أعرب نشطاء ومراقبون مناخيون أفارقة لموقع “المناخ اليوم” الأمريكي عن سعادتهم بتنظيم مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم Cop27، والمزمع اقامته في مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر 2022.
معربين أيضًا عن أملهم في أن يحقق لهم Cop27 نتائج إيجابية أكثر من التي تحققت في مؤتمر Cop26 الذي أقيم في جلاسكو بالمملكة البريطانية، وانتهت فعالياته الأسبوع الماضي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت اختيار مصر لاستضافة الدورة القادمة من القمة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر جلاسكو COP 26 والذي اختتم فعالياته 12 نوفمبر الجاري في اسكتلندا.
ويأمل نشطاء العدالة المناخية في أفريقيا بشكل خاص، أن يساهم تنظيم مصر لـ Cop27 في رفع مستوى الوعي حول الآثار المناخية الشديدة التي تواجه القارة الأفريقية، وتقديم المزيد من الدعم للتكيف والخسارة والأضرار.
اقرأ ايضا.. السيسي يكشف لقادة العالم خطة مصر للتحول الأخضر ومواجهة تغير المناخ
الأمل في Cop27
قال بيشنس نابوكالو، ناشط في مجال العدالة المناخية من أوغندا ويبلغ من العمر 23 عامًا، للموقع الأمريكي: “إقامة Cop27 في إفريقيا فرصة ثمينة للأشخاص الأكثر تضررًا في قارتنا السمراء من أجل رفع أصواتهم”.
ويضيف نابوكالو: “بين عامي 2018 و 2021، شهدت بلادنا حرائق الغابات والفيضانات ورأينا الناس يموتون. وعندما وصلنا إلى Cop26، كنا نأمل كثيرًا أن يكون لدى قادة العالم ومسؤولي المؤتمر حلول جذرية لما يحدث، لكننا لم نجد لديهم أي شيء ليقدموه”.
أما الناشطة الشابة الكينية إليزابيث واتوتي فتقول: “كان القصد من Cop26 عدم تجاوز درجة حرارة الأرض 1.5 درجة، ومع ذلك فإن مسودة المؤتمر الحالية ستذهب بعالمنا إلى ما هو أبعد، وقد تزيد درجة حرارة الأرض 2.4 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، وهذا حكم بالإعدام على مجتمعات عديدة، مثل بلادي كينيا”.
وأضافت: “لا أعرف ما الذي سيحققه Cop27 في مصر، لكنه لا يمكن أن ينجح ما لم يكن تركيزه على الناس وليس الحكومات، وأن يصل إلى نتائج حقيقية وملموسة لحماية حياة أكثر الناس ضعفاً في العالم.”
أوبد كورنجو منسق المجتمع المدني في منظمة كير انترناشيونال قال للموقع الأمريكي: “يمنحنا Cop27 المصري الأفريقي فرصة جيدة لمعالجة بعض القضايا التي لم تبرز هنا في Cop26، أبرزها القضايا التي تخص الناس في إفريقيا وجنوب العالم، مثل التمويل من أجل التكيف ومعالجة الخسائر والأضرار”.
وأضاف: ” Cop27 هو حياة أو موت بالنسبة لنا، إقامة القمة في مصر فرصة عظيمة لإفريقيا كلها، وعلينا أن نستغلها للتعبئة والدفع من أجل نجاح المؤتمر، وتلبية احتياجات وحقوق سكان قارتنا، كما يجب التعامل مع العناصر الرئيسية التي لم يتم إكمالها هنا في جلاسكو.
اقرأ ايضا.. الهيدروجين الأخضر.. 3 دول عربية تقترب من امتلاك مستقبل الطاقة في العالم
مصر تستعد لـ Cop27
ونقل الموقع الأمريكي تعقيبًا لكبير مفاوضي المناخ في مصر السفير محمد نصر مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة على كلمات النشطاء الأفارقة.
وقال نصر: “نحن نرث إرثًا ثقيلًا من جلاسكو، إنها مهمة كبيرة، فالقرارات الصادرة في المؤتمر السادس والعشرين تحتاج الكثير من المتابعة في مصر، كما أن المملكة المتحدة رفعت المستوى عالياً للغاية سواء تنظيميا أو إجرائيًا، وكانت هذه أفضل قمة مناخ حضرتها”.
وأضاف نصر: ” هناك تفاهم والتزام جماعي للمضي قدما، إنه أول مؤتمر للمناخ في إفريقيا، لذا فإن المرونة والتكيف سيكونان في صميمه”.
جدير بالذكر أن مصر عضو في تحالف عمل التكيف الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا العام، وتم اختيارها بناء على نظام الأمم المتحدة للتناوب الإقليمي، حيث جاء الدور على أفريقيا لاستضافة قمة المناخ، ولذلك أختيرت مصر رسميا لتولي رئاسة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، على أن تليها الإمارات العربية المتحدة في عام 2023.
فيما أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية في كلمتها بمؤتمر جلاسكو عقب إعلان اختيار مصر لاستضافة القمة المقبلة، عن تقديرها لجميع الوفود وخاصة الأطراف الأفريقية على ثقتهم ودعمهم لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف المقبل، وجمع جهود العالم لمواجهة تحدي تغير المناخ، الذي لا يفرق في تأثيراته بين الدول، ويتطلب إجراءات متعددة الأطراف نشطة وديناميكية وتعاونية بين الجميع.
وقالت إن مصر ستركز على القدرة على التكيف مع الآثار المناخية عندما تستضيف قمة الأمم المتحدة السنوية للمناخ في شرم الشيخ العام المقبل.
وقبل يومين أعلنت الحكومة المصرية أنه سيتم تشكيل لجنة عليا برئاسة المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وبعضوية الوزراء والمسئولين المعنيين لتنظيم المؤتمر، على أن يعقد الاجتماع الأول للجنة قريباً، لمناقشة خطوات الاستعداد لتنظيم هذه الفعالية العالمية.