منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

عددهم بجسم الإنسان أكبر من سكان الأرض.. الميكروبات يمكنها كبح تغير المناخ معنا

تقول الأبحاث إن عدد الميكروبات بجسم الإنسان أكبر من عدد سكان الأرض، وبجانب أهميتها لحياة البشر يمكنها أيضًا المساعدة في كبح تغير المناخ.

تساعد هذه الكائنات الحية الدقيقة البشر على هضم الطعام، وتحييد السموم، كما يمكنها أيضًا امتصاص انبعاثات أخطر وأقوى غازات الدفيئة، الميثان.

تشير الميكروبات، والمعروفة أيضًا باسم الكائنات الحية الدقيقة، إلى أي شيء حي لا يمكننا رؤيته بدون المجهر، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والفطريات.

تقول ليزا شتاين، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة ألبرتا: “إن هذه المخلوقات تدعم كل أشكال الحياة على الأرض، بدونها، سنموت بالتأكيد.”.

تساعد الميكروبات في التحكم في دورات الكربون والنيتروجين، بما في ذلك إنتاج غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، وتأثيره أقوى بـ 86 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مناخ الأرض.

خطر الميثان

على مدى القرنين الماضيين، تضاعفت تركيزات غاز الميثان في الغلاف الجوي بأكثر من الضعف، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.

مع ذلك، يبقى غاز الميثان في الغلاف الجوي لمدة عقد تقريبًا قبل أن يتلاشى بسرعة، في حين يمكن أن يستمر ثاني أكسيد الكربون لعدة قرون.

تشمل المصادر البشرية لانبعاثات غاز الميثان، أنظمة النفط والغاز الطبيعي، ومدافن النفايات، والزراعة، وتعدين الفحم، ومعالجة مياه الصرف الصحي.

وقالت شتاين إنه على الرغم من أهمية التحكم في انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن الصناعة، إلا أن هذا القطاع ليس المصدر الوحيد للغازات الدفيئة.

وقالت: “هذا لن يوقف انبعاثات غاز الميثان، ستتخلص من القليل فقط، لأن غالبية مصادر الميثان سببها استخدام الأراضي”.

تأتي ثلث إجمالي انبعاثات الميثان تقريبًا من الأراضي الرطبة، وفقًا لبيانات الخرائط الصادرة عن وكالة ناسا.

تحتوي الأراضي الرطبة على تربة مشبعة بالمياه، وأخرى صقيعية، مما يجعلها بالوعات للكربون.

لكن مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، تصبح تربة الأراضي الرطبة أكثر دفئًا، أو يمكن أن تغمرها المياه فتذوب التربة الصقيعية، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الكربون في الغلاف الجوي على شكل غاز الميثان.

هنا تلعب الميكروبات دورًا مهمًا في امتصاص الميثان، وبالتالي مواجهة تغير المناخ، لكن لا يشار إلى أهميته على نطاق واسع، في الأوساط العلمية.

4 طرق يساعد بها الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ

الميكروبات هي الحل

في حين أن بعض الميكروبات تنبعث منها غاز الميثان، إلا أن البعض الآخر يستهلكه بكثافة.

على سبيل المثال، تأكل مجموعة بكتيريا الميثانوتروف الميثان بنهم وتزيله من الغلاف الجوي.

تم اكتشاف بكتيريا الميثانوتروف التي تأكل غاز الميثان عام ٢٠٠٧ في بركان طيني بنابولي الإيطالية.

ووجد الباحثون هذه السلالة من البكتيريا ضمن مجموعة تسمى methylotuvimicrobium buryatense 5GB1C، والتي يمكنها إزالة الميثان بكفاءة حتى عندما يكون موجودًا بكميات أقل.

تقول ماري ليدستروم، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة واشنطن، إنه في السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بإيجاد طريقة لاستخدام هذه الكائنات للمساعدة في مكافحة تغير المناخ.

تكمن الصعوبة الرئيسية الآن في التوسع، بحيث تتمكن البكتيريا من إزالة ما يكفي من غاز الميثان من الغلاف الجوي لإحداث فرق.

وقالت: “يجب أن تكون مربحة للمستثمرين التجاريين، ومع ذلك، ربما قامت شركة واحدة بحل هذه المشكلة”.

تعمل شركة Windfall Bio، وهي شركة أمريكية ناشئة، على تجريب برنامج لبيع الميكروبات التي تأكل غاز الميثان، والموجودة في التربة، للمزارعين.

يتم بعد ذلك “تغذية” الميكروبات بغاز الميثان من السماد الحيواني، باستخدام نظام من الأقمشة والأنابيب، وبالتالي تصنيع الأسمدة، التي يمكن للمزارع استخدامها في المحاصيل.

قال جوش سيلفرمان، الرئيس التنفيذي لشركة Windfall Bio: “إنها رعاية الكائنات الحية للقيام بما تطورت تلك الكائنات الحية للقيام به”.

ويمكن أيضًا استخدام الميكروبات لتنظيف القمامة، حيث وجدت إحدى دراسات كامبريدج أن البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في البحيرات الأوروبية ستنمو عن طريق تناول قطع من الأكياس البلاستيكية.

تقوم البكتيريا بتفكيك مركبات الكربون الموجودة في البلاستيك، واستخدامها كغذاء للنمو.

يقول أندرو تانينتساب، أحد الباحثين والمؤلفين الرئيسيين للدراسة، إنه على الرغم من أنه حل غير محتمل للقمامة، بسبب الحجم الهائل للتلوث البلاستيكي، إلا أنه لا يزال يسلط الضوء على مرونة الطبيعة.

يضيف: “قد يكون الحل موجود بالفعل لدى الطبيعة”.

 

 

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.