منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

رئيس قطاع الحركة بشركة ABB: اهتمام عالمي بضخ استثمارات الطاقة المتجددة في مصر

في مايو الماضي، أعلنت شركة ABB العالمية الرائدة في تكنولوجيا وحلول الطاقة والصناعات الكهربائية، عن أحدث مبادرتها بعنوان (حركة كفاءة الطاقة) لأول مرة في مصر.

هي مبادرة تستهدف رفع مستوى الوعي وتحفيز العمل من أجل الحد الانبعاثات الكربونية وتكلفة استهلاك الطاقة، ما ينتج عنه التمتع بقدر عال من الأمان والاستدامة.

التقت أوزون بالمهندس أحمد حسن، رئيس قطاع الحركة بشركة ABB مصر وشمال ووسط أفريقيا، للحديث معه حول المبادرة، وملف تحول الطاقة في مصر بشكل عام.

قال حسن في حوار خاص لأوزون إن كبرى الشركات العالمية أبدت اهتماما كبيرًا في ضخ استثماراتها في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في مصر.

 

وإلى نص الحوار

 

 

  • ما هي مبادرة “حركة كفاءة الطاقة” وكيف تسهم في خفض الانبعاثات؟

تتخذ قضية كفاءة استهلاك الطاقة طابعاً أكثر الحاحاً عبر كافة قطاعات الصناعة في ظل بحث الشركات والمؤسسات عن فرص لإزالة الكربون من عملياتها وسط ارتفاع أسعار الطاقة وتزايد الضغوط من العملاء والموظفين والحكومات لتحقيق تقدم كبير في مجال الاستدامة،  لذا حرصت شركة ABB العالمية – الشركة الرائدة في تكنولوجيا وحلول الطاقة والصناعات الكهربائية على إطلاق مبادرة “حركة كفاءة الطاقة” في مارس عام 2021 كأحد الحلول البناءة التي تسهم في خفض الانبعاثات، وتهدف إلى الحدّ من استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية والبحث عن ممارسات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فضلًأ عن التصدي لظاهرة التغير المناخي تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة، وذلك عبر إقامة العديد من الأنشطة، والفعاليات، والشراكات، تضم قادة رئيسين في الصناعات المختلفة، والإعلام، والجهات المعنية بالدول  المختلفة.

 

  • من أين جاءت الفكرة؟

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن قطاع الصناعة يستهلك حوالي 42 في المائة من كهرباء العالم، وهناك تقنيات بسيطة وفعالة متاحة اليوم يمكنها تحويل كفاءة الطاقة الصناعية، إذا تم توظيفها واستخدامها في المجالات المختلفة.

ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مبادرة “حركة كفاءة الطاقة”، فمن خلال الدراسات والأبحاث العلمية المختلفة وجدنا أن تحسين كفاءة الطاقة الصناعية تمثل الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لأي شركة أو مؤسسة لخفض تكاليف الطاقة وانبعاثات غازات الدفيئة، مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة بكوكب الأرض، لذا حرصت شركة إيه بي بي على تقديم المساعي الجادة من خلال المبادرة، التي تهدف إلى تكاتف الأطراف المعنية من جميع أنحاء العالم وتحفيزهم على الابتكار لخلق عالم أكثر تجددًا وتكيفًا مع ترشيد استهلاك الطاقة تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة التي تدعم في المقام الأول تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

 

  • ما هي ردود الأفعال على مبادرتكم سواء داخليًا أو خارجيًا؟

شهدت المبادرة منذ انطلاقها ترحيبًا وتفاعلًا ايجابيًا عالميًا من مختلف الأطراف العاملة في المجالات الصناعية، حيث شارك بها أكثر من 400 شركة رائدة حول العالم، كما تم إطلاقها لأول مرة في مصر شهر مايو الماضي 2023، لتشجيع كافة أطياف المجتمع والشركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص على تبني الممارسات الجادة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة، كما إننا نعمل حاليًا على العديد من الأنشطة بهدف التوعية بالمبادرة كخطوة نحو الحد من التزايد العالمي لتكلفة الطاقة، وتطمح إيه بي بي في التوسع وضم المزيد من الشركات الأخرى للمبادرة في الشهور المقبلة.

 

  • ما هي تقنيات إزالة الكربون التي تعتمدون عليها؟ وما هي حلول الطاقة المستدامة التي تطرحونها أمام الاستثمار في مصر؟

في إطار استراتيجيتها للاستدامة، تلتزم شركة إيه بي بي في مشروعاتها القومية العملاقة التي تتعاون فيها مع الدولة المصرية بتقديم التقنيات الحديثة التي تسهم في خفض الكربون، وذلك من خلال استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ورقمنة المعدات والعمليات المختلفة المرتبطة بها، والتي تعتمد عليها في مشروعات إنشاء البنية التحتية لأعمال الكهرباء والطاقة ومحطات المياه ومشروعات الري الخاصة باستصلاح الأراضي في مصر حيث تعتمد أغلبيتها على حلول ومنتجات الشركة وإلى اليوم تعمل بكفاءة عالية ويتم تشغيلها وصيانتها بواسطة إيه بي بي..

