منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

قمة أفريقيا للمناخ.. لماذا تجنب إعلان نيروبي ذكر الوقود الأحفوري؟

تجاهل الزعماء الأفارقة  الدعوة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في إعلان نيروبي، الذي يشكل أساس موقفهم التفاوضي المشترك بشأن تغير المناخ، قبل قمة المناخ Cop28 في نوفمبر.

اختتمت فعاليات قمة المناخ الأفريقية الأولى، يوم الأربعاء، وتبنى القادة “إعلان نيروبي” المشترك الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الإمكانيات التي تملكها القارة كقوة صديقة للبيئة.

أعلن الرئيس الكيني في الجلسة الختامية عن إعلان نيروبي الأول. قائلًا: “إن إعلان نيروبي، وهو موقفنا المشترك وقرارنا الثابت (أفريقيا)، ويؤكد من جديد تصميمنا ويمهد الطريق لمرحلة جديدة في العمل المناخي العالمي وأجندة التنمية المستدامة، مما يمنح مستقبل التحول الاجتماعي والاقتصادي طابعًا أفريقيًا متميزًا وإيجابيًا”.

دعا الزعماء الأفارقة، الأربعاء، في ختام القمة، المجتمع الدولي إلى مساعدتهم في الاستفادة من إمكانات القارة في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال الاستثمارات وإصلاح النظام المالي الدولي.

وتسلط الوثيقة التي وقعها رؤساء الدول في قمة المناخ الأفريقية الضوء على الإجماع المفقود بين البلدان التي تدافع عن الطاقة المتجددة وتلك التي تزعم أن الوقود الأحفوري، والغاز بشكل خاص، ضروري للتنمية الاقتصادية.

اتحد الزعماء خلف نداء موحد من أجل الإصلاحات المالية، بما في ذلك فرض ضرائب عالمية جديدة وتخفيف عبء الديون، لتمويل العمل المناخي في القارة.

اقرأ أيضًا.. إعلان نيروبي.. أفريقيا تحدد التزاماتها نحو مكافحة تغير المناخ

تجاهل الوقود الأحفوري

يذكر الإعلان المكون من ثماني صفحات الوقود الأحفوري فقط في دعوة المجتمع العالمي إلى “التمسك بالتزاماته بعملية عادلة ومعجلة للتخفيض التدريجي للفحم وإلغاء جميع إعانات دعم الوقود الأحفوري”.

هذه إشارة إلى التعهد الرئيسي الذي اتفقت عليه الحكومات في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في عام 2021.

لكن منذ ذلك الحين، ظل الناشطون وعدد من الدول يضغطون من أجل توسيع نطاق هذا الالتزام ليشمل جميع أنواع الوقود الأحفوري.

حظيت محاولة تحقيق ذلك في مؤتمر Cop27 بشرم الشيخ، العام الماضي بدعم تحالف واسع يشمل الهند والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتشيلي وكولومبيا.

لكن فشلت المحاولة في نهاية المطاف بعد معارضة الدول المنتجة للنفط بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا.

لم تتخذ مجموعة التفاوض الأفريقية موقفا معلنا ​​بشأن هذه القضية في شرم الشيخ.

من المرجح أن تعود المعركة إلى الظهور في قمة المناخ هذا العام، وقد وضعت الدولة المضيفة، الإمارات العربية المتحدة، التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري على جدول الأعمال، حيث قال الرئيس المعين لـ COP12، سلطان الجابر، إن هذا “ضروري” و”حتمي”.

 

إزالة الكربون مقابل التنمية

في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في نيروبي، كان الحديث عن الوقود الأحفوري غائب بنسبة كبيرة.

قاد الرئيس الكيني ويليام روتو الدعوات لتسريع النمو الأخضر، قائلا إن القارة لديها “إمكانات غير مستغلة في مجال الطاقة المتجددة”، وتوفر كينيا 90 بالمائة من الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة.

لكن لدى بعض الدول الأفريقية الأخرى مصالح كبيرة في مجال الوقود الأحفوري.

تعد نيجيريا وأنجولا من المنتجين الرئيسيين للنفط، في حين تعمل السنغال وموزمبيق على توسيع صناعات الغاز لديهما.

تنفذ جنوب أفريقيا خطة انتقالية للطاقة النظيفة، لكنها لا تزال تعتمد على الفحم في الغالبية العظمى من توليد الطاقة لديها.

يقع الوقود الأحفوري في قلب التوتر بين إزالة الكربون والتنمية، ويفتقر حوالي 592 مليون شخص إلى الكهرباء في جميع أنحاء أفريقيا، والمساهمة التاريخية للقارة في أزمة المناخ تمثل جزءًا صغيرًا من مساهمة الدول الغنية.

قال رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا خلال خطاب ناري يوم الاثنين إنه لكي تنمو اقتصاداتها، يجب أن تكون البلدان الأفريقية قادرة على استخدام طاقة الغاز، إلى جانب الطاقة المتجددة.

أضاف: “يعتقد الناس أن الأمر مثير للجدل، لكن بالنسبة لي ليس كذلك، سوف نستخدم جميع مصادر الطاقة المتجددة المتوفرة لدينا، لكنها موارد متغيرة. تحتاج أفريقيا إلى شبكات مستقرة للتصنيع. فالغاز جزء بالغ الأهمية من مزيج الطاقة.”.

دعم بنك التنمية الأفريقي إنشاء البنية التحتية للغاز في جميع أنحاء أفريقيا، بما في ذلك محطة الغاز الطبيعي المسال المثيرة للجدل في غانا.

اقرأ أيضًا.. المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الخسائر والأضرار المناخية في أفريقيا تصل لـ 440 مليار دولار

متطلبات تمويل المناخ

مع التركيز الواضح على التمويل، فإن إعلان نيروبي يركز بشدة على مطالب الملوثين الرئيسيين بتوجيه المزيد من الأموال نحو البلدان الفقيرة التي تتحمل وطأة أزمة المناخ.

حث القادة الأفارقة على فرض ضرائب عالمية على المعاملات المالية وانبعاثات الكربون لتمويل الاستثمار في الإجراءات المناخية.

يدعو الإعلان أيضًا إلى إصلاحات النظام المالي المتعدد الأطراف، وزيادة التمويل بشروط مواتية ووقف الديون مؤقتًا في أعقاب الكوارث المناخية.

كما كرر رؤساء الدول مناشداتهم للدول الغنية “باحترام التزامها” بتوفير 100 مليار دولار لتمويل المناخ سنويا، وهو الهدف الذي تجاهلته الدول المتقدمة مرارا وتكرارا.

قالت ليلي أودارنو، مديرة فريق عمل الهواء النظيف، إن القمة “ركزت بشكل ضيق على التمويل” ولم تستكشف بشكل كاف الاتجاهات الأوسع التي تواجه الأفارقة.

أضافت: “هناك الكثير من الأهداف دون إطار عمل قابل للتنفيذ لتحقيقها، لذلك نتوقع رؤية المزيد من التفاصيل في دبي.”

جدير بالذكر أن نحو 20 رئيس دولة وحكومة شاركوا في قمة المناخ الإفريقية الأولى على الإطلاق، والتي عقدت في نيروبي في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر.

 

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.