أتريد أن تعرف لماذا ستكون الكوارث الطبيعية القادمة في عالمنا العربي أشد وطأة؟
هكذا قدم الباحث المصري الدكتور عصام حجي للتغطية الصحفية لدراسته الأخيرة عن المخاطر التي تهدد الاسكندرية في أحد أهم الدوريات العلمية المتخصصة في دراسة المدن في تعليق له على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأجاب حجي على سؤاله بالتالي: لان ما ينفق في استضافة مؤتمرات التغير المناخي هو أضعاف ما ينفق في دراسة التغير المناخي، ولان الميزانية السنوية لأي برنامج دراسات للكوارث الطبيعية لا يتعدى الميزانية اليومية لمطعم وجبات سريعة، ولان نتائج الابحاث التي يكتبها العلماء لنشر الوعي بهذه الظواهر لا تجد مكان بين الحديث المسترسل عن توافه الأمور، ولان العلم أصبح مادة للسخرية بين الفقراء ومادة للفخر بين الاثرياء، فلا ينفع كلاهما بشيء يذكر.
وأنهي حجي تعليقه بقوله: “ما نراه الآن بالتأكيد ليس الاسوأ وانما هو إنذار بما هو أسوء.”
تحول المجاري المائية في مدينة الإسكندرية الساحلية
وجدت الدراسة الجديدة التي شارك فيها العالم المصري عصام حجي، وقادت الدراسة الدكتورة سارة فؤاد من الأكاديمية العربية للنقل البحري بالإسكندرية، بالتعاون بين جامعة ميونخ وجامعة كاليفورنيا، عن تحول المجاري المائية في مدينة الإسكندرية الساحلية أن النمو الحضري السريع وغير الرسمي أدى إلى تدهور المجاري المائية في الإسكندرية.
قد أدى ذلك إلى عدد من العواقب السلبية، بما في ذلك: انخفاض جودة المياه، وزيادة خطر الفيضانات، وانخفاض الوصول العام إلى المجاري المائية، وفقدان التنوع البيولوجي.
وجدت الدراسة أيضًا أن تحول المجاري المائية قد ساهم في انقطاع الجمهور عن إرث المدينة البحري وخصائصها المرئية وبيئتها. كما أدى هذا الانقطاع إلى خفض مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ، مما زاد من ضعف المدينة للمخاطر الساحلية القادمة.
وتنتهي الدراسة توصياتها بالدعوة إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية في الإسكندرية، كما توصي بأنه يجب أن يركز هذا النهج على استعادة الوظيفة البيئية للمجاري المائية، وتحسين الوصول العام، وتعزيز مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ.
أهمية هذه الدراسة
بعض النتائج الرئيسية لهذه الدراسة:
- أدى النمو الحضري السريع وغير الرسمي في الإسكندرية إلى تدهور المجاري المائية.وساهمت مجموعة متنوعة من العوامل في النمو الحضري السريع وغير الرسمي في الإسكندرية، بما في ذلك الهجرة الريفية، والتوسع الاقتصادي، ونقص الإسكان الملائم. أدى هذا النمو إلى الضغط على المجاري المائية، مما أدى إلى تدهورها.
- تشمل العواقب السلبية لتحول المجاري المائية انخفاض جودة المياه وزيادة خطر الفيضانات وانخفاض الوصول العام إلى المجاري المائية وفقدان التنوع البيولوجي.
- أدى تحول المجاري المائية أيضًا إلى انقطاع الجمهور عن إرث المدينة البحري وخصائصها المرئية وبيئتها.تشمل عواقب تحول المجاري المائية انخفاض جودة المياه وزيادة خطر الفيضانات وانخفاض الوصول العام إلى المجاري المائية وفقدان التنوع البيولوجي.
- تأثير تحول المجاري المائية على التكيف مع المناخ: أدى تحول المجاري المائية إلى انقطاع الجمهور عن إرث المدينة البحري وخصائصها المرئية وبيئتها. أدى هذا الانقطاع إلى خفض مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ، مما زاد من ضعف المدينة للمخاطر الساحلية القادمة.
