تعاني القارة السمراء منذ ستينات القرن الماضي على الأقل من أزمات عدة بسبب تغير المناخ الذي أثر بشكل كبير على الموارد الاقتصادية أبرزها تأثر الزراعة التي تعتبر المورد الأهم للمواطن الأفريقي والصيد الذي يعتمد عليه آلاف السكان في القارة السمراء خاصة المقمين في المناطق الساحلية هذا فضلًا عن موارد الطاقة التي تذخر بها افريقيا من طاقة شمسية وطاقة الرياح التي تحول إلى طاقة كهربائية فضلًا عن خسارة المواد الخام التي لا تستطيع القارة استغلالها بشكل جيد وكل هذا يعود بالسلب على المواطن الأفريقي ويتسبب في انحدار مستوى المعيشة.
الإحصائيات العالمية كفتش أن أفريقيا لا تتسبب سوى في 1% من مسئوليتها اتجاه تلويث المناخ وتغييره إلا أنها هي الأكثر تضررًا من هذه التغييرات المناخية، ما يلقي بمسئوليات كبيرة على المسئولين والمواطنين الأفارقة أن يوفروا أجواء مناسبة للاستثمار حتى يتمكنوا من رفع مستوى حياتهم بشكل أفضل.
ورغم أن كبار الملوثين التاريخيين للمناخ وهم الدول الغربية في المرتبة الأولى ثم الصين أقروا بتحملهم المسئولية عن هذه التغييرات المناخية وعملوا على ووضعوا التزامات يتم تأجيل تنفيذها عامًا بعد الآخر ولعل أبرزها ما تعهدوا بيه في cop15 بتمويل تمويلات سنوي تقدر بـ 100 مليار دولار والذي عرف باسم اتفاق باريس للمناخ التاريخي ووقع عليه دول العالم بأقطابه الصناعية لكن هذا التمويل لا يوفر سوى 20% حتى الآن.
لكنه شهد تطورًا كبيرًا في COP27 بمدينة شرم الشيخ بعد الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار العام الماضي بهدف تخفيف الكوارث غير المتوقعة المرتطبة بالمناخ في الدول الناشئة.
في الوقت ذاته تعتزم مجموعة الدول العشرين G20 ضم الاتحاد الإفريقي إليها، لتكون أحدث الخطوات الدولية الكبيرة التي يُنتظر منها الكثير إفريقياً، حيث ستصبح عضوية الاتحاد الإفريقي كاملة كعضوية الاتحاد الأوروبي والدول ال19 أعضاء المجموعة، وهم يشكلون 85% من الناتج القومي الإجمالي للعالم، و75% من التجارة العالمية، حيث سيتغير اسم المجموعة لتصبح مجموعة الواحد والعشرين بعد انضمام الإتحاد الأفريقي إليها.
العرض الاخر هو ما قدمه الاتحاد الاوروبي في قمة نيروبي بتوسيع الشراكة بينهما بإنشاء مشروعات خضراء مستدامة هذا فضلا عن تعهد الإمارات بتمويل مشروعات طاقة خضراء في القارة الأفريقية بقيمة 4.5 مليار دولار، وفقًا لما أعلنه سلطان الجابر الرئيس المعين لـ كوب 28 بدبي.
لكن هناك سؤال يبحث عن إجابة وهو كيف تساعد أفريقيا نفسها وهو ما يجيب عليه الدكتور مجدي علام مستشار المناخ العالمي في تصريح خاص لـ “أوذون” حيث أكد أنه لابد من اتخاذ بعض الخطوات السريعة التي تهدف لاستعادة النظم البيئة مرة أخرى في أفريقيا على رأسها استعادة مساحات الاراضي المتصحرة مرة ثانية.
وأضاف “علام”، اليوم، أن ضمن هذه الحلول هي إنشاء صوب زجاجية وشتلات وجذور مقاومة للجفاف وصناعة بذور نباتية تستطيع مواجهة الملوحة، وإقامة ثلاثة زراعات في أرض واحدة مثل زراعة البرسيم مع البلح والفاكهة في آن واحد وفي نفس الأرض وهو ما يساهم في خفض التكاليف.
وعن تكلفة التمويل قال مستشار البيئة العالمي إن استعادة النظم البيئة يحتاج إلى تمويل كبير يجب أن تقوم به الدول المتسببة في التغييرات المناخية، معربًا عن سعادته بالمبادرات الجديدة التي كان أخرها ما حدث في مؤتمر كينيا وهو إنشاء صندوق للتمويل.