لم يعلم محمد.ع، الطالب في الصف الخامس الابتدائي، أن حرصه على اصطياد الثعابين والحشرات من صحراء قرية أبو رواش بمدينة الجيزة شمالي مصر هو قتل للطبيعة وإخلال بالتوازن البيئي سيدفع ثمنه هو والأجيال المقبلة عاجلًا أم آجلاً، لكن اعتبر ذلك مغامرة وكسب للقمة العيش في آن واحد.
في قرية أبورواش جنوب محافظة الجيزة، اتخذ أهالي القرية صياد الثعابين والأفاعي والحشرات والحيوانات من الصحراء مهنة لهم وبيعها لشركات ومؤسسات تستخدمها في إنتاج أدوية ولقاحات وربما آخرين لأعمال مثل السيرك وغيرها من المهن، ليتوارث الأطفال الصغار المهنة من آبائهم الذين ورثوها عن أجدادهم دون علم بخطورة استمرار اصطياد هذه الأنواع من الزواحف والحيوانات وقتلها.
“أوذون” زارت القرية وأجرت لقاءات مع عدد من الاطفال حيث ينقسموا إلى قسمين بداية من عمر 5 سنوات حتى 11 عامًا وهؤلاء يقتصر عملهم على صيد الضفادع والفئران فقط، ويتدربون على صيد الزواحف والحيوانات.
فريق عمل
لكن من هم فوق سن 12 عامًا، فهؤلاء لديهم مهن أكثر خطورة ومغامرة وربما أكثر تدميرًأ للطبيعة حيث يقوموا بصطياد الثعابين والأفاعي والحشرات والحيوانات ويركزون على الأنواع النادرة منها لبيعها وكسب المال منها.
وتجد هذه الأنواع من الثعابين والأفاعي وخاصة النادرة منها رواجًا في البيع عبر الأسواق المتخصصة وشركات المصل واللقاح وحدائق الحيوانات والجامعات، فيما يستثني القانون المصري صيد عدد من الثعابين والأفاعي دون تجريم.
رحلة الصباح
بعد أذان الفجر مباشرة يستيقظ الأطفال مع أبائهم ويشكلون مجموعات ثم يقسمون الصحراء إلى مناطق لتبدأ رحلة البحث عن الفريسة حتى أذان العصر، حيث تشكل كل فريق من 8 صيادين بينهم 3 أطفال ـ وفقًا لعلى عبدالرحمن وهو صائد ثعابين من قرية أبورواش.
يقول “عبدالرحمن”: “بنجيب سيخ حديد كبير ونبدأ نشي ورا خطوات الزواحف لحد ما نوصل للمكان بعدين نبدأ نستدرجهم بالسيخ الحديد لحد ما ندخلهم الكيس وفي نهاية اليوم نأخدهم نسلمهم لمندوبين الشركات أو الجامعات ، على سحب الزبون”.
أما عن دور الأطفال فيقول عمرو عبدالمجيد، صائد، : الأطفال لهم دور كبير لأننا بندخل الطفل بايده الجحر عشان يمسك الثعبان أو الأفاعي لأنه ايده صغيرة وبتدخل بسهولة وبتخرج بسهولة، وبنأخد الثعبان من الطفل نحطه في كيس ونربط عليه كويس عشان ميأذيش حد”.
أما عن صيد الحيوانات المفترسة يضع الطفل “العلفة” مثلما يعرفها وهي عبارة عن بواقي طعام ذو رائحة كريهة، أو يقوم بإشعال ريش الطيور بهدف جذب الحيوانات المفترسة عن طريق الرائحة ثم الانقضاض عليها وإدخالها في مصيدة حديدية والذهاب بها إلى المنزل.
موت محقق
يروي عدد من الصيادين أنهم يعملون جيدًا خطورة هذه الأعمال على حياتهم، لكنهم يجلهون بشكل كبير ما يقومون بيه من تدمير للطبيعة وإخلال بالنظام البيئي مثلما قال الطفل حلمي عمرو: “أنا مش عارف بيئة ايه، إحنا بنشتغل وبنأكل عيش بالحلال وخلاص”.
ويترواح أجر الطفل في هذه المهنة ما بين 200 – 350 جنيه مصري وتصل إلى 800 جنيه مصريًا (30 دولار) أمريكي، فيما يصل أجر الصائد ما فوق 18 عاما من 500 – 4000 جنيه (120 دولار أمريكي).