حماية التنوع البيولوجي في مصر
يتمتع كوكب الأرض بـ التنوع البيولوجي الواسع والمذهل، والذي يعبر عن عظمة الخالق وكرمه فيما أنعم على البشرية به من هبات وموارد هي أساس الحياة على كوكب الأرض.
وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 8.7 مليون نوع تقريبًا من النباتات والحيوانات على كوكب الأرض، ولكن جهود العلماء والباحثين لم تغط إلا حوالي 1.2 مليون نوع فقط، بينما الكثير من الكائنات والأنواع لم يتم حصرها ووصفها بشكل دقيق حتى الآن، وهو ما يمثل خطرًا على استدامتها في ظل التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية الجارية على قدم وساق منذ بداية الثورة الصناعية خلال الثلاثة قرون الأخيرة.
إلى جانب ذلك، هناك ما تمثله التغيرات المناخية من تهديد للتنوع البيولوجي، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع أو هلاك في بعض الأنواع الحيوية، وما يمثله ذلك من خسارة هائلة للبشرية جمعاء.
حيث أن هذا التنوع البيولوجي يعد جزءًا أساسيًا من الثروة الوطنية الاقتصادية لأي دولة، وتحظى هذه الأنواع بـ الحماية من خلال ما يسمى بحق الملكية للدولة صاحبة هذه الأنواع، بشرط أن تقوم كل دولة بحصر ووصف تلك الأصناف وحفظ البصمة الوراثية لكل نوع منها حتى تحفظ حقوقها في ملكية هذه الأصناف، وذلك لمواجهة أي قرصنة محتملة يمكن أن تحدث في ظل الممارسات الشائعة في الاقتصاد العالمي، التي تتضمن منافسات غير أخلاقية في العديد من المجالات.
وقد تنبه المجتمع الدولي والعلمي إلى أهمية حماية الثروة الأحيائية العالمية، حيث تم إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية للتعامل مع ملف حماية التنوع البيولوجي الذي يتمتع به كوكب الأرض، خاصة في ظل التهديدات التي يمثلها التقدم التكنولوجي والتسارع التنموي والاستهلاكي العالمي بما يستنزف الموارد الطبيعية ويهدد استدامة التنوع الأحيائي، وذلك بالإضافة إلى التحديدات الجسيمة التي يمثلها الاحتباس الحراري على هذا التنوع.
وقد وقعت مصر على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي وحماية الطبيعة، حيث أصدرت مصر استراتيجية وطنية للتنوع البيولوجي تغطي الفترة من 2015 وحتى 2030، والتي تعد امتدادًا وتحديثًا لخطط مماثلة سابقة.
تتضمن هذه الاستراتيجية وصفًا للثروة الأحيائية والجيولوجية والتراثية لمصر، ووصف للمحميات الطبيعية، وتتطرق لخطة العمل الخاصة بحماية هذا التنوع الأحيائي الذي تمتلكه مصر، ويعد جزءًا من ثروتها الاقتصادية، واحتياطي استراتيجي للعملية التنموية في مصر، في ظل تزايد الاحتياجات المجتمعية مع تزايد تعداد السكان المتوقع خلال العقود المقبلة.
ويبقى أن يتم الالتزام بتنفيذ تلك الخطط على أرض الواقع، في ظل تسارع التدهور البيئي الناجم عن التغيرات المناخية.