منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

باحثون يصممون مخططًا شاملًا للوصول إلى زراعة خالية من الانبعاثات

تقول دراسة جديدة إن هناك حاجة إلى الابتكار التكنولوجي والاستثمار في طاع الزراعة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالزراعة إلى الصفر والوصول لـ زراعة خالية من الانبعاثات.

تهدف الدراسة، التي نشرت نتائجها مؤخرا في رسائل البحوث البيئية، إلى فهم التحديات الزراعية التي يفرضها تغير المناخ وتقييم الطرق المختلفة لتحسين الاستدامة الزراعية.

قال الباحث لورنزو روزا، مساعد موظفي مركز كارنيجي، وأحد المشاركين في الدراسة: “في الوقت الحالي، الزراعة مسؤولة عن حوالي 12 في المائة من جميع انبعاثات الدفيئة العالمية”.

وأضاف: “الزراعة ليست فقط مساهما كبيرا في تغير المناخ. بل أنها واحدة من أوائل ضحايا عواقبه، حي تتأثر بالاحترار والجفاف وأنماط هطول الأمطار المتغيرة “.

يعتبر تغير المناخ والزراعة عمليتان مترابطتان، وكلاهما يحدث على نطاق عالمي، ويؤثر كل منهما على الآخر بطرق مختلفة.

شرع الباحثون في تحليل مجموعة متنوعة من التقنيات لتقليل كمية انبعاثات غازات الدفيئة التي تطلقها الزراعة لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تأخذنا هذه الأدوات على الطريق إلى صفر انبعاثات.

يمثل الحد من الانبعاثات الزراعية تحديا خاصا لأن معظم انبعاثات غازات الدفيئة الزراعية تأتي من الميثان وأكسيد النيتروز، وكلاهما لديه إمكانية احترار أكبر بكثير على نطاقات زمنية قصيرة من ثاني أكسيد الكربون.

بحثوا أيضًا في فعالية الطرق المختلفة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة من النشاط الزراعي، بما في ذلك استخدام مصادر الطاقة البديلة في المزرعة، والأسمدة والمبيدات الحشرية الأكثر استدامة المنتجة بصافي انبعاثات صفرية، وإدارة الأسمدة، واستراتيجيات التغذية والتربية للحد من انبعاثات الميثان الحيوانية، وتقنيات زراعة الأرز البديلة التي تقلل من نمو الميكروبات المنتجة للميثان في التربة المغمورة.

 

اقرأ أيضًا.. ما هو الفحم الحيوي؟ كيف يمكن استخدامه في الزراعة لمكافحة تغير المناخ واستدامة التربة؟

زراعة خالية من الانبعاثات

تعتمد استراتيجيات إزالة الكربون الزراعية بشكل كبير على استخدام مصادر الطاقة الخالية من الكربون، وفقا للباحثين.

ويتطلب تنفيذها بنجاح دمج أنظمة الطاقة المتجددة في العمليات الزراعية وتطوير أساليب مستدامة لإنتاج الأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى ذات الصلة.

كما أن تنفيذ ممارسات الري الذكية والمستدامة ليس أمرا بالغ الأهمية لتحسين استدامة المياه فحسب، بل أيضا لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات الميثان المرتبطة بزراعة الأرز.

وجد الباحثون أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد المزارعين على خفض تلوث غازات الدفيئة الزراعية بنسبة تصل إلى 45 في المائة.

ومع ذلك، فإن الوصول إلى انبعاثات الكربون الصفرية سيتطلب استراتيجيات إزالة ثاني أكسيد الكربون باهظة الثمن وغير المنتشرة حاليا على نطاق واسع.

تنطوي النهج والأساليب التي وجدوها واعدة بشكل خاص على مزيج من استخدام الطاقة الحيوية المنتجة على نحو مستدام والتقنيات التي تلتقط الانبعاثات من مصادر الطاقة هذه في التكوينات الجيولوجية طويلة الأمد.

ومن الاحتمالات الجيدة الأخرى فكرة تسريع عملية تآكل الصخور الطبيعية، والتي تزيل أيضا ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

كما تمتلك الزراعة القدرة على احتجاز كميات كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في تربة المحاصيل، والمراعي والغابات.

يمكن لهذه التقنيات مجتمعة أن تحول الزراعة من قطاع يصدر الكربون إلى الغلاف الجوي إلى قطاع يسحبه.

فالزراعة هي القطاع الوحيد الذي لا يمكنه فقط التخفيف من آثار تغير المناخ، بل يمكنه أيضا امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.

تناقش الدراسة أيضا التقنيات الجديدة التي تتجاوز حدود الزراعة التقليدية، مثل إزالة الميثان وإنتاج بعض الأطعمة بدون مزارع.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لجعل هذه التقنيات ميسورة التكلفة وقابلة للتطوير، وكذلك لفهم آثارها الأوسع.

قال الباحث الزائر باولو غابرييلي، أحد المشاركين بالدراسة: “أدت الابتكارات في الري والأسمدة إلى تحسين غلة المحاصيل العالمية، لكن هذه الزيادة في الإنتاج تتجاهل الآثار المناخية للاستراتيجيات التي تعتمد عليها”.

وأضاف: “مع زيادة الاحترار، سيصبح من الصعب بشكل متزايد إنتاج ما يكفي من الغذاء لعدد متزايد من السكان، وسيكون من الضروري اتباع نهج جديدة تأخذ التخفيف من حدة المناخ في الاعتبار.”.

يمكن للممارسات الزراعية المستدامة أيضا تحسين أمن الطاقة وندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي، وفقا للدراسة.

يلتزم الباحثون أيضًا بدراسة تقاطع الزراعة وتغير المناخ من كل زاوية، وتصميم مخطط يسهل التحول إلى صافي انبعاثات صفرية من الزراعة.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن النجاح سيتطلب جهدا متعدد التخصصات يشمل علوم النبات والهيدرولوجيا والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.