منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

الحياد الكربوني العربي.. 3 دول تلتزم رسميًا بـ”صفر انبعاثات” و5 تدرس موقفها

تقود 3 دول عربية فقط قاطرة الحياد الكربوني العربي، بعدما تعهدت بالوصول رسميًا إلى صافي صفر من الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، وفق خطة زمنية تتراوح بين 2050 و2060.

بينما تناقش 5 دول أخرى خطتها بشأن الحياد الكربوني في 2050، لكنها لم توقع رسميًا حتى الآن على أي اتفاقات تضمن ذلك.

مفهوم “الحياد الكربوني”، أو “صافي صفر انبعاثات” هو أن يكون صافي الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات تقابلها إجراءات خضراء، مثل زراعة الأشجار التي تمتصّ ثاني أكسيد الكربون.

تعتبر الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية من دول البتروكيماويات تلتزم بإزالة الكربون عن اقتصادها بالكامل والوصول إلى صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

حيث أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة المنتجة للنفط، أن البلاد تبنت هدفًا للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

وقال على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “إن خطة التنمية لدينا تأخذ بعين الاعتبار هذا الهدف وجميع المؤسسات تعمل كفريق واحد لتحقيق ذلك.”

وتعهد بن راشد باستثمار 600 مليار درهم (163 مليار دولار) في الطاقة “النظيفة والمتجددة” حتى عام 2050. أي نحو 21 مليار درهم (6 مليارات دولار) في السنة.

التزمت الإمارات سابقًا بخفض انبعاثاتها بنسبة 23.5٪ بحلول عام 2030، مقارنة بخط الأساس المعتاد للعمل والحصول على 50٪ من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والنووية بحلول عام 2050.

وتستضيف الإمارات العربية المتحدة في محادثات المناخ COP28 في عام 2023. كوريا الجنوبية هي الوحيدة التي قدمت عرضًا منافسًا.

 

اقرأ أيضًا.. الهيدروجين الأخضر.. 3 دول عربية تقترب من امتلاك مستقبل الطاقة في العالم

 

السعودية 2060

أما المملكة العربية السعودية فقد أعلنت قبل أسبوع واحد من مؤتمر Cop26 إطلاق الحزمة الأولى من مبادرتها “السعودية الخضراء”، مؤكدة أنها ستخفض انبعاثاتها إلى صافي الصفر بحلول عام 2060 وتعزز هدفها الكربوني هذا العقد – رهنا بالعائدات من تصدير النفط والغاز.

لا تشمل خطة المملكة السعودية نحو الحياد الكربوني، الانبعاثات الناتجة عن حرق كميات ضخمة من النفط الذي تصدره المملكة إلى دول أخرى، وتضخ الدولة الخليجية واحدا من كل عشرة براميل نفطية تستهلك يوميا في العالم.

أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه سيستثمر 700 مليار ريال (187 مليار دولار) في العمل المناخي هذا العقد وشدد على أن المملكة العربية السعودية ستواصل إنتاج النفط والغاز.

وقال في قمة البيئة بالرياض يوم السبت، إن الأهداف ستتحقق “مع الحفاظ على الدور الريادي للمملكة وتعزيزه في أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، مع توافر ونضج التقنيات اللازمة لإدارة وتقليل الانبعاثات”.

وقالت المملكة في تقريرها المقدم إلى الأمم المتحدة، إنها ستقلل وتزيل 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030. وهذا يمثل أكثر من ضعف هدفها السابق البالغ 130 مليون طن.

وعلى خطى السعودية والإمارات، أعلنت البحرين على لسان رئيس حكومتها، نهاية أكتوبر، أن البحرين تستهدف الوصول للحياد الكربوني في 2060، بهدف مواجهة تغير المناخ وحماية البيئة.

وأكد المجلس على أهمية هذه المبادرات وأهدافها في حماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي.

 

اقرأ أيضًا.. Cop27.. أول تعليق لنشطاء المناخ بإفريقيا على استضافة مصر قمة المناخ 2022

 

5 دول تدرس الحياد الكربوني

أما قائمة الدول التي تناقش الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 شملت السودان وجنوب السودان واليمن وموريتانيا والصومال.

ولم تلتزم هذه الدول حتى اللحظة بأي اتفاق رسمي يخص تحقيق هدف الحياد الكربوني في نطاق زمني محدد.
بينما لم تعلن الدول العربية الأخرى رسميًا أي خطة تشمل الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، واكتفت بإعلان خطط لخفض الانبعاثات دون التقيد بنسبة محددة أو خريطة زمنية واضحة.

مصر، مثلًا، لم تعلن رسميًا عن الوصول إلى الحياد الكربوني أو صافي صفر انبعاثات في عام محدد، لكنها أطلقت “الاستراتيجية الوطنيّة لتغير المناخ 2050″، على هامش مشاركتها في فعاليات مؤتمر قمة المناخ بجلاسكو، وتعهدت بتحقيق خمسة أهداف رئيسية وهي، تحقيق نمو اقتصادي مستدام، من تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والبديلة في مزيج الطاقة، وتعظيم كفاءة الطاقة، عبر تحسين كفاءة محطات الطاقة الحرارية، وشبكات النقل والتوزيع، والأنشطة المرتبطة بالنفط والغاز، وتبَنّي اتجاهات الاستهلاك والإنتاج المستدامة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النشاطات الأخرى غير المتعلقة بالطاقة.

جدير بالذكر أن تعبير “صافي صفر انبعاثات” وليس “صفر انبعاثات” وجد بسبب تسليم صُناع القرار باستحالة استغناء الاقتصاد العالمي عن الأنشطة المسببة للانبعاثات نهائياً في العديد من القطاعات الأساسية، مثل صناعة مواد البناء والطيران، والنفط والغاز.

وبالتالي يكون الوصول إلى الحياد الصفري بمزيج من تخفيض الانبعاثات، عبر التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، ورفع كفاءة استخدام الطاقة.

أما التعويض عن الانبعاثات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، سيكون عبر اتخاذ عدد من الاجراءات أبرزها استخدام تقنيات لإزالة الانبعاثات من الجو، سواء من خلال زراعة الأشجار وتعزيز الغطاء النباتي، أو عبر المفهوم الحديث للاقتصاد الكربوني، وهو يعني ببساطة احتجاز الكربون المنبعث من الأنشطة الصناعية، وتخزينه وإعادة استخدامه. وبالتالي يصبح الحاصل النهائي بين الكربون المنبعث والكربون الذي تتم إزالته من الأجواء صفراً.

وتعتبر دولة سورينام الصغيرة في أمريكا الجنوبية، ودولة بوتان في جنوب آسيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان حققا صافي صفر انبعاثات حتى الآن، وفق تقرير نشرته Sbs News الاسترالية.

ويؤكد الخبراء أن تحقيق الحياد الكربوني أسهل في البلدان النامية الأصغر، وأصعب بكثير بالنسبة للبلدان الصناعية التي يصعب فيها تقليل الانبعاثات في جزء كبير من الاقتصاد ، مثل الصلب والزراعة واستخراج الغاز إلخ”.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.