- نهج إدارة المجاري المائية الأكثر تكيفًا: يدعو الباحثون إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية في الإسكندرية يركز على استعادة الوظيفة البيئية للمجاري المائية وتحسين الوصول العام وتعزيز مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ. يدعو الباحثون إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية في الإسكندرية يركز على استعادة الوظيفة البيئية للمجاري المائية وتحسين الوصول العام وتعزيز مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ.
بعض الأمثلة المحددة لكيفية تأثير تحول المجاري المائية على الإسكندرية:
- انخفاض جودة المياه:
أدى تلوث المجاري المائية إلى انخفاض جودة المياه، مما أدى إلى زيادة خطر الأمراض المنقولة بالماء.
- زيادة خطر الفيضانات:
أدى البناء غير القانوني على طول المجاري المائية إلى زيادة خطر الفيضانات.
- انخفاض الوصول العام إلى المجاري المائية:
أدى بناء الأسوار والحواجز على طول المجاري المائية إلى انخفاض الوصول العام إليها.
- فقدان التنوع البيولوجي:
أدى تدهور المجاري المائية إلى فقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك الأسماك والنباتات والحيوانات الأخرى.
من المهم ملاحظة أن نتائج هذه الدراسة تستند إلى دراسة حالة لمدينة الإسكندرية. ومع ذلك، فإن النتائج لها تداعيات محتملة على المدن الساحلية الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة.
تعد الدراسة مهمة لأنها تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين التنمية الحضرية والمجاري المائية والقدرة على الصمود الساحلي.
كما أنها توضح كيف يمكن أن يكون لتحول المجاري المائية عواقب سلبية على الصحة العامة والرفاهية والسلامة العامة.
توفر هذه الدراسة نظرة ثاقبة حول التحديات التي تواجهها المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم. وتتضمن نتائج الدراسة تداعيات على المدن الساحلية الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة.
يمكن أن تساعد نتائج الدراسة هذه المدن على تطوير سياسات وممارسات أفضل لإدارة المجاري المائية وحماية البيئة وتعزيز القدرة على الصمود الساحلي.
تحتاج هذه المدن إلى تطوير نهج تكيفي لإدارة المجاري المائية يوازن بين احتياجات التنمية مع الحاجة إلى حماية البيئة وخفض الضعف للمخاطر الساحلية.
نقاط القوة:
تسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين التنمية الحضرية والمجاري المائية والقدرة على الصمود الساحلي.
وتوضح كيف يمكن أن يكون لتحول المجاري المائية عواقب سلبية على الصحة العامة والرفاهية والسلامة العامة. كما تدعو إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية.
تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين التنمية الحضرية والمجاري المائية والقدرة على الصمود الساحلي: تقدم الدراسة نظرة ثاقبة حول التحديات التي تواجهها المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن تساعد نتائج الدراسة هذه المدن على تطوير سياسات وممارسات أفضل لإدارة المجاري المائية وحماية البيئة وتعزيز القدرة على الصمود الساحلي.
توضح الدراسة كيف يمكن أن يؤدي تحول المجاري المائية إلى انخفاض جودة المياه وزيادة خطر الفيضانات وانخفاض الوصول العام إلى المجاري المائية وفقدان التنوع البيولوجي.
يمكن أن تساعد هذه المعلومات المدن على اتخاذ خطوات لمنع أو تقليل هذه العواقب.
تدعو إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية: تدعو الدراسة إلى نهج أكثر تكيفًا لإدارة المجاري المائية يركز على استعادة الوظيفة البيئية للمجاري المائية وتحسين الوصول العام وتعزيز مشاركة الجمهور في التكيف مع المناخ.
هذا النهج يمكن أن يساعد المدن على مواجهة تحديات التنمية الحضرية والتغير المناخي.
نقاط الضعف:
تعتمد الدراسة على دراسة حالة لمدينة الإسكندرية: وقد لا تكون النتائج قابلة للتطبيق على المدن الساحلية الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة.
لا تقدم الدراسة توصيات محددة حول كيفية تنفيذ نهج إدارة المجاري المائية الأكثر تكيفًا: وستكون هذه التوصيات مفيدة للمدن التي تسعى إلى تطبيق نهج مماثل.