وهناك مجموعة متنوعة من حلول ومنتجات الاستدامة المبتكرة التي تقدمها الشركة لضمان كفاءة الطاقة والحد من انبعاثات الكربون في المشروعات القومية الكبرى مثل مشروعات مبادرة حياة كريمة، ومحطة معالجة مياه بحر البقر، و مشروع توشكى، والدلتا الجديدة، بالإضافة إلى بعض المشروعات فى العاصمة الإدارية الجديدة منها معظم أبراج منطقة الأعمال المركزية، والبرج الأيقوني الأطول على مستوى قارة أفريقيا ، هذا بخلاف توفير منتجات توزيع وإمداد الكهرباء، والمواتير ومغيرات السرعة وأنظمة التحكم عالية الجودة والكفاءة بالمتحف المصري الكبير، ومدينة العالمين.

ومن بين التقنيات الأخرى التي تقدمها الشركة، حلول المباني الذكية (BMS) التي تعمل على خفض معدلات الاستهلاك وزيادة كفاءة الطاقة، وتقنيات التنقل الكهربائي المستدام، وذلك من خلال خبرتها التي تمتد لعقد من الزمان في توزيع وإدارة الطاقة وتدعيمها بأحدث التقنيات في إنشاء وتركيب وصيانة البنية التحتية للشحن.

وفي قطاع المياه تقوم الشركة بتصنيع العديد من المنتجات التي تخدم تلك المشاريع في مصر منها على سبيل المثال لوحات توزيع الجهد المتوسط UniGear ولوحات الربط الحلقي UniSec، جنبًا إلى جنب مع أكشاك المحولات UniPack بالإضافة إلى توفير محركات ABB للجهد المنخفض ومحركات Super Premium IE4 ذات الكفاءة الفائقة التي يتم التحكم فيها باستخدام مغيرات السرعة Ultra-low harmonic والتي تلعب دورًا هاما في مطابقة سرعة وعزم دوران المحركات الكهربائية مع متطلبات الضخ، مما يتيح توفير كبير في استهلاك الطاقة، تصل عادةً ما بين 30 إلى 50 بالمائة مقارنة بالمواتير ومغيرات السرعة التقليدية الاخرى.

 

  • هل مصر في رأيكم سوق واعد للطاقة النظيفة مثل الهيدروجين؟

نعم أعتقد ذلك، فقد أصبحت مصر من أوائل الدول سعيًا لإنتاج الطاقة النظيفة بشكل عام، ولديها استراتيجية واضحة للاستفادة من الهيدروجين الأخضر وتذليل كل العقبات للتعاون مع الشركات الكبرى وتوطين الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وقد لمسنا هذا الاهتمام أثناء انعقاد مؤتمر المناخ COP 27 في شرم الشيخ، حينما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أول مشروع تجريبي على مستوى أفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، أحد أهم المصادر الواعدة  للطاقة فى المستقبل، كما أرى أن هناك اهتمامًا كبيرًا من وكالات التمويل العالمية والمستثمرين وكبرى الشركات في ضخ استثماراتها في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في مصر، فالهيدروجين بشكل أساسى ينتج طاقة «صفرية الكربون» عند احتراقه، مما يعنى عدم انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون نتيجة استخدامه، لذا فإن استبداله محل الوقود التقليدى يحمي الكوكب من الآثار البيئية والمناخية الكارثية التى نشهدها الآن بسبب الغازات الكربونية.

 

  • في رأيكم.. ما دور القطاع الخاص في دعم التحول للطاقة النظيفة في مصر؟

لا شك أن القطاع الخاص له دور مهم وفعال في دعم التحول للطاقة النظيفة في مصر، وكمثال واقعي تعتبر شركة إيه بي بي واحدة من الشركات التابعة للقطاع الخاص وتهتم بتنفيذ المشروعات القومية التي تتعاون بها مع الحكومة المصرية خلال وزارات الكهرباء والبترول، ومنذ تأسيس الشركة في مصر عام 1978 فقد شاركت إيه بي بي في أكبر المشروعات التي أنشئت في مصر في مجال الصناعة والمياه وتحلية ومعالجة المياه، وذلك من خلال منتجاتها الذي يمثل المكون المحلي فيها نحو 40%.

وحاليًا في ظل التطور العمراني الذي تشهده مصر، يتم العمل على تشييد 17 مدينة جديدة ونحن موجودون كمورد أساسي لمنتجات الكهرباء التي تتمتع بقدر عالي من الأمان والاستدامة مع هيئة المجتمعات العمرانية ووزارة الإسكان في معظم تلك المدن والمشروعات.

وبالإشارة سابقًا لما ذكرته عن مبادرة “حركة كفاءة الطاقة” نحن نؤمن بمبدأ الشراكات سواء مع القطاع الخاص أو الحكومي، لذا نعمل حاليًا على عقد شراكات مع عدد من الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص بهدف التوعية بالمبادرة كخطوة نحو الحد من التزايد العالمي لتكلفة الطاقة، عبر تطوير مصادر الطاقة المتجددة واستخدام تكنولوجيا ترشيد الاستهلاك وذلك من خلال إطلاق عدد من ورش العمل والمحاضرات والتدريبات المختلفة للفنيين والمهندسين في مجال توزيع الكهرباء وترشيد استهلاك الطاقة بالمصانع وفق عمليات دائرية.

 

 

  • كيف يمكن أن يشارك المواطن العادي في المبادرة؟

بشكل عام، عندما نتحدث عن الممارسات البيئية المستدامة التي يجب اتباعها يأتي في أذهان الكثيرين أن الأمر يتعلق بالشركات الكبرى والمؤسسات في الدولة، لكن هذا الأمر ينطبق أيضًا على المواطن العادي، فالمسئولية البيئية هي واجب مفروض على كل فرد ومٌلزم به للحد من الممارسات ذات الآثار السلبية على البيئة، كما أن المواطن له دور في ترشيد استخدام الطاقة، لذا فإن شركة إيه بي بي تحرص على عقد الشراكات عدد من الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص بهدف توعية العاملين بالمبادرة كخطوة قد تساهم في ترشيد الطاقة وذلك من خلال إطلاق عدد من ورش العمل والمحاضرات والتدريبات المختلفة للفنيين والمهندسين في مجال توزيع الكهرباء وترشيد استهلاك الطاقة بالمصانع وفق عمليات دائرية.

 

  • كيف شاركتم في مؤتمر المناخ الأخير في شرم الشيخ؟ وما خطتكم للمؤتمر الجديد؟

كان لشركة إيه بي بي العالمية تواجد رئيسي في مؤتمر المناخ COP 27 الأخير في شرم الشيخ فقد أقامت عدد من الفعاليات والندوات استعرضت من خلالها آخر ما توصلت إليه الشركة من ابتكارات من شأنها أن تساعد في تحقيق الأهداف العالمية للحياد الكربوني وتحقيق انبعاثات صفرية بحلول 2050 وذلك من خلال المبادرات والابتكارات القائمة على أربعة محاور رئيسية هم حلول كفاءة الطاقة، منتجات صديقة للبيئة، الطاقة المتجددة، وحلول الشبكات الذكية، من أجل بيئة أكثر استدامة وخالية من الانبعاثات الكربونية.

يأتي ذلك فضلًا عن الوقوف على أهم الوسائل والتقنيات والحلول التي يمكن أن توفرها الشركة للمساهمة في تحقيق هذه الأهداف وإتاحتها لجميع الشركاء في مصر وإفريقيا، وسوف نستمر على هذا النهج في الدورة الجديدة من المؤتمر والمقرر انعقاده في دولة الإمارات المتحدة، فمازال هناك الكثير من الجهود التي نبذلها جميعًا خاصة العاملين في القطاع الصناعي من أجل تحقيق تلك الأهداف التي تخدم التنمية المستدامة التي تنص عليها الأمم المتحدة.

  • في رأيكم.. هل تنجح مصر في عمل تحول كامل للطاقة بحلول 2050؟

نعم أعتقد ذلك نظرًا لأن مصر تبذل جهودًا مضنية بقطاعيها العام والخاص في مواجهة التغيرات المناخية، كما أن هناك اهتمامًا كبيرًا من جانب القيادة السياسية بمصر في دعم التوجه الخاص بتوسيع الاعتماد على الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر، فقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات من أجل مواجهة التغيرات المناخية على رأسها إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي تهدف إلى التصدي لآثار تغير المناخ. ووضع استراتيجية الطاقة المستدامة لمصر 2035 والتي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة، وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة (مثل مشروعات طاقة الرياح، مشروعات الطاقة الشمسية في بنبان بأسوان)، ومشروعات النقل المستدام، وإصدار السندات الخضراء التي ارتبط بالمشروعات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية سواء في التخفيف أو التكيف، فضلًا عن دمج الدولة البعد البيئي في كافة المجالات، وإنشاء المجلس الأعلى للتغيرات المناخية، وتحسين كفاءة الطاقة في الصناعة، كما أن هناك نظرة مستقبلية لمصر لكي تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة من خلال إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة مباشرة أو من خلال الهيدروجين الأخضر والأمونيا وغيرها، كل هذا وأكثر بالطبع سوف يساهم في عملية التحول للطاقة عام 2050.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.