قال د.هنري كوكوفو، مبعوث غانا للمناخ في COP27، ورئيس تحالف الدول المعروف باسم منتدى ضعفاء المناخ (CVF) إنه يأمل أن يصل العالم لاتفاق بشأن تغير المناخ قبل مغادرة شرم الشيخ، مطالبًا أن تكون إحدى نتائج المؤتمر بإقرار حزمة تمويل سريع ومخصص لأفريقيا نظرًا لظروفها واحتياجاتها الخاصة في مواجهة تغير المناخ، وبعد ذلك يمكن للبلدان النامية الوصول إلى هذا النوع من التمويل.
أشار كوكوفو، في لقاء خاص مع أوزون على هامش مشاركته في فعاليات COP27، أن أفريقيا تحتاج لحوالي 16 تريليون دولار أمريكي للتغلب على تحديات المناخ وتنفيذ مساهماتها المحددة وطنياً، مؤكدًا أن المفاوض الأفريقي لديه طريق طويل ليقطعه فيما يخص مسألة التمويل.
طالب كوكوفو بتوفير مصدر تمويل عملي ومستدام لأفريقيا والبلدان التي تضررت بشدة من تغير المناخ، وضرورة تبسيط عملية الوصول إلى التمويلات.
تحدث المبعوث الغاني عن مدى تعقيد الحصول على تمويل لمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، وأن الدول تضطر لخوض سلسلة من الإجراءات والعمليات المعقدة والطويلة للحصول على الأموال، لأن معايير الجهات المانحة وأجنداتها الخاصة تشترط هذه الاجراءات، وذلك في ظل مواقف طارئة وأحداث كارثية لا تحتمل الانتظار لمعالجتها.
قال: ” من الممكن أن تتقدم بطلب تمويل لمعالجة خسائر ناجمة عن كارثة مفاجئة، وتتطلب استجابة في خلال ساعات لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، ثم تضطر في بعض الأحيان للانتظار لمدة خمس سنوات”.
أضاف: “هناك فيضان مفاجئ والناس يموتون وسبل العيش مهددة، ويجب إصلاح ذلك في فترة زمنية قصيرة جدًا، لكن عليك الانتظار لتقييم طلب التمويل، وعليك أن تمر عبر سلسلة من الاجراءات، لم يعد ذلك مناسبًا بأي حال من الأحوال، نحتاج طريقة أقل تعقيدًا للحصول على التمويل من أجل العمل المناخي”.
حول كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة المناخ قال المبعوث الغاني إنه على الرغم من عودة الولايات المتحدة في عهد بايدن مرة أخرى إلى اتفاقية باريس لمعالجة الاحترار العالمي وتغير المناخ، إلا أنه كان يتوقع من الرئيس الأمريكي مزيدًا من الالتزام بالتمويل.
قال: “كنا نتوقع أن يظهر الرئيس الأمريكي مزيدًا من القيادة في الالتزام تخصيص أموال جديدة لمساعدة البلدان الفقيرة على مواجهة تغير المناخ، لكن الأمر لم يكن كذلك”.
عن رأيه في استضافة مصر لمؤتمر المناخ والجانب التنظيمي للمؤتمر قال: ” استمتعنا بكرم الضيافة في شرم الشيخ، والترتيبات تسير بشكل جيد للغاية، والتنظيم رائع، وكذلك الأحداث الجانبية المختلفة، كانت مهمة لحد كبير، وأأمل أن يخرج العالم من شرم الشيخ، أرض السلام، بتوافق حول السلام مع المناخ والأرض”.
دعا كوكوفو، في نهاية تصريحاته، العالم للاتفاق بشأن التمويل خلال COP27، مؤكدًا أن ما سوف تسفر عنه المفاوضات في شرم الشيخ سيحدد مستقبل العالم بأكمله.
قال المبعوث الغاني في رسالة لقادة العالم عبر أوزون: “لا بديل عن التوافق من أجل الكوكب بأسره ومن أجل مستقبل جيل الشباب، ومن سيرثون الأرض بعدنا”.
جدير بالذكر أن تحالف منتدى ضعفاء المناخ (CVF) هو تحالف عالمي تحت مظلمة الأمم المتحدة، يضم البلدان التي تتأثر بشكل غير متناسب بعواقب تغير المناخ.
يتألف تحالف (CVF) من 48 دولة من إفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية والمحيط الهادئ، ويشارك في مفاوضات المناخ كتكتل يعبر عن هذه البلدان.
ويعالج التحالف الآثار السلبية لتغير المناخ نتيجة لزيادة نقاط الضعف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
تسعى هذه البلدان بنشاط إلى حل حاسم وعاجل للتكثيف الحالي مع تغير المناخ، على الصعيدين المحلي والدولي.
وتشكل CVF أيضًا لزيادة مساءلة الدول الصناعية حول عواقب تغير المناخ العالمي.
كما يهدف إلى ممارسة ضغوط إضافية من أجل اتخاذ إجراءات لمواجهة التحدي، بما في ذلك الإجراءات المحلية من قبل البلدان التي تعتبر عرضة للإصابة.
القادة السياسيون المشاركون في هذه الشراكة “يستخدمون وضعهم كأكثر دول عرضة لتغير المناخ من أجل الضغط بقوة على طاولة المفاوضات.
يشارك التحالف في مفاوضات الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، الذي أعلن في جلسته الإجرائية في 6 نوفمبر 2022 أدراج بند الخسائر والأضرار لأول مرة على جدول أعمال المؤتمر؛ لمعالجة الخسائر والأضرار والتعويضات التي تقدمها الدول المتقدمة للدول النامية والمتضررة بشكل أكبر من مخاطر التغير المناخي والتي لم تسهم بشكل كبير في الانبعاثات التي أدت إلى الاحترار العالمي.