بشكل عام، تعد دراسة تحول المجاري المائية في مدينة الإسكندرية الساحلية دراسة مهمة تقدم رؤى جديدة حول كيفية إدارة المجاري المائية في المدن الساحلية.
مع ذلك، هناك بعض العيوب المحددة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم الدراسة.
كوارث مناخية أشد وطأة في المستقبل
في حديثه لإذاعة “إس بي إس” (SBS) الأسترالية، أكد الدكتور عصام حجي أن المنطقة العربية ستشهد كوارث مناخية أشد وطأة في المستقبل.
أوضح أن تغير المناخ هو السبب الرئيسي لهذه الكوارث، حيث يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى زيادة شدة وتواتر الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير.
أشار حجي إلى أن بعض الحكومات العربية لا تأخذ التوقعات العلمية حول تغير المناخ على محمل الجد، مما يجعلها غير مستعدة لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وأكد الدكتور حجي أن بحثًا أجراه في عام 2021 توقع وقوع كارثة مناخية ستضرب شمال أفريقيا، ولكن لم يتم اتخاذ هذا التوقع على محمل الجد.
لهذا فإن الحكومات العربية بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية، بما في ذلك زيادة الاستثمار في دراسة تغير المناخ ونشر الوعي به، وتعزيز المؤسسات المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية، ومكافحة الفساد.
وبشكل عام، أعتقد أن حديث الدكتور عصام حجي هو حديث مهم. فهو يسلط الضوء على المخاطر التي تواجه المنطقة العربية بسبب تغير المناخ، ويدعو الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه المخاطر.
وأتفق مع الدكتور حجي في أن المنطقة العربية ستشهد كوارث مناخية وأن الكوارث الطبيعية القادمة في عالمنا العربي ستكون أشد وطأة، وذلك لعدة أسباب، منها:
- تغير المناخ: تؤدي تغيرات المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى زيادة شدة وتواتر الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير.
- الضعف المؤسسي: تعاني العديد من الدول العربية من ضعف في المؤسسات المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية، مما يجعلها أقل قدرة على الاستجابة لهذه الكوارث.
- الافتقار إلى الوعي: لا يزال هناك نقص في الوعي العام بمخاطر الكوارث الطبيعية في العالم العربي، مما يجعل الناس أقل استعدادًا لها.
وأعتقد أن الأسباب التي ذكرها تساهم في هذا الوضع، حيث أن عدم تخصيص الموارد الكافية لدراسة الكوارث الطبيعية ونشر الوعي بها يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
أود أن أضيف بعض الأسباب الأخرى التي تساهم في هذا الوضع، منها:
- الفساد: يساهم الفساد في سوء إدارة الموارد وضعف المؤسسات المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية.
- الصراعات المسلحة: تؤدي الصراعات المسلحة إلى تدمير البنية التحتية وزيادة مخاطر الكوارث الطبيعية.
- النمو السكاني: يؤدي النمو السكاني السريع في العالم العربي إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق الساحلية والمناطق المعرضة للكوارث الطبيعية، مما يزيد من مخاطر هذه الكوارث.
وأعتقد أيضا أنه من المهم اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الأسباب، وذلك من أجل الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في العالم العربي. كما أعتقد أن عدم أخذ بعض الحكومات العربية للتوقعات العلمية حول تغير المناخ على محمل الجد هو أمر خطير. ويؤدي هذا إلى عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الكوارث الطبيعية، مما يؤدي إلى وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وفيما يلي بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد في الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في العالم العربي:
- زيادة الاستثمار في دراسة الكوارث الطبيعية ونشر الوعي بها.
- تعزيز المؤسسات المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية.
- مكافحة الفساد.
- حل الصراعات المسلحة.
- السيطرة على النمو السكاني.
كما أعتقد أن تنفيذ هذه التوصيات سيساعد في الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وحماية الأرواح والممتلكات.
اقرأ أيضًا.. سيناريوهات غرق الإسكندرية.. هل يعيد التاريخ نفسه في 2050؟ “تحقيق”