منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

بينهما بلدان عربيان.. 29 دولة تحقق الحياد الكربوني قبل COP28

أظهر تحليل لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن 29 دولة تجاوزت تعهداتها الوطنية المتعلقة بالمناخ.

 

وحققت الحياد الكربوني، وأصبحت انبعاثاتها الكربونية صافية صفرية، وتعدت ذلك لما يسمى بالكربون السلبي أو المناخ الإيجابي.

 

يعني الحياد الكربوني أو صافي صفر التوازن بين الانبعاثات البشرية المنشأ من مصادرها، وعمليات إزالة غازات الدفيئة من الغلاف الجوي، وذلك عن طريق المصارف الطبيعية وبالوعات الكربون.

 

 

يتطلب تحقيق الهدف طويل الأجل، المنصوص عليه في اتفاق باريس، بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وصول دول العالم كافة إلى صافي الصفر بحلول 2050 على أقصى تقدير.

 

من أجل تحقيق ذلك تسعى الأطراف للوصول إلى ذروة عالمية لانبعاثات غازات الدفيئة في أقرب وقت ممكن، ثم إجراء تخفيضات سريعة في الانبعاثات والتخلص من 45% منها بحلول 2030.

 

 

29 دولة في المقدمة

تتابع الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشكل دوري تقدم البلدان الأطراف في تحقيق خططها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، وقدمت تحليلها الأخير قبل إعلان نتائج التقييم العالمي الأول لاتفاق باريس في COP28.

 

يقول التحليل، الذي اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، إن 29 دولة حققت بالفعل توازن غازات الدفيئة، وفق ما ينص عليه اتفاق باريس، وسبقت جميع الأطراف التي تسعى لتحقيق ذلك بحلول عام 2050، بل نجحت في أن تصبح “سلبية الكربون” أو “إيجابية المناخ”.

 

يشير مصطلحا “الكربون السلبي” أو “المناخ الإيجابي” إلى أن النشاط يتجاوز تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية لخلق منفعة بيئية عالمية عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون الإضافي من الغلاف الجوي.

 

أي أن هذه الدول تزيل كمية من الكربون من الغلاف الجوي أكبر مما تطلقه، وليس مساوياً لما تطلقه كما هو الحال في “الصفر الصافي”.

ضمت القائمة 17 دولة أفريقية، هي: جمهورية أفريقيا الوسطى والغابون وناميبيا والكونغو ومدغشقر والكاميرون وبتسوانا وتشاد وبوروندي وزامبيا ومالي و غينيا الاستوائية وسيشيل وسواتيني وسان تومي وبرينسيبي، بالإضافة إلى دولتين عربيتين بالقارة، وهما: جيبوتي وجزر القمر.

 

كما ضمت القائمة 6 دول من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهي: غيانا وسورينام وأوروغواي وبليز وبنما ودومينيكا.

 

بجانب 4 دول جزرية في قارة أوقيانوسيا: بابوا غينيا الجديدة وساموا وميكرونيزيا ونيوي. ودولتان من آسيا: ميانمار وبوتان.

 

يقول التحليل إن البلدان التي وصلت للمناخ الإيجابي تقدم مساهمة لا تقدر بثمن عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يؤثر بشكل مباشر على تركيزات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

 

أزالت هذه الدول مجتمعة ما يقرب من 1 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في عام واحد فقط، وفق التحليل.

 

تحالف الغابات المطيرة

سيكون هذا التحليل بمثابة أداة حاسمة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتقييم مدى نجاح تنفيذ مبادرة خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، وأين يوجد مجال للتحسين.

 

يقول إن هذه البلدان تقود الطريق في العمل المناخي من خلال الحفاظ على الغابات، المهمة لمواجهة تغير المناخ والحفاظ التنوع البيولوجي.

 

يكشف أن 16 دولة من إجمالي البلدان التي حققت الحياد الكربوني تتمتع بعضوية تحالف دول الغابات المطيرة CfRN.

 

تأسس التحالف غير الربحي لدول الغابات المطيرة في عام 2004، ويساعد الحكومات الاستوائية والمجتمعات والشعوب على إدارة غاباتها المطيرة بشكل مسؤول.

 

يشمل التحالف 54 دولة تمتلك معظم مساحة الغابات في العالم النامي، حوالي 1.579 مليون هكتار من الغابات، ما يعادل 72% من إجمالي مساحة الغابات في العالم.

 

وفق التحليل، البلدان التي نجحت في إزالة الكربون والوصول إلى صافي صفر والمناخ الإيجابي، حققت ذلك بدعم وتمويل ضئيل من المجتمع الدولي.

 

يهدف التحالف إلى مساعدة البلدان التي تتخلص من الكربون الصافي في الحصول على التمويل الدولي الذي تستحقه حتى تتمكن من الاستمرار في قيادة العمل المناخي.

 

كما يهدف أيضاً إلى مساعدة البلدان التي تنتج انبعاثات صافية على أن تصبح “إيجابية المناخ” في النصف الثاني من القرن الحالي، بما يتماشى مع أهداف اتفاق باريس.

 

يجدر الذكر بأنه خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي هذا العام، سيتم إجراء عملية التقييم العالمي الأول لاتفاقية باريس.

 

صممت عملية التقييم العالمي بموجب اتفاق باريس لتقييم استجابة العالم لأزمة المناخ ورسم طريق أفضل للمضي قدمًا، ويشهد مؤتمر COP28 في دبي، إعلان نتائج أول تقييم.

 

ستكون الدول المشاركة مسؤولة عن انبعاثاتها، وستعلن الأمم المتحدة للمناخ مدى تقدم الأطراف فيما يتعلق بأهداف التخفيف، وستحتل المسائل المتعلقة بتنفيذ توزيع أرصدة الكربون مركز الاهتمام.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.