في ظل التحديات المتزايدة لتغير المناخ، أطلقت رئاسة COP28 مبادرة “ترويكا مؤتمرات الأطراف” كشراكة استراتيجية بين ثلاث دول تستضيف مؤتمرات الأطراف (COP).
أعلن الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس COP28، عن الترويكا خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، التي تعقد تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” وتستمر حتى 14 فبراير/شباط الجاري في دبي بمشاركة أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة.
وقال الدكتور سلطان الجابر: “تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تعزيز التعاون الفعّال مع الشركاء الذين يتبنون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها، لرفع سقف الطموح وإنجاز عمل مناخي فعال وداعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة عالمياً. وتشكل هذه الترويكا نموذجاً مهماً وغير مسبوق للتعاون وتنسيق العمل من أجل الحفاظ على زخم نجاحات COP28، وضمان استمرارية العمل المشترك، وتكثيف الجهود لتنفيذ التعهدات”.
ما هي ترويكا مؤتمرات الأطراف؟
تُشكل ترويكا مؤتمرات الأطراف تحالفًا بين رئاسات مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ COP28 وCOP29 وCOP30.
تتكون ترويكا مؤتمرات الأطراف من الإمارات العربية المتحدة، التي استضافت مؤتمر الأطراف COP28 في عام 2023، وأذربيجان التي ستستضيف مؤتمر الأطراف COP29 في عام 2024، والبرازيل التي ستستضيف مؤتمر الأطراف COP30 في عام 2025.
تهدف المبادرة للتنسيق بين الرئاسات الثلاث والبناء على نتائج ومخرجات COP28 وتكثيف جهود العمل المناخي للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وضمان تنفيذ التعهدات والالتزامات كافة، واستمرار التعاون والعمل المشترك في مواجهة تداعيات تغير المناخ.
تهدف المبادرة أيضًا إلى تعزيز التنسيق بين الدول المشاركة، من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتوحيد المواقف، وتحديد الأولويات المشتركة.
بجانب ضمان استمرارية العمل المناخي، من خلال ربط نتائج كل مؤتمر بالآخر، وضمان متابعة التقدم المحرز على المدى الطويل.
وأيضًا، تحقيق تقدم ملموس، من خلال العمل بشكل جماعي لمعالجة التحديات الرئيسية، مثل تمويل المناخ، والتكيف مع تغير المناخ، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وكانت رئاسة COP28 قد حرصت على إدراج نص تفاوضي في “اتفاق الإمارات” الذي تم التوافق عليه في ختام COP28، يدعو رسمياً إلى توحيد الجهود مع رئاستي المؤتمرين التاليين لضمان تعزيز التعاون الدولي ورفع سقف الطموح المناخي، ودعم الأولويات المناخية العالمية.
ومن المخطط أن يعمل مؤتمر الأطراف COP29، الذي تستضيفه باكو عاصمة أذربيجان العام الجاري، على التوصل لتوافق على هدف جماعي جديد بشأن التمويل المناخي، يستجيب لاحتياجات الدول النامية، حيث سيشكل اعتماد هذا الهدف الجماعي الجديد أحد أهم الإنجازات في مجال التمويل المناخي منذ التزام الدول المتقدمة في عام 2009 بأن تجمع وتقدم معاً بشكل مشترك 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020 لتلبية احتياجات الدول النامية.
واستناداً إلى “اتفاق الإمارات” والنتائج المتوقعة في مؤتمر باكو، ستركز ترويكا مؤتمرات الأطراف في COP30 الذي يُعقد في البرازيل على تقديم الأطراف نسخاً معززة من المساهمات المحددة وطنياً بحلول عام 2025، تضمن التزامها بالقيام بعمل مناخي أعلى طموحاً، لتسريع القدرة الجماعية العالمية على تنفيذ أهداف اتفاق باريس، في سياق متطلبات التنمية المستدامة وجهود الحد من الفقر.
التمويل في النص النهائي لـ COP28 .. قرارت ودعوات ومخاوف و14 مليار دولار لصناديق المناخ
ردود الأفعال
لاقت خطوة تدشين ترويكا مؤتمرات الأطراف ترحيبًا من العديد من الجهات والكيانات والأشخاص المنخرطين في العمل المناخي العالمي.
قال مختار باباييف، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP29، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان: “بصفتنا الدولة المستضيفة لـ COP29، فإننا ملتزمون بالاستفادة من إمكانياتنا كجسر بين العالمَين المتقدم والنامي، بهدف تسريع جهود الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، والسبيل إلى ذلك هو تحديد هدف جديد للتمويل المناخي يناسب حجم تحديات تغير المناخ وضرورة التحرك السريع لمعالجتها، وكما يجب الالتزام بتوفير هذا التمويل، وإتاحته للدول الأشد احتياجاً إليه”.
من ناحيتها قالت مارينا سيلفا، وزيرة البيئة وتغير المناخ البرازيلية: “كما قلت في دبي، نحن بحاجة إلى الاستفادة القصوى من الفرصة التي تتيحها هذه الترويكا المكونة من رئاسات مؤتمرات الأطراف، لضمان قدرتنا خلال العامين المقبلين على القيام بما توضح الحقائق العلمية ضرورة تنفيذه، لنستفيد من آخر فرصة متاحة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية”.
من جهته قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في تعليقه على إطلاق ترويكا مؤتمرات الأطراف: “يساعد التكامل الذي تحققه ترويكا مؤتمرات الأطراف على الوصول إلى الطموحات المطلوبة لمواجهة تغير المناخ من خلال التعاون والتنسيق وتضافر الجهود، كما تشكل هذه الترويكا فرصة مهمة لتعزيز ما تم الاتفاق عليه في COP28، والتأكد من تفعيله خلال COP29، واستكمال الإجراءات اللاحقة اللازمة في COP30 من خلال الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، التي يجب أن تشهد رفع سقف الطموح بما يتماشى مع متطلبات الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وتوفير الزيادات الكبيرة المطلوبة في تدفقات التمويل المناخي”.