تقدم دراسة حديثة تفسيرا جديدا لسبب عدم وصول مخلوقات أسترالية فريدة مثل الكنغر والكوالا إلى آسيا، بينما نجحت أنواع أخرى في الانتقال من الشمال إلى الجنوب.
كشفت دراسة بقيادة علماء الأحياء في الجامعة الوطنية الأسترالية أن حيوانات مثل الكنغر نشأت وتطورت في بيئة أستراليا الباردة والجافة، كانت حظوظها أقل في العبور إلى الجزر الاستوائية والوصول إلى قارة آسيا، مقارنة بالحيوانات الآسيوية التي نجحت بالوصول إلى أستراليا لأنها كانت تعيش في أماكن أكثر دفئاً ورطوبة.
يعد الكنغر من أشهر وأكبر الحيوانات الجرابية، ويتواجد بكثرة في أستراليا وهناك حوالي 90 نوعا من الكناغر.
يسمى النوع المتوسط منها الوَلَّر، والصغير الوَلَّب أو الكنغر الصغير، وهناك نوع صغير جدا يدعى الكنغر الجرذ.
وأحد أكبر الأنواع وأطولها الكنغر الأحمر ويبلغ علوه المترين ويعيش في المناطق العشبية المكشوفة في داخل البلاد جماعات أو أسربا وترعى هذه الأسراب أثناء الليل وتستريح في الظل في النهار.
من أستراليا لآسيا
لطالما تحدث علماء الأحياء عن حدود غير مرئية تفصل أستراليا وغينيا الجديدة وأجزاء من إندونيسيا عن جنوب شرق آسيا القاري.
ويعتبر خط والاس فاصلاً افتراضياً يُستخدم لتمييز التوزيع غير المتكافئ للمخلوقات الأسترالية والآسيوية.
ويقول الدكتور أليكس سكيلز، عالم الأحياء التطوري في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن التوزيع غير المتكافئ للحيوانات يرجع جزئياً إلى التغيير في الصفائح التكتونية القديمة التي يعود تاريخها إلى 45 مليون سنة، مما أدى في النهاية إلى تصادم قاري.
يوضح سكيلز: “منذ حوالي 35 مليون سنة، كانت أستراليا تقع في أقصى الجنوب وكانت متصلة بالقارة القطبية الجنوبية”.
أضاف: “في مرحلة ما من تطور الأرض، انفصلت أستراليا عن القارة القطبية الجنوبية وعلى مدى ملايين السنين انجرفت شمالاً، مما تسبب في اصطدامها بآسيا”.
وقد أدى هذا الاصطدام إلى نشوء الجزر البركانية التي نعرفها الآن باسم إندونيسيا.
كانت جزر إندونيسيا بمثابة “نقطة انطلاق” للحيوانات والنباتات التي نشأت في آسيا لتصل إلى غينيا الجديدة وشمال أستراليا، والعكس صحيح.
قال سكيلز: “يُظهر بحثنا أن عدداً أكبر بكثير من مجموعات الحيوانات الآسيوية عبرت واستقرت في أستراليا أكثر من الاتجاه المعاكس”.
اقرأ أيضًا.. هل تستطيع الفيلة إنقاذ الكوكب؟ دراسة تكشف تأثيرها على مستويات الكربون بالغلاف الجوي
الكنغر والهجرة
وتفسر التضاريس الأرضية المتغيرة جزئياً سبب هجرة الحيوانات الآسيوية إلى أستراليا.
عندما انفصلت “أرض الجنوب العظيمة” عن القارة القطبية الجنوبية، كان هناك تحول مناخي أدى إلى موجة صقيع عالمية وجفاف في القارات، مما أدى لانقراض جماعي في جميع أنحاء العالم.
يقول سكيلز إنه على الرغم من الصقيع الشامل، ظل المناخ في الجزر الإندونيسية دافئاً ورطباً واستوائياً بشكل نسبي.
وكانت الحيوانات الآسيوية مرتاحة بالفعل لمثل هذه الظروف، مما ساعدها على الاستقرار في أستراليا.
أما الحيوانات الأسترالية مثل الكنغر والكوالا فقد نشأت وتطورت في مناخ أكثر برودة وجفافاً بمرور الوقت، وبالتالي كانت حظوظها أقل في الوصول إلى الجزر الاستوائية مقارنة بالمخلوقات المهاجرة من آسيا.
وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي في استقرار الكنغر في أستراليا التي باتت تنفرد باستضافة هذا الحيوان المحبوب لدى الأستراليين.
قام الباحثون بتحليل مجموعة بيانات من حوالي 20000 طائر وثدييات وزواحف وبرمائيات لتحديد الأنواع التي قفزت بين إندونيسيا وأستراليا، وأيها كانت قادرة على التكيف بنجاح مع موطنها الجديد.
وقال الدكتور سكيلز: “يمكن لنتائجنا أن تفيد أيضًا في التنبؤات بهجرة الحيوانات في المستقبل وتساعدنا على التنبؤ بالأنواع التي قد تكون أكثر دراية بالتكيف مع البيئات الجديدة، حيث تستمر التغيرات في مناخ الأرض في التأثير على أنماط التنوع البيولوجي العالمية” .