منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

حصاد مفاوضات بون للمناخ.. التوصل لمسودة قرار بشأن التقييم العالمي الأول لاعتمادها في COP28

اختتم مؤتمر تغير المناخ في بون بعد 10 أيام من المفاوضات لإرساء الأساس للقرارات المطلوبة في COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات.

 

وقد حققت الأطراف خلال مفاوضات بون تقدماً بطيئاً في عدد من الملفات، أبرزها التوصل لمسودة قرار بشأن التقييم العالمي الأول، من أجل اعتمادها في وقت لاحق من هذا العام في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28.

 

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل في هذا الصدد “تم إحراز تقدم في القضايا ذات الأهمية الحاسمة، بما في ذلك التقييم العالمي، وتمويل المناخ، والخسائر والأضرار، والتكيف، من بين أمور أخرى كثيرة”.

 

ستيل أشار إلى التقييم العالمي الذي سينتهي في COP28، باعتباره لحظة لتصحيح المسار ووضع العالم على الطريق الصحيح نحو الحد من ارتفاع درجة الحرارة بما يتماشى مع اتفاقية باريس.

 

التقييم العالمي الأول

اختتم المندوبون في مؤتمر بون الاجتماع الأخير للحوار الفني لعملية التقييم العالمي الأولى، باعتماد مسودة قرار للتصديق عليها في وقت لاحق من هذا العام في COP28، مما يمهد الطريق لمزيد من الإجراءات المناخية الطموحة.

 

التقييم العالمي عبارة عن عملية مدتها سنتان لتقييم العمل المناخي للبلدان وأصحاب المصلحة، ومعرفة أين أحرزوا تقدماً بشكل جماعي نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ وأين أخفقوا.

 

وفي هذا السياق يقول سيمون ستيل “إن تعهدات الأطراف وتنفيذها بعيدان عن أن تكون كافية، لذا فإن الاستجابة للتقييم ستحدد نجاحنا ونجاح COP28، والأهم من ذلك بكثير النجاح في استقرار مناخنا”.

 

وشارك مندوبون حكوميون ومراقبون وخبراء في الحوار الفني الثالث والأخير للتقييم في بون، والذي تألف من سلسلة من الموائد المستديرة والفعاليات التي امتدت على مدار ستة أيام.

 

الحضور ناقشوا كيفية تسريع التقدم الجماعي في التخفيف، بما في ذلك تدابير الاستجابة التكيف، الخسارة والأضرار، ووسائل التنفيذ (تمويل المناخ، نقل التكنولوجيا، بناء القدرات).

 

عن ذلك يقول هاري فريولز، رئيس الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “لقد أتاح لنا هذا الحوار التقني فرصة مهمة لطرح خيارات وطرق ملموسة حول كيفية تعزيز التزاماتنا وتسريع التنفيذ على جميع المستويات”.

 

فيما أثار العديد من المشاركين الحاجة إلى مزيد من الطموح، وشددوا على الضرورة الملحة للتنفيذ، في ضوء الإنصاف وأفضل العلوم المتاحة.

 

أكد المشاركون أيضاً على الحاجة الملحة إلى النطاق والسرعة في إجراءات التكيف وتمويل التكيف، مع الاعتراف أيضاً بالتقدم المحرز والاستثمارات المحلية الكبيرة والمستمرة لتعزيز القدرة على الصمود.

 

وشدد مندوبو البلدان النامية، بقيادة مجموعة الـ77 والصين، على أنه يجب أن تستند نتائج عملية التقييم العالمي إلى مبدأ الإنصاف والمسؤوليات المشتركة، ولكن المتباينة.

 

وأعطت الصين مثالاً على ذلك، وقالت إن الوصول إلى صافي صفر من ذروة الانبعاثات في البلدان المتقدمة يستغرق حوالي 70 عاما، في الوقت نفسه فإن البلدان النامية لديها جدول زمني ضيق للغاية لتحذو حذوها، بجانب التحديات الأخرى مثل القضاء على الفقر.

 

كما شددت البلدان النامية على ضرورة أن ينظر التقييم العالمي في الانبعاثات التاريخية والإجراءات التي اتخذتها البلدان المتقدمة لخفض الانبعاثات.

 

بينما أعلنت البلدان المتقدمة عن رغبتها في استبعاد فجوات ما قبل عام 2020 من أول عملية تقييم عالمية.

 

ومن ناحية أخرى، عبرت البلدان النامية عن قلقها من محاولات الدول المتقدمة لتحويل عبء التمويل إليها.

 

وسلط مندوب الهند الضوء على فشل آلية التمويل القائمة في الجلسة العامة الختامية، مشيرا إلى أنها تشكل عائقاً كبيراً أمام التنفيذ.

 

وأكدت البلدان الأقل نموا والمجموعة الأفريقية على صندوق الخسائر والأضرار، وأهمية التعامل معه كجدول أعمال منفصل عن التكيف في نتائج التقييم العالمي، منوهة إلى وجود فجوات في التكيف والتمويل ونقل التكنولوجيا.

 

المجموعة الأفريقية رأت أيضاً أنه يجب الاعتراف بجهود البلدان النامية في التكيف في نتائج التقييم العالمي.

اقرأ أيضًا.. تفاصيل خطة المجموعة الأفريقية للمفاوضين في اجتماعات بون للمناخ

ماذا بعد؟

وبعد انتهاء الحوار التقني الثالث والأخير سينشر الميسران المشاركان للحوار التقني تقريراً تجميعياً في أوائل سبتمبر/أيلول، يتضمن النتائج الرئيسية للاجتماعات الثلاثة للحوارات.

 

سيحتوي التقرير التجميعي على معلومات تقنية وممارسات جيدة ودروس مستفادة لمساعدة الأطراف وأصحاب المصلحة من غير الأطراف على تحديد ما يجب القيام به لتصحيح المسار وتحقيق أهداف اتفاق باريس.

 

سيقدم التقرير التجميعي للأطراف في قمة المناخ بدبي COP28 لصياغة المخرجات بشكل سياسي، وإعلان النتائج الرئيسية والنهائية لأول تقييم عالمي.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.