اختتمت قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 هذا العام، في وقت سابق من هذا الأسبوع، باتفاق لحوالي 200 دولة على نص نهائي يدعو للانتقال بعيدا من الوقود الأحفوري ووقف انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحلول عام 2050.
ويجمع المؤتمر السنوي للأطراف (COP) الدبلوماسيين لمناقشة تغير المناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقد تصدرت اتفاقية هذا العام عناوين الأخبار الدولية بعدما التزمت في دبي الدول بالتحول بعيدا عن الغاز والنفط والفحم والانتقال إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من البدائل المتجددة على مدار الثلاثين عامًا القادمة.
حضر العديد من الخبراء المرتبطين بمعهد رالف أوكونور للطاقة المستدامة (ROSEI) في جامعة جونز هوبكنز مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، على رأسهم بنجامين لينك المدير الإداري لـ ROSEI.
في حوار لأوزون، يجيب بنجامين لينك، المدير الإداري لـ ROSEI عن الأسئلة الملحة حول وعود الاتفاقية وأوجه قصورها، بالإضافة إلى التغييرات التي يأمل أن يراها العالم قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
ما هي أهمية موافقة ما يقرب من 200 دولة على ميثاق عالمي “للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري”؟
على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، رفضت البلدان المشاركة في اجتماعات مؤتمرات الأطراف الإشارة إلى الوقود الأحفوري المستخدم في أغراض النقل، وتوليد الطاقة، وإنتاج المواد باعتباره المحرك الرئيسي لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، على الرغم من أن العلم أكد بما لا يدع مجالا للشك إن الوقود الأحفوري كان وراء ظاهرة الاحتباس الحراري منذ فترة طويلة.
لذا، فإن حقيقة أن وثيقة القرار النهائي الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) تضمنت الدعوة إلى “الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري” هو أمر مهم وطال انتظاره.
بعد الإعلان عن اتفاق الإمارات، انتقده البعض علنًا. فما هي تلك الانتقادات، وما مدى صحتها؟
تتركز الانتقادات الموجهة لقرار مؤتمر الأطراف لهذا العام إلى حد كبير على نطاق العمل، وأن الدول تتخذ خطوات صغيرة نحو التنفيذ عندما يكون المطلوب هو التحرك على قدم وساق.
أعتقد أننا بحاجة إلى الاتفاق على تغييرات هيكلية تشمل المجتمع بأكمله فيما يتعلق بطرق البناء، ووقود مركباتنا، وكيف نولد الكهرباء.
بشكل عام، لدينا الكثير من التكنولوجيا اللازمة لنقلنا نحو الطاقة المتجددة والوقود النطيف. نحن فقط بحاجة إلى قيادة سياسية متسقة لدفع عملية الانتقال.
الانتقاد الآخر لاجتماع COP28 هو النقص المستمر في تمويل آليات التنفيذ للجنوب العالمي (مختلف البلدان النامية في نصف الكرة الجنوبي) للتقدم في تحولات الطاقة الخاصة بها.
نحن جميعا نتقاسم مناخا واحدا، لذا فإن تقدمنا نحو تحقيق أهداف المناخ العالمية لا يمكن أن يكون ناجحا إلا بقدر نجاح التحولات إلى الطاقة النظيفة في البلدان التي تفتقر إلى الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لبناء اقتصادات الطاقة الجديدة. وهذا الاستثمار في عدالة الطاقة سيحقق عائدًا ممتازًا على الاستثمار في كوكب الأرض.
ما هي التغييرات التي تأمل أن تراها قبل COP29 لنتمكن من وصف العام الجاري بالناجح على مستوى مكافحة تغير المناخ العالمي؟
هذا سؤال رائع ومن المهم جدًا أن نحمل أنفسنا المسؤولية خلال الانتقال من مؤتمر أطراف إلى آخر.
اجتماعات مؤتمر الأطراف تشبه إلى حد ما الألعاب الأولمبية أو كأس العالم. يتم العمل الحقيقي في الأيام والأسابيع والأشهر التي تتخلل اجتماعات مؤتمر الأطراف، والتي تصل بنا لحدث كبير ومبهر مع عناوين كبيرة مرفقة.
سوف يقاس التقدم من خلال نجاحنا في تفعيل الهدف المتفق عليه في cop28 المتمثل في مضاعفة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بين البلدان المشاركة بحلول عام 2030.
السؤال هنا، كيف يبدو هذا بالنسبة للولايات المتحدة والهند والصين ونيجيريا؟ هل يتحركون نحو التنفيذ؟
يعد تحديد الأهداف في مؤتمرات الأطراف سهلاً نسبيًا مقارنة بجهود التنفيذ التالية، هذا أول تحدي.
يتمثل التحدي العميق الآخر في التعاون والتسوية. النجاح عمل جماعي وليس أبطالًا فرديين.
أضاف مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين نقاطًا جديدة من التقدم إلى الخليط العالمي لجهود إزالة الكربون، وعلى العالم أن يتحرك نحو التنفيذ بسرعة وتعاون.