يعد نهج “الصحة الواحدة” (One Health) نهجًا مثبتًا لصنع السياسات والتعاون بين القطاعات لمنع ظهور وعودة ظهور الأمراض الحيوانية المصدر والأمراض المنقولة بالنواقل، وضمان سلامة الأغذية والحفاظ على الإنتاج الغذائي المستدام؛ والحد من العدوى المقاوِمة لمضادات الميكروبات؛ ومعالجة القضايا البيئية لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة بشكل جماعي، من بين العديد من المجالات الأخرى.
يوم الصحة الواحدة هو حملة دولية تُقام للفت الانتباه والحاجة إلى التواصل والتفاعل بشأن نهج الصحة الواحدة ورؤية “إجراءاته على أرض الواقع”.
وبالإضافة إلى إنقاذ الأرواح وتعزيز الرفاه، تقدم إجراءات “الصحة الواحدة” فوائد اقتصادية ضخمة، وتقدّر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي أن جهود “الصحة الواحدة” يمكن أن تعيد ما لا يقل عن 37 مليار دولار أمريكي سنويا إلى المجتمع العالمي.
ويجري الاحتفال بيوم الصحة الواحدة في 3 نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام. وهو حملة دولية تشارك في تنسيقها لجنة الصحة الواحدة ومبادرة الصحة الواحدة ومؤسسة منصة الصحة الواحدة. والهدف من هذا اليوم هو لفت الانتباه في جميع أنحاء العالم إلى أهمية نهج الصحة الواحدة، وهو نهجٌ يعتمد على فهم كيفية تأثير الإجراءات والسياسات البشرية على صحة الحيوان والبيئة. ويعدّ نهج “الصحة الواحدة” طريقةً مستدامة للعيش المشترك على هذا الكوكب، ويمكن اعتباره أسلوب حياة. ويمكن للأفراد المساهمة في تنفيذه بعدة طرق مختلفة. ولهذا، تدعو منظمة الصحة العالمية قادة العالم إلى ترسيخ الالتزام السياسي وزيادة العمل من أجل الاستثمار في نهج “الصحة الواحدة”.
يهدف يوم الصحة الواحدة إلى:
- زيادة الوعي بمفهوم الصحة الواحدة وفوائده؛
- تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات المعنية بصحة الإنسان والحيوان والبيئة؛
- تشجيع اتخاذ إجراءات لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
يركز يوم الصحة الواحدة لعام 2023 على موضوع “الصحة الواحدة من أجل كوكب صحي”، ويسلط هذا الموضوع الضوء على العلاقة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وكيف يمكننا العمل معًا لتحسين صحة الكوكب. وفي الاحتفال بيوم “الصحة الواحدة” لهذا العام، دعت منظمة الصحة العالمية (WHO) قادة العالم إلى الاستثمار في نهج “الصحة الواحدة” لتوقي ومعالجة التهديدات المشتركة التي تؤثر على صحة ورفاه البشر والحيوانات والنباتات والبيئة معاً.
التحديات
تواجه البشرية وكوكب الأرض اليوم تحديات صحية كبيرة، مثل أزمة المناخ وتلوث المياه وسلامة الأغذية وزيادة تفشي الأمراض.
في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أطلقت المجموعة الرباعية خطة العمل المشتركة للصحة الواحدة (2022-2026)، كإطار عمل للنهوض بنهج الصحة الواحدة وتوسيع نطاقه بشكل مستدام. وتعد الآثار الصحية لأزمة المناخ وتلوث المياه وسلامة الأغذية وزيادة تفشي الأمراض من بين أكبر التحديات التي تواجهها البشرية وكوكب الأرض اليوم.
ويقود التعاون الرباعي بشأن الصحة الواحدة نهج “الصحة الواحدة”، ويضمّ منظمة الصحة العالمية إلى جانب منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، حيث يوفر نهج “الصحة الواحدة” طريقةً لمعالجة هذه التحديات من خلال النظر إلى صحة الإنسان والحيوان والبيئة كنظام واحد.
ويمكن للجميع المساهمة في “الصحة الواحدة” من خلال اتخاذ إجراءات بسيطة في حياتهم اليومية. وهناك العديد من الطرق التي يمكن للأفراد من خلالها الاحتفال بيوم الصحة الواحدة. تشمل بعض الأفكار ما يلي:
- تعلم المزيد عن مفهوم الصحة الواحدة؛
- المشاركة في حدث أو مبادرة تدعم الصحة الواحدة؛
- اتخاذ إجراءات شخصية لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الإجراءات الشخصية التي يمكن للأفراد اتخاذها لتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة والمساهمة في تنفيذ نهج “الصحة الواحدة” بعدة طرق مختلفة:
- ضمان بقاء الأحياء البرية في موائلها الطبيعية وعدم المشاركة في الاتجار بها؛
- ممارسة العادات الصحية المتعلقة بالحيوانات الأليفة وضمان حصولها على التطعيمات اللازمة؛
- الحد من استهلاك اللحوم؛
- تقليل استخدام المواد البلاستيكية؛
- إعادة تدوير النفايات؛
- أخذ علاجات المضادات الحيوية بالطريقة التي يصفها المهنيون الصحيون واستكمال جرعاتها على النحو الموصوف؛
- تجنب وسائل النقل الكثيفة الكربون والسعي لزيادة التنقل بالمشي أو ركوب الدراجات في الرحلات القصيرة، والمشي أو ركوب الدراجة بدلاً من القيادة.
حتى الإجراءات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا. من خلال العمل معًا، يمكننا إنشاء مستقبل أكثر صحة للإنسان والحيوان والبيئة.