تمكين المرأة × تغير المناخ
في عالم اليوم المتشابك، من المهم أن نتخيل حياتنا كسلسلة من الأجزاء المتصلة والمتحركة التي تعمل في تآزر.
وعلى سبيل المثال، مفهوم «الاقتصاد» ليس أكثر من سلسلة من الخيارات التي نتخذها كل يوم، والتي تؤدي إلى نتائج مما يؤدي إلى الأرقام.
وبالمثل، فإن تغير المناخ ليس منعزلا، بل هو سلسلة من الخيارات في حياتنا اليومية، إنها مرتبطة بسلسلة من الأحداث، أحدها المساواة بين الجنسين وهي عملية ديناميكية تلعب فيها الثقافة والمجتمع دورا أساسيا.
أحد الأبحاث الجديدة يظهر أن تمثيل المرأة في البرلمانات الوطنية يقود الدول إلى تبني سياسات أكثر صرامة بشأن تغير المناخ، وأن هناك علاقة إيجابية بين المساواة بين الجنسين وتغير المناخ كما هو الحال مع المجتمع الكويتي، حيث لاتزال المساواة بين الجنسين خاصة في صنع القرار قضية مقوضة، بالتالي يساوي تقليل الإجراءات والسياسات المناخية كما هو متوقع في البحث.
منذ أن أعلنت «بلومبيرغ» مؤخرا أن المناخ في الكويت يمثل مصدر قلق كبير، وأنه قد لا يكون صالحا للعيش في المستقبل القريب، وأننا متأخرون كثيرا عن جيراننا فيما يتعلق بالوصول إلى أهدافنا المتعلقة بتغير المناخ، فقد تكون أهمية التحسينات في المساواة بين الجنسين هي طريقنا لتحقيق النجاح، وهو أمر حاسم ليس فقط للنساء ولكن للمجتمع ككل.
هناك مجموعة من الأسباب المحتملة للحقائق المذكورة أعلاه، ومن وجهة نظر علم النفس يمكن أن يفسر «التعاون والحذر» السائدان علميا في الإناث هذه النتائج.
وبعبارة أخرى، تعكس السياسيات هذه السمات الطبيعية المهيمنة في صنع السياسة أكثر من الرجال.
كما أن هناك تفسيرا آخر يأتي من المدرسة الاجتماعية والنفسية للفكر، مدعيا أن النساء أكثر ابتكارا وقدرة على الارتجال باستخدام «قدرتهن التكيفية» المتميزة، وإيجاد طرق ذكية لمكافحة المشاكل باستمرار على المستوى العملي الجزئي مثل الأسرة.
علاوة على ذلك، ونظرا لأنهن يقدمن الرعاية الأساسية في المنزل والمدارس، من المرجح أن يمارسن القرارات الصديقة للبيئة والتأثير على الأجيال القادمة للمشاركة بشكل اعتيادي أيضا.
وكما حذر الباحث كريم جمال بمقالته في حقبة السبعينيات «فقط في دول غنية مثل الكويت، عندما يكون الناس غير مبالين بأخطائهم، يمكنهم الاستمرار في ارتكابها».
يبدو أن هذه النعم إن اعترفنا بها أم لا، فقد تجاوزت منطقنا وتعاطفنا مع كوكبنا، وأيضا أجيالنا المستقبلية التي نسرقها حاليا من مناخ معقول وموارد متجددة.
لــكن السؤال الحقيقي يبقى: هل مازال مناخنا يدفع ثمن هذه الأخطاء، أم أن الوقت قد نفد؟