حول قمة المناخ COP27 وضرورة الوصول لتفاهمات
تستعد مصر حاليا لتنظيم قمة المناخ القادمة COP 27 المقرر عقدها في شرم الشيخ نهاية العام الجاري 2022، وهناك حالة من الاستنفار الحكومي لضمان خروج المؤتمر بشكل مشرف لمصر.
ويترقب المهتمين بالشأن البيئي في العالم هذه القمة في ضوء جهود بناء إجماع دولي بشأن جهود مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية التي تهدد إستمرار التهديدات الخطيرة لمظاهر الحياة البشرية علي كوكب الارض من جراء تداعيات التغيرات المناخية خاصة في ظل زيادة وتيرة الآثار البيئية الخطيرة لتلك الظاهرة، علي المستويات الإقتصادية والاجتماعية والسكانية، خاصة في ظل التباطؤ النسبي الذي ساد جهود المجتمع الدولي بشأن التصدي لتلك الظاهرة.
وتعد مصر من الدول الأكثر تضررا رغم أنها من الدول الأقل مساهمة في التراكمات التي أدت إلي هذه التغيرات المناخية.
وتعد مصر ممثل للدول النامية والمتضررة لهذا يعد تنظيمها للقمة القادمة أمر مهم وينبغي إستغلاله جيدا من جانب معسكر المتضررين.
وتتعرض مصر للعديد من المخاطر من جراء ظاهرة التغيرات المناخية أهمها، مخاطر غرق الأجزاء منخفضة من الساحل الشمالي نتيجة إرتفاع مستوي سطح البحر، كما يحتمل أن يتأثر إيراد مصر من مياه النيل نتيجة التغيرات المناخية وهو ماسيسبب تداعيات خطيرة علي الزراعة وبالتالي علي خصوبة وإنتاجية الأراضي الزراعية ومن ثم تراجع الأمن الغذائي وزيادة معدلات سوء التغذية، وهو ما سيؤدي إلي ٱثار سلبية علي الصحة العامة.
كما سيؤدي إرتفاع متوسط درجات الحرارة إلي زيادة معدلات البخر من المياه العذبة وهو ما يزيد من إستهلاك المياه في قطاع الزراعة. وسيؤدي كل ذلك إلي تغير في التركيبة المحصولية.
كما ستتأثر الصحة العامة بسبب إرتفاع متوسط درجة الحرارة الذي سيسبب إنتشار بعض الأمراض والأوبئة المرتبطة بالجو الحار، كما ستزيد حالات الوفاة وتكلفة نظام الرعاية الصحية. كما ستتأثر بعض الأنشطة السياحية الساحلية بسبب غرق أجزاء من السواحل، فضلا عن إنعكاسات إرتفاع درجات الحرارة علي تدفق الأفواج السياحية الخارجية.
وبالنسبة للجهود المصرية علي المستوي السياسي، فقد شاركت مصر مؤخرا عدد من الفعاليات الدولية التي تعد تخدم إستعدادات مصر والمجتمع الدولي لقمة المناخ من بينها مشاركة مصر ومشاركه الرئيس في عدد من المؤتمرات التحضيرية للقمه ومنها مؤتمر باريس محيط واحد، وجولات وزير الخارجية المصري في عدد من الدول بما يمثل تحضيرا للقمة المناخية المرتقبة.
وعلي الصعيد التنظيمي، فمن الواضح حرص الحكومة علي إخراج القمة بشكل لائق أمام العالم، حيث تجري العديد من التحضيرات خاصة في شرم الشيخ التي يتم تنفيذ عدد من المشروعات المتنوعة بهدف تعميق هويتها كمدينة خضراء لكي تكون لائقة لاستضافة قمة ينتظر العالم أن تعطي دفعة قوية لجهود حماية الكوكب من تداعيات التغيرات المناخية وفي إطار سياسات التنمية المستدامة.
وقد أعلنت الجهات المختصة أنها تسعي لتعزيز إستخدامات النقل النظيف في شرم الشيخ ودعم إستخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة.
ولكن ينبغي الفصل بين البعد التنظيمي للقمة وبين قدرة القمة علي الوصول إلي تفاهمات بشأن ما ينبغي فعله والتزامات كل دولة تجاه خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة التغيرات المناخية.