قال إفرايم مويبيا شيتيما، رئيس المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ، إن COP28 يمثل أهمية قصوى للمجموعة.
وذكر شيتيما، في حوار خاص لـ”العين الإخبارية”، إن المجموعة تتفق تماما مع رؤية الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لـCOP28، في أن قمة دبي سيتعين عليها الوفاء بالتعهدات، وأنه يجب تقديم الوعود لبناء الثقة وتعزيز الجهود متعددة الأطراف.
شغل شيتيما منصب مدير تغير المناخ ورئيس إدارة الموارد الطبيعية ونقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية التنوع البيولوجي في زامبيا.
يترأس شيتيما المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ (AGN) منذ 2021، وذلك عقب انتخاب زامبيا لقيادة المجموعة لمدة عامين، أثناء مؤتمر غلاسكو للمناخ COP26.
تأسست المجموعة في مؤتمر المناخ الأول COP1 في برلين بألمانيا في عام 1995، وتتفاوض باسم 54 دولة أفريقية، في جميع الفعاليات الرسمية بشأن المناخ، وتقدم مطالب جماعية تعبر عن مصالح أطرافها، وتعد من أكثر التكتلات المناخية تجانسًا وفاعلية.
شاركت المجموعة في مفاوضات بون مطلع يونيو/حزيران الماضي، وقدمت للأطراف مذكرة بمطالب القارة ورؤيتها للمفاوضات المناخية، تضمنت 13 بنداً مختلفاً.
تسعى المجموعة للمشاركة بقوة في مفاوضات COP28، بأجندة تركز على الإسراع في تفعيل الهدف العالمي للتكيف وتمويل المناخ وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، من بين بنود أخرى.
وبعد انتهاء مؤتمر بون للمناخ أتيحت لنا الفرصة للحوار مع رئيس المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ إفرايم مويبيا شيتيما.
فيما يلي نص الحوار…
اقرأ أيضًا.. المجموعة الأفريقية بشأن تغير المناخ (AGN) تضع الملامح الأولى لخطتها في COP28
ما تعليق مجموعة المفاوضين الأفارقة على مفاوضات المناخ في بون؟
بالنسبة لمجموعة المفاوضين الأفارقة تظل الرسالة الأساسية هي الحاجة إلى تمويل المناخ وتدفقه من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، من أجل تنفيذ العمل المناخي على النحو المنصوص عليه في اتفاقية باريس.
كما أننا نصر على أهمية الهدف العالمي للتكيف للقارة، وعلى السماح بمساحة سياسية لتطوير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى مع انتقال المجتمع العالمي إلى مسارات التنمية منخفضة الكربون.
يتضح من اتفاق باريس أنه ينبغي للأطراف من البلدان المتقدمة أن تأخذ زمام المبادرة في الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ من خلال تعزيز أهداف التخفيف وتوفير التمويل بما يتماشى مع المادة 9.
وكما ذكر الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين لـCOP28، يجب تقديم الوعود لبناء الثقة وتعزيز جهودنا متعددة الأطراف.
بالنسبة لمجموعة أفريقيا تعد الأهداف والمقاييس والمؤشرات عناصر أساسية في إطار عمل الهدف العالمي للتكيف، وكنا نأمل في إجراء هذه المناقشات في SB58.
شاركنا وجهات نظرنا حول الأهداف المحتملة التي يمكن أخذها في الاعتبار عند تطوير إطار العمل.
ومع ذلك، فإن بطء وتيرة العمل يعني أننا لم نحرز تقدما في الأهداف.
لكن نأمل أن يشكل العمل الذي تم إنجازه حتى الآن، بما في ذلك المذكرة غير الرسمية بشأن الهدف العالمي للتكيف، أساس مناقشاتنا في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لوضع إطار العمل بشأن الهدف.
ما هي أولويات جدول أعمال أفريقيا في الدورة القادمة لمؤتمر الأطراف في دبي؟
هذا عام مهم بالنسبة لنا بعد النتائج الرئيسية من COP27، خاصة في سياق تقييم ما وصلنا إليه، ولدينا مهمة ضخمة لضمان استمرارنا في تعزيز مصالح أفريقيا.
لا يمكننا أن نفقد مسار التقييم العالمي، وطرائق تشغيل صندوق الخسائر والأضرار.
تعول القارة علينا لضمان عدم التقصير في ذلك.
تشمل البنود الأخرى في جدول أعمالنا متابعة الاحتياجات والظروف الخاصة لأفريقيا.
لقد كلفنا الاتحاد الأفريقي بمواصلة دفع هذا البند من جدول الأعمال بالتحديد ونحن نناقش مسارات الانتقال العادل.
كما سنركز على الحاجة إلى الإسراع في تفعيل الهدف العالمي للتكيف وتمويل المناخ.
ما توقعاتك بشأن التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس؟ وما الذي تطلبه في هذا الصدد؟
نود أولا أن نشيد بالميسرين والأمانة والخبراء لتنظيمهم وإدارة الحوارات الفنية.
لقد نظموا منصة مواتية وجذابة للأطراف للمشاركة في أنشطة استخلاص حصيلة التقييم العالمي على نحو فعال.
وخلال عملهم على إعداد تقرير تجميع الحقائق (FSR) بشأن التقييم العالمي، ترغب المجموعة في إعادة التأكيد على نقطتين رئيسيتين:
أولا نريد تقييم شامل للتقدم المحرز في تحقيق جميع أهداف اتفاق باريس.
ثانيا السياق الذي ستعمل فيه البلدان الأفريقية على تعزيز الإجراءات هو عامل مهم للغاية عند النظر إلى طموح وعدالة مساهماتنا.
مع عدم وجود مساهمات تاريخية لأفريقيا في الانبعاثات، بجانب وجود مساهمات غير مهمة في الانبعاثات الحالية، من الضروري أن يتم منحنا حيزاً للسياسة ووسائل تمكينية للتنفيذ والدعم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتحقيق انتقالات عادلة في مسارات تنمية منخفضة الانبعاثات ومرنة.
ما خطة ومطالب المجموعة الأفريقية فيما يخص التكيف خلال المفاوضات القادمة؟
ذكرت أحدث العلوم الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن أفريقيا ستحتاج إلى ما يصل إلى 86.5 مليار دولار أمريكي للتكيف وحده بحلول عام 2030.
على الرغم من أن أفريقيا تساهم بنحو 4٪ فقط في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
هناك حاجة إلى أجندة تحويلية بشأن التكيف في COP28.
لذلك، سنواصل الضغط من أجل الاحتياجات الخاصة بأفريقيا وفق ظروفها الخاصة في COP28 هذا العام.
كما أن تمويل التكيف غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للبلدان الأفريقية، لأن الوصول إلى الموارد المالية الكافية أمر بالغ الأهمية للتكيف مع تغير المناخ.
وفيما يخص الهدف العالمي للتكيف، شاركنا، كمجموعة، بشكل بناء في بون لتطوير عناصر مهمة من إطار العمل الخاص.
وكما ذكرت، نأمل أن يشكل العمل الذي تم إنجازه حتى الآن أساس مناقشاتنا في COP28، لوضع إطار العمل بشأن الهدف العالمي للتكيف.
نحن بحاجة إلى قرار يفي بالوعد الوارد في المادتين 2.1 (ب) و7 من اتفاق باريس ويدفع التقدم في مرونة البلدان النامية.
كما نأسف لأننا لم نتمكن من إحراز تقدم في برامج العمل الوطنية، بينما أقرت جميع الأطراف في بون بأهميتها.
ماذا عن الدعوات لزيادة الزخم في إصلاح هيكل تمويل المناخ؟
دعا COP27 إلى زيادة الزخم للإصلاحات في بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية وكذلك دفع هذه المؤسسات لاتخاذ إجراءات حاسمة لتوسيع نطاق تمويل المناخ في عام 2023 وجعل ترتيباتها المؤسسية مناسبة للغرض.
نرى أن هذا القرار مهم للغاية ولكن لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه تحول في الالتزامات المالية للبلدان المتقدمة، ونقلها إلى بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية.
يظل التمويل مكونًا رئيسيًا للعمل المناخي.
كمجموعة أفريقية، نشعر بقلق بالغ إزاء محاولات بعض الأطراف من البلدان المتقدمة تحويل التزاماتها بتقديم الموارد المالية لدعم تنفيذ العمل المناخي، للتركيز على تحديد طبيعة التدفقات المالية.
هذا يختلف عن تقديم وتعبئة الدعم للبلدان النامية، وهو التزام منصوص عليه في اتفاق باريس.
كيف تجري المفاوضات بشأن الخسائر والأضرار؟ وما تعليقكم عليها؟
نعيد التأكيد على أهمية نتائج حوارات غلاسكو لإبلاغ توصيات اللجنة الانتقالية إلى COP28 المتعلقة بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
وفي هذا الصدد تتطلع المجموعة الأفريقية إلى تقرير موجز شامل لحوار غلاسكو الثاني، يعكس المناقشات الثرية التي جرت خلال مفاوضات بون.
نحن بحاجة إلى أساليب قوية ومرنة لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار في COP28.
لماذا تعتبر برنامج العمل بشأن مسارات التحولات العادلة ذا أهمية كبرى لأفريقيا؟ ما الذي تستهدفونه في هذا الصدد؟
لأنه سيعزز تنفيذ العمل المناخي ويعزز الاستجابة العالمية لتهديد تغير المناخ في سياق التنمية المستدامة.
نحن نصر على أن أفريقيا بحاجة إلى حيز سياسي لمواجهة الفقر والقضاء عليه.
لذلك، لا يمكننا التحدث عن الانتقال إلى مسارات منخفضة الكربون دون مراعاة الظروف والاحتياجات الخاصة لأفريقيا والبلدان النامية الأخرى.
نعتقد أن هذا البرنامج يوفر فرصة أخرى لتعزيز المسارات متعددة الأبعاد نحو أهداف اتفاقية باريس في سياق الإنصاف والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
لذا نسعى لتصميم برنامج عمل طموح وشامل (بناء على المذكرة غير الرسمية) يعترف بالأبعاد المختلفة لمسارات الانتقال العادلة بهدف دعم التحولات العادلة بشكل أكثر فعالية على المستويات المتعددة الأطراف.
أخبرنا عن التنسيق مع رئاسة COP28 فيما يتعلق بالمفاوضات المقبلة بدبي؟
هنأت المجموعة الأفريقية الرئيس القادم لمؤتمر الأطراف، والإمارات العربية المتحدة، لتوليها قيادة مفاوضات الأطراف في هذا العام الحاسم، وأبلغناهم بتعهدنا بتقديم دعمنا الكامل لنجاح COP28.
وبشكل عام، نتفق تماماً مع رؤية الدكتور سلطان الجابر في أن COP28 سيتعين عليه الوفاء بالتعهدات.
كما ندعم رؤية COP28 بشأن تحقيق التنمية المستدامة منخفضة الكربون بالتزامن مع القضاء على الفقر.
تركز المجموعة الأفريقية بشكل كبير على قضية النوع الاجتماعي وتغير المناخ.. حدثنا أكثر عن التفاصيل؟
تحتاج النساء والشباب في القارة إلى إجراءات تكيف مكثفة لأنهم أكثر تأثراً بآثار تغير المناخ، كما أنهم يتأثرون بشكل مختلف.
دمج المنظور الجنساني في أنشطة التكيف يعد أمراً بالغ الأهمية لنا، لا سيما من خلال الهدف العالمي للتكيف، نظرًا لأن النساء يتأثرن بشكل غير متناسب بالآثار السلبية لتغير المناخ ويمكن أن يلعبن دورًا حاسمًا في جهود التكيف.
نسعى للتأكد من أن التدخلات والإجراءات تستجيب للاحتياجات الخاصة بنوع الجنس للنساء والفتيات، ولا تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة، والمساهمة في تمكين المرأة على النحو الوارد في خطة العمل الجنسانية لدفع التغيير على جميع مستويات عملية التكيف.
تود المجموعة الأفريقية اعتماد أهداف ملموسة لتوسيع نطاق التمويل المخصص للمساواة بين الجنسين وتغير المناخ، ولا سيما المجالات الأربعة ذات الأولوية المتفق عليها في COP27، إلى جانب تعميم مراعاة المنظور الجنساني الذي يتطلب تخصيص موارد مالية للعمل المناخي الفعال.
كما يجب تنفيذ وقياس المساءلة والشفافية الفعالتين فيما يتعلق بتتبع تمويل الاستجابة الجنسانية للتمويل من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ العادية.
من جانبنا، أخذنا هذه المشكلة على محمل الجد. في مارس من هذا العام، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، قمنا بتدريب ما يصل إلى 46 مفاوضة شابة، وقمنا بدعم 10 منهن في مفاوضات بون SB58 وسيحضرن أيضًا COP28.
نحن نتطلع إلى خلق مساحة للانتقال السلس من قيادة المجموعة الحالية من المفاوضين إلى القيادة التالية، ونعمل على ضمان أن تلعب المرأة دورًا مركزيًا في المضي قدمًا.
ما رسالتك إلى الأطراف قبل COP28؟
ندعو جميع الأطراف إلى تنفيذ المساهمات المحددة وطنيا الخاصة بها والتأكيد على الالتزام بموجب الاتفاقية واتفاق باريس الذي ينص على أن الأطراف من البلدان المتقدمة يجب أن تأخذ زمام المبادرة في الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ.