قال تقرير جديد صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الحكومات تخطط لإنتاج ضعف كمية الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، وهو ما لا يتناسب مع تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وجد تقرير فجوة الإنتاج لعام 2023: المعنون ’’هل نسير صوب الخفض التدريجي للوقود الأحفوري أم العكس؟ أن كبار منتجي الوقود الأحفوري يخططون لمزيد من الاستخراج على الرغم من تعهداتهم المناخية.
كشف التقرير عن أن الحكومات تخطط لإنتاج حوالي 110٪ من الوقود الأحفوري في عام 2030 بنسبة أكثر مما يتسق مع هدف الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية، وبنسبة 69% أكثر مما يتسق مع حد حصر الاحترار في حدود درجتين مئويتين.
يقدم تقرير فجوة الإنتاج لعام 2023 لمحات قُطرية موسعة حديثا لنحو 20 بلدا رئيسيا منتجا للوقود الأحفوري: أستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وكولومبيا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وكازاخستان، والكويت، والمكسيك، ونيجيريا، والنرويج، وقطر، والاتحاد الروسي، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية.
تظهر هذه الملامح أن معظم هذه الحكومات تواصل تقديم دعم سياسي ومالي كبير لإنتاج الوقود الأحفوري.
توقع تقرير أن يصل الإنتاج العالمي من الوقود الأحفوري في عام 2030 إلى ما يزيد عن ضعفي المستويات التي تعتبر متوافقة مع تحقيق أهداف المناخ الواردة في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
يأتي تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يقيّم الفجوة في تخفيضات إنتاج الوقود الأحفوري وما هو مطلوب لتحقيق أهداف المناخ، قبل انعقاد مؤتمر المناخ العالمي الذي يبدأ في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني في الإمارات.
اقرأ أيضًا.. رسائل وكالة الطاقة الدولية: إنهاء التوسع في الوقود الأحفوري الآن أو كوارث مناخية
التخلص التدريجي من الوقد الأحفوري
قالت بلوي أشاكوليسوت العالمة بمعهد ستوكهولم للبيئة والمشاركة الرئيسية في صياغة التقرير في إفادة صحفية “التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري هو إحدى القضايا المحورية التي سيتم التفاوض عليها في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف”.
وأضافت “نحن بحاجة إلى أن تلتزم الدول بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية”.
بموجب اتفاق باريس، تلتزم الدول بهدف طويل المدى يتمثل في الحد من متوسط ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي ومحاولة الحد منها بشكل أكبر إلى 1.5 درجة مئوية.
وحلل التقرير خطط المنتجين العشرين الرئيسيين للوقود الأحفوري ووجد أنهم يخططون إجمالا لإنتاج أنواع وقود أحفوري في 2030 تفوق بنسبة 110 بالمئة ما يتوافق مع الحد من زيادة درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية، و69 بالمئة أكثر مما يتوافق مع درجتين مئويتين.
وذكر أن 17 دولة منها تعهدت بتحقيق هدف صفر انبعاثات لكن معظمها يواصل تشجيع ودعم وتخطيط التوسع في إنتاج الوقود الأحفوري.
وأشار التقرير إلى أن الدول العشرين التي تم تحليل خططها تمثل 82 بالمئة من إنتاج الوقود الأحفوري العالمي و73 بالمئة من الاستهلاك، