منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

دراسة صادمة: هدف الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية ليس عادلًا

حذر اتحاد مؤلف من 50 باحثًا يوم الأربعاء من أن الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية لن يكون حدًا عادلًا للشعوب في الدول النامية التي تتأثر بتغير المناخ.

وقدمت الدراسة، التي نُشرت في دورية Nature،  ووضعت من قبل لجنة علمية دولية تضم أكثر من 40 باحثا من جميع أنحاء العالم، أٌطلق عليها “لجنة الأرض”، أول تقدير كمي لحدود نظام الأرض الآمنة والعادلة على المستوى العالمي والمحلي للعديد من العمليات والأنظمة الفيزيائية الحيوية التي تنظم حالة نظام الأرض، بما في ذلك المناخ.

حذرت لجنة الأرض من أن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية قد يحول دون حدوث تغير مناخي جامح، ولكنه لن يحول دون معاناة جماعية في الدول النامية.

تحدد اتفاقية باريس الهدف العالمي لتغير المناخ والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند أقل من 2 درجة مئوية مع العمل على الحد منها عند 1.5 درجة مئوية.

أفاد الباحثون في دراستهم أن حوالي 200 مليون شخص في المناطق الفقيرة سيتعرضون لحرارة لا يمكن تحملها، وسيواجه نصف مليار شخص الخراب والدمار بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، حتى لو حقق العالم هدف باريس الأكثر تفاؤلاً وهو 1.5 درجة مئوية.

قال العلماء، إنه لتجنب تعريض قطاعات كبيرة من البشرية “لضرر كبير”، فيجب وضع الحدود العادلة للمناخ عند درجة واحدة مئوية أو أقل”.

ولفتت الدراسة إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يجب أن ينخفض بمقدار السدس، حيث ينتج أغنى 1 في المائة في العالم انبعاثات مضاعفة لما ينتجه أفقر 50 في المائة.

ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية، خلال 200 سنة، ومنذ الثورة الصناعية مطلع الرقن التاسع عشر.

لا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عند مستويات قياسية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، كما أن السياسات الحالية تسير بنا على الطريق نحو 2.7 درجة مئوية من الاحترار بحلول نهاية القرن.

اقرأ أيضًا.. ما هو هدف 1.5 درجة مئوية الذي يسعى إليه العالم؟ وكيف يجنبنا غضبة المناخ وتغيراته؟

تجاوزنا الحد من الاحترار العالمي

وفق الدراسة، لقد تجاوز العالم بالفعل الحدود المناخية الآمنة والعادلة، والتي تم تحديدها عند درجة مئوية واحدة فوق مستويات درجة الحرارة قبل الصناعية، حيث يتضرر عشرات الملايين من الأشخاص بالفعل من المستوى الحالي لتغير المناخ.

تعمل العدالة، التي تقيمّها الدراسة بأنها تجنب إلحاق ضرر كبير بالناس في جميع أنحاء العالم، على تشديد حدود نظام الأرض، مما يقلل المساحة المتاحة للتدخل البشري على الأرض.

قالت العالمة جوييتا جوبتا المؤلف المشارك بالدراسة، والرئيس المشارك للجنة الأرض، وأستاذ البيئة والتنمية في الجنوب العالمي في جامعة أمستردام: “العدالة ضرورة للبشرية للعيش ضمن حدود الكوكب، هذا هو الاستنتاج الذي توصل له المجتمع العلمي في العديد من التقييمات البيئية ذات الوزن الثقيل، إنه ليس خيارا سياسيا، تظهر الأدلة الدامغة أن اتباع نهج عادل ومنصف أمر ضروري لاستقرار الكوكب، لا يمكن أن يكون لدينا كوكب آمن بيولوجيا بدون عدالة، وهذا يشمل وضع أهداف عادلة لمنع الضرر الكبير وضمان الوصول إلى الموارد للناس وكذلك التحولات العادلة لتحقيق تلك الأهداف”.

وقالت جوبتا: “العدالة ضرورة للبشرية للعيش ضمن حدود الكوكب، لا يمكن أن يكون لدينا كوكب آمن بدون عدالة”.

تضيف جوبتا: “ستوجه حدودنا الآمنة والعادلة عملية تحديد الأهداف، ولكن يجب أيضا تحقيقها من خلال عمليات التحول العادلة التي تضمن الحد الأدنى من الوصول إلى الموارد للناس”.

أوضح ستيفن ليد، المؤلف الرئيسي وعالم الأبحاث، أمانة لجنة الأرض: “يوفر البحث الجديد حدودا آمنة وعادلة لنظام الأرض لخمسة مجالات مهمة تلعب دورا رئيسيا في دعم الحياة واستقرار الأرض وضمان ظروفًا مستقرة ومرنة. كما يستكشف ما هو مطلوب لتقليل الضرر الكبير الذي يلحق بالبشر نتيجة للتغيرات في نظام الأرض ويضع حدودا على المستويات ذات الصلة لتقييم وإدارة ظروف النظم الفيزيائية الحيوية مثل المحيط الحيوي والمياه العذبة”.

تُعرِّف اللجنة الضرر الجسيم بأنه: آثار وجودية وخيمة واسعة الانتشار أو سلبية لا رجعة فيها على البلدان والمجتمعات والأفراد ناجمة عن تغير نظام الأرض، مثل فقدان الأرواح أو سبل العيش أو الدخل، أو النزوح، أو فقدان الغذاء أو الماء أو الأمن الغذائي، أو المرض المزمن، أو الإصابة، أو سوء التغذية.

تتمثل الحدود العادلة والآمنة لنظام المناخ على الأرض، وفق ما حددته الدراسة، في العناصر التالية:

 

  • الحد الآمن: 1.5 درجة مئوية لتجنب الاحتمالية العالية لحدوث نقاط تحول مناخية. “لم يخترق بعد”.

 

  • الحد العادل: 1 درجة مئوية لتجنب التعرض لضرر كبير من تغير المناخ. “تم اختراقه ووصلنا لـ 1.2 درجة مئوية”.

 

  • الحد الآمن والعادل: 1 درجة مئوية.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.