها الانبعاثات، والتي تحتاج إلى المساعدة في الانتقال من طاقة الفحم إلى الطاقة المتجددة.
في الوقت نفسه، يجب على جميع الحكومات تعزيز مساهماتها المحددة وطنياً (NDCs)، وخطط عملها المناخية بموجب اتـفاق باريس، إلى أن تحقق بشكل جماعي هدف خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة كان السيد غوتيريش واضحا في قوله “لا لمحطات فحم جديدة. لا للتوسع في التنقيب عن النفط والغاز. حان الوقت الآن لطفرة استثمارية غير مسبوقة في البنية التحتية للطاقة المتجددة، لتتضاعف ثلاث مرات لتصل إلى 5 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030”.
علاوة على ذلك، يجب على الدول الأكثر ثراءً أن تفي بوعدها بتقديم 100 مليار دولار لتمويل المناخ للبلدان النامية بدءا من هذا العام.
اقرأ أيضًا.. موجة الصقيع في مصر تهدد بتدمير 10 محاصيل زراعية.. وخبير مناخي يطرح الحل
الأمم المتحدة تعلن الطواريء بشأن الجائحة أيضُا
في سياق متصل قال غوتيريش إن وقف انتشار فيروس كورونا يجب أن يكون على رأس جدول الأعمال في كل مكان، داعيا البلدان إلى “الدخول في وضعية الطوارئ في معركة ضد كوفيد-19”.
في الوقت نفسه، شدد على أنه لا يمكن استخدام الفيروس “كغطاء” لتقويض حقوق الإنسان، أو تقليص المساحة المدنية والحريات، أو فرض قيود غير متناسبة.
وقال: “يجب أن ترتكز أعمالنا على العلم والفطرة السليمة. العلم واضح: اللقاحات تعمل. اللقاحات تنقذ الأرواح”.
ومع ذلك، يستمر عدم المساواة في اللقاحات على الرغم من الاستراتيجية العالمية لتلقيح 40 في المائة من جميع الناس بحلول نهاية العام الماضي، و 70 في المائة بحلول منتصف هذا العام.
وأكد البيان أن معدلات الدول الغنية في تطعيم ضد فيروس كورونا أعلى بسبع مرات من مثيلاتها في قارة أفريقيا، مما يعني أن القارة لن تصل إلى عتبة 70 في المائة حتى أغسطس 2024.
علاوة على ذلك، على الرغم من إنتاج 1.5 مليون جرعة شهريا، إلا أن التوزيع “غير متكافئ بشكل مخزٍ”، على حد قوله.
صرح أمين عام الأمم المتحدة قائلاً: “بدلاً من انتشار الفيروس كالنار في الهشيم، نحتاج إلى أن تنتش اللقاحات كالنار في الهشيم”، وحث جميع البلدان والشركات المصنعة على إعطاء الأولوية للإمداد لمبادرة التضامن ضد الفيروس المعروفة باسم كوفاكس.
كما شدد على الحاجة إلى مكافحة “طاعون” المعلومات الخاطئة عن اللقاحات، وتحسين التأهب للأوبئة في المستقبل، بما في ذلك من خلال تعزيز نفوذ منظمة الصحة العالمية.