تقول المجموعة الأفريقية للمفاوضات بشأن تغير المناخ (AGN) إن أفريقيا يجب أن تضع استراتيجيات واضحة على المستويين التقني والسياسي استعدادًا لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ (COP-28) المقرر عقده في دبي، الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر/ ديسمبر 2023.
قالت رئاسة AGN إن استضافة أسبوع المناخ الإفريقي المقرر عقده في سبتمبر في نيروبي، يوفر فرصة لكل من الأذرع الفنية والسياسية لقيادة المناخ في إفريقيا لاستنباط استراتيجيات واضحة وضمان مشاركة ناجحة لأفريقيا في COP-28.
قال إبراهيم شيتيما رئيس المجموعة خلال اجتماع لجنة التخطيط والتوجيه لأسبوع المناخ الأفريقي المقرر عقده في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2023: ” يجب استخدام أسبوع المناخ في إفريقيا ليكون بمثابة جسر سياسي بين نتائج COP-27 وأولويات COP-28 لأفريقيا.
وتابع: “على خلفية النتائج التي توصل إليها تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بالإضافة إلى الأدلة القصصية لتأثيرات تغير المناخ على أفريقيا، يجب أن تضع إفريقيا استراتيجيات على جميع المستويات قبل مؤتمر الأطراف رقم 28”.
وأضاف: “هذا هو السبب في أننا انتهزنا فرصة أن نكون جزءًا من لجنة التخطيط والتوجيه لهذا الحدث المهم، لأننا نعتقد أنه من المهم أن يساهم عملنا كمفاوضين على المستوى التقني في قمة المناخ في إفريقيا.”.
سلط رئيس AGN الضوء على بعض بنود جدول الأعمال الحاسمة لأفريقيا في COP-28، والتي تشمل؛ التقييم العالمي، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، وبرنامج العمل على مسارات التحولات العادلة، التي تهم إفريقيا بشكل كبير.
التقييم العالمي والمجموعة الأفريقية
دعت مجموعة المفاوضين الأفارقة بشأن تغير المناخ (AGN) قبل المرحلة النهائية من عملية التقييم العالمي (GST)، والتي تعلن نتائجها النهائية في وقت لاحق من هذا العام، إلى اتباع نهج متوازن من خلال التخلص مما تسميه بـ التحيز المتأصل للتخفيف على حساب التكيف.
التقييم العالمي، على النحو المنصوص عليه في المادة 14 من اتفاق باريس (GST)، هو عملية لتقييم تنفيذ اتفاق باريس بهدف رصد التقدم الجماعي للعالم نحو تحقيق الغرض من الاتفاقية وأهدافها طويلة الأجل.
بدأت مراحل التقييم الأول في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في جلاسكو في نوفمبر 2021 ومن المتوقع أن تختتم وتعلن نتائجها في COP28.
تستغرق عملية التقييم الواحدة سنتان، وتحدث كل خمس سنوات وفق اتفاقية باريس.
وفي معرض حديثه خلال اجتماع رؤساء الوفود، الذي نظر في العناصر الرئيسية للنتائج المرجوة من عملية التقييم العالمي عبر مختلف المجالات المواضيعية، قال إبراهيم شيتيما، رئيس المجموعة إنه ينبغي تصحيح التحيز المتأصل لصالح التخفيف مقابل إيلاء الاهتمام الكافي لاحتياجات التكيف، والاعتراف بإجراءات التكيف كجزء من مساهمة الأطراف في الجهد العالمي.
وقال شيتيما: “يجب أن تكون النتيجة شاملة ومتوازنة وأن تيسر التقدم في جميع المجالات المواضيعية، وأن تحترم القضايا ذات الأولوية لجميع الأطراف وأصحاب المصلحة”.
وأضاف: “يجب تصحيح التحيز المتأصل لصالح التخفيف بينما ينبغي إيلاء الاهتمام الكافي لاحتياجات التكيف والاعتراف بإجراءات التكيف كجزء من مساهمة الأطراف في الجهد العالمي”.
كما دعا رئيس المجموعة الإفريقية إلى أن تغطي نتائج التقييم العالمي حالة الجهود الحالية والثغرات والخيارات لسدها بشكل منصف، مع التركيز بشكل خاص على التمويل ووسائل التنفيذ الأخرى اللازمة لزيادة الطموح.
وقال: “ينبغي أن يستند ذلك في المقام الأول إلى احتياجات البلدان النامية؛ ومن ثم يجب تطبيق “نهج قائم على الاحتياجات” على جميع عناصر العمل المناخي للبلدان النامية للمساهمة بفعالية في العمل المناخي”.
التمويل
دعا مؤتمر الأطراف في COP27 إلى زيادة زخم الإصلاحات في بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية وكذلك إلى اتخاذ هذه المؤسسات إجراءات حاسمة لزيادة تمويل المناخ في عام 2023 وجعل ترتيباتها المؤسسية مناسبة للغرض.
تقول مجموعة لا ينبغي أن ينظر إليها كتحول في الالتزامات المالية المناخية للدول المتقدمة.
قال شيتيما، إن دعوة مؤتمر الأطراف لزيادة الزخم في إصلاح بنية تمويل المناخ جاءت في الوقت المناسب ومهمة للغاية ولكن لا ينبغي تحويلها إلى عذر للدول المتقدمة.
حذر شيتيما: “في رأينا أن هذا القرار مهم للغاية ولكن لا ينبغي اعتباره تحولاً للالتزامات المالية للدول المتقدمة إلى المصارف المتعددة الأطراف ومؤسسات التمويل الدولية”.
وذكر أن المجموعة الأفريقية تريد أن ترى “تقدمًا في تسليم 100 مليار دولار سنويًا، ومضاعفة تمويل التكيف والهدف الجديد للتمويل المحدد كميا.”.
التكيف وإفريقيا
بينما تواصل الأطراف المتقدمة الضغط من أجل جهود التخفيف الشاملة من قبل جميع الأطراف بغض النظر عن المساهمات التاريخية والحالية في الانبعاثات والظروف العالمية، دعت المجموعة الإفريقية والأطراف النامية الأخرى في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إلى مزيد من الطموح والموارد الخاصة بنهج التكيف لدعم الأطراف النامية في التعامل مع الآثار المدمرة لتغير المناخ التي تعاني منها بالفعل.
يقول السكرتير الدائم لوزارة الاقتصاد الأخضر والبيئة في زامبيا المهندس جون مسيموكو إن التكيف لا يزال يمثل أولوية رئيسية لأفريقيا في مفاوضات المناخ لهذا العام.
قال المهندس مسيموكو، خلال حديثه في الافتتاح الرسمي للاجتماع التحضيري الأول لمجموعة المفاوضين الأفارقة بشأن تغير المناخ في ليفينغستون، زامبيا، مارس الماضي، إن التكيف أمر أساسي لإفريقيا، حيث لا يزال الناس والبنية التحتية والنظم الإيكولوجية يعانون من الصدمات المناخية والضائقة الاقتصادية.
وأضاف: “أفاد أحدث تقرير علمي صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن إفريقيا ستحتاج إلى ما يصل إلى 86.5 مليار دولار أمريكي للتكيف وحده بحلول عام 2030”.
تساهم إفريقيا بحوالي 4٪ فقط من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، رغم أنها من أكثر المناطق المتأثرة بتغير المناخ في العالم.
تابع مسيموكو: “دعونا نواصل الضغط من أجل الاحتياجات والظروف الخاصة لإفريقيا في COP28 هذا العام. هناك حاجة إلى جدول أعمال تحويلي بشأن التكيف في COP28”.
سيعقد COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهاية العام، وعقدت المجموعة الإفريقية، التي ترأسها زامبيا حاليا، اجتماعها التحضيري الأول لعام 2023 في نهاية مارس الماضي.
جدير بالذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حددت أربعة أسابيع إقليمية للمناخ هذا العام لبناء الزخم قبل COP 28 واختتام أول تقييم عالمي، مصمم لتمهيد الطريق لتحقيق الأهداف الرئيسية لاتفاق باريس.
أعلن الأمين التنفيذي لتغير المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل، عند إعلانه عن الأسابيع الأربعة المحددة للمناخ في وقت سابق من شهر مارس، أن “التقييم العالمي يمثل نقطة تحول حاسمة عندما يتعلق الأمر بالجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ، إنها لحظة لإلقاء نظرة فاحصة على الوضع في كوكبنا ورسم مسار أفضل للمستقبل”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى أصحاب المصلحة الإقليميين لتحديد ما يناسبهم، وتقديم الخطط والاستراتيجيات في COP 28 في دبي والتي تكون قابلة للتطبيق إقليمياً. سيكون هذا هو الدور الرئيس لأسابيع المناخ الإقليمية هذا العام “.
ستستضيف حكومة كينيا أسبوع المناخ الأفريقي، وسيتم تنظيم الحدث بالتوازي مع قمة العمل المناخي الأفريقية (4-6 سبتمبر)، التي تستضيفها كينيا أيضًا.
تجمع أسابيع المناخ الإقليمية بين مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة من أجل التعاون الإقليمي بشأن تغير المناخ. ويضم المشاركون ممثلين عن الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات التنمية ومجموعات الشباب والمجتمع المدني. توفر الأحداث العديد من الفرص للانخراط في حوارات موجهة نحو الحلول، لبناء شراكات جديدة والتعاون في مشاريع العمل المناخي.