منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

نتائج حوار بيترسبرغ للمناخ 2023: مطالب بـ نهاية عصر الوقود الأحفوري ومقاومة من دول النفط

دعت ألمانيا، في ختام حوار بيترسبرغ للمناخ الرابع عشر الذي عقد في برلين، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى العمل على تحديد هدف طموح للطاقة المتجددة من شأنه أن يحقق “نهاية عصر الوقود الأحفوري” ويساعد على منع الاحترار العالمي الخطير.

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس الثلاثاء في حديثها في بداية الاجتماع استمر يومين في برلين وحضره العشرات من كبار مبعوثي المناخ، إن العالم بحاجة إلى خفض حاد لانبعاثات غازات الدفيئة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت).

وقالت: ” نعلم أيضًا أنه الدول ليست مستعدة للقيام بذلك، ولهذا السبب أريد أن أفتح النقاش حول ما إذا كان ينبغي، ويمكننا الوصول إلى هدف بشأن مصادر الطاقة المتجددة في مؤتمر المناخ المقبل.”.

يقلب اقتراح بربوك الطاولة ويطالب بتحديد موعد نهائي للتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، وهو أمر واجه مقاومة شديدة من الدول الرئيسية المصدرة للنفط والغاز في مفاوضات cop27 بشرم الشيخ العام الماضي.

وبدلاً من ذلك، أيدوا فكرة التقاط انبعاثات الكربون كوسيلة لتقليل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

يقول الخبراء إن مثل هذه التقنيات، المعروفة باسم التقاط الكربون وتخزينه، لم تستخدم على نطاق واسع ويمكن أن تتطلب استثمارات ضخمة على حساب البدائل الأرخص مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

اقرأ أيضًا.. ما هي تقنية احتجاز الكربون وتخزينه؟ تعرف على أحد الحلول العالمية لمواجهة تغير المناخ

إعلان نهاية عصر الوقود الأحفوري

قالت بربوك، مخاطبة مسؤولين من حوالي 40 دولة حضروا حوار بيترسبرغ السنوي للمناخ في العاصمة الألمانية، إن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هي بالفعل أكثر أشكال توليد الطاقة فعالية من حيث التكلفة في معظم الأماكن حول العالم.

قالت: “يجب أن يكون هدفنا من (مؤتمر المناخ) في دبي هو إعلان نهاية عصر الوقود الأحفوري”.

لقيت الفكرة استجابة رائعة من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف قمة المناخ للأمم المتحدة هذا العام.

قال سلطان الجابر، الذي من المقرر أن يترأس قمة المناخ المقبلة: “في انتقال عملي وعادل للطاقة ومدار جيدا، يجب أن نركز على التخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري، مع توسيع نطاق البدائل الخالية من الكربون والقابلة للتطبيق وبأسعار معقولة” وشدد بشكل خاص على كلمة “الانبعاثات” أثناء حديثه.

وأضاف: “نحن نعلم أن الطاقات المستخدمة اليوم ستظل جزءًا من مزيج الطاقة العالمي في المستقبل المنظور، وعلى هذا النحو، سوف نعمل مع العالم لإزالة الكربون من نظام الطاقة الحالي بينما نبني نظامًا جديدًا، قادرًا على تحويل حتى أكثر الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة.”.

وأكد الجابر أن الإمارات العربية المتحدة استثمرت بكثافة في الطاقة المتجددة.

إلى جانب عمله كرئيس تنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، يشغل الجابر منصب رئيس مجلس إدارة شركة مصدر للطاقة المتجددة المملوكة للدولة، والتي تقوم ببناء حدائق لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم.

وصف المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري اختيار الجابر لرئاسة قمة كوب 28 بأنه “خيار رائع “، مشيرًا إلى التزامه بخفض الانبعاثات.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وضع حد لجميع استخدامات الوقود الأحفوري، والذي يُلقى باللوم عليه في غالبية الاحتباس الحراري الذي حدث منذ بداية العصر الصناعي، هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدف العالمي بالحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. (2.7 فهرنهايت). ولكن حتى الآن لم يتم التنبيه إلا إلى الفحم ، مع التزام الدول قبل عامين بـ “التقليل التدريجي” من استخدامه.

يقول نشطاء حماية البيئة إن هناك حاجة أيضًا إلى إيجاد حلول لملايين العاملين في صناعة الفحم والنفط والغاز إذا كان سيتم التخلص من الصناعات بنجاح، بالإضافة إلى توفير مصادر بديلة للطاقة الأحفورية الرخيصة التي يعتمد عليها مليارات الأشخاص حول العالم.

قال هارجيت سينغ، رئيس الإستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي الدولية: “ما نحتاج إلى رؤيته من COP28 لا يتعلق فقط بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولكن بالتخلص التدريجي “المنصف” من الوقود الأحفوري”.

اقرأ أيضًا.. كشف حساب COP27: التخلص من الوقود الأحفوري غياب وهدف 1.5 درجة محلك سر

التمويل والتزام الـ 100 مليار دولار

كما سيناقش الدبلوماسيون الذين يحضرون الاجتماع في برلين كيفية تكثيف أشكال مختلفة من المساعدات المالية للدول النامية الأكثر تضررا من تغير المناخ.

وقالت بربوك إن تعهد الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للدول الفقيرة بحلول عام 2020 سيحقق هدفه لأول مرة هذا العام.

لا يزال يجري إنشاء صندوق الخسائر والأضرار كتمويل منفصل لمساعدة الدول المتضررة من الكوارث المناخية، والذي تم الاتفاق عليه في محادثات المناخ العام الماضي في مصر .

قال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري إن المبلغ الإجمالي المطلوب لمساعدة جميع البلدان على التحول الاقتصادي إلى الاقتصاد الأخضر سيصل إلى تريليونات الدولارات.

يقول الخبراء أنه بالإضافة إلى المساعدات، يجب أن تأتي مبالغ كبيرة من القطاع الخاص، بجانب طرح مصادر أخرى مثل ضرائب الكربون على السفر الجوي والبحري.

أوضحت وزيرة المناخ الباكستانية شيري رحمان نفاد صبر البلدان الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ مثل بلدها، التي لا تزال تكافح آثار الفيضانات المدمرة العام الماضي .

وقالت للصحفيين في برلين: “نتطلع إلى المضي قدمًا في إيجاد مسارات لتمويل المناخ بشكل حقيقي وقابل للتنفيذ، على أن يسلم التمويل في الوقت المناسب دون الروتين المؤسسي الذي يواجه البلدان المحتاجة التي تواجه كارثة مناخية”.

يتمثل الهدف المركزي لحوار بيترسبرغ بشأن المناخ في تعزيز الثقة في كل من مفاوضات المناخ متعددة الأطراف وبين البلدان.

يهدف الحوار لتسهيل المفاوضات المؤدية إلى COP28، على الرغم من أن العديد من البلدان تشترك في هدف الحد من الانبعاثات وتوسيع الطاقات المتجددة حول العالم، إلا أن هذه ليست مفاوضات سهلة.

تشمل البلدان المشاركة في المفاوضات، الدول الجزرية المتضررة بشدة مثل جزر مارشال بالإضافة إلى أكبر الدول المسببة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون مثل الولايات المتحدة والصين والهند.

يتضمن جدول أعمال حوار بيترسبيرج الرابع عشر بشأن المناخ مناقشة بنود تتعلق بالحد من الانبعاثات والتكيف معها، بجانب مطالب قديمة من العديد من البلدان المتأثرة بشكل خاص بأزمة المناخ بشأن توفير الدعم المالي للتغلب على الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

اقرأ أيضًا.. معارك الخسائر والأضرار لم تنته بعد.. هل تنجح الدول المتقدمة في إجبار الصين على الدفع؟

ردود أفعال المجتمع المدني

دعا النشطاء في الاجتماع إلى “تحديد موعد نهائي عالمي للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وسبل زيادة المساعدات للدول الفقيرة التي تضررت من الاحتباس الحراري”.

كما عبروا عن مخاوفهم من أن أطرافًا مثل الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدعم احتجاز الكربون “كوسيلة للسماح لاستخراج النفط والغاز بالاستمرار أو حتى التوسع”، على الرغم من أن التقنيات المستخدمة غير مثبتة إلى حد كبير على نطاق واسع.

قالت تسنيم إيسوب، المديرة التنفيذية، لشبكة العمل المناخي: “كان حوار بيترسبرغ بشأن المناخ فرصة لبناء تحالف سياسي قوي للتوافق على الحاجة إلى خطة التخلص التدريجي العاجلة والعادلة والمنصفة للوقود الأحفوري، مصحوبة بزيادة في استثمارات الطاقة المتجددة المستدامة، فالسبب الجذري لأزمة المناخ هو الوقود الأحفوري، ومعالجة انبعاثات غازات الدفيئة تعني معالجة الوقود الأحفوري. لا يمكننا التظاهر بأن حلول أزمة المناخ تكمن في إصلاحات تقنية غير موثوقة وغير مختبرة من شأنها أن تجلب مخاطر وتهديدات جديدة”.

وأضافت: “العلم واضح في هذا الشأن. التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ووقف الانبعاثات من المصدر هو مسألة إرادة سياسية ويمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيس لقمة المناخ المقبلة أن تلعب دورا قياديا في ضمان نتيجة ناجحة في COP28 بشأن التخلص التدريجي العادل من الوقود الأحفوري من خلال انتقال عادل”.

فيما قال لافيتانالاغي سيرو، المنسق الإقليمي، شبكة العمل المناخي لجزر المحيط الهادئ: “لقد ضرب الجفاف والأعاصير المدارية المزدوجة والفيضانات منطقة المحيط الهادئ منذ COP27 العام الماضي، وهو تذكير يومي بالافتقار إلى العمل المناخي والطموح والإرادة السياسية. إن بيان الجابر الأخير، الذي يركز على تطوير التقنيات للحد من الانبعاثات، بدلا من التخلص التدريجي من إنتاج الوقود الأحفوري، ليس ما تحتاجه مجتمعات الخطوط الأمامية إلى سماعه. نحن بحاجة إلى حلول مناخية حقيقية، وليس بعض التقنيات المتوقعة لمعالجة التهديد الوجودي لتغير المناخ”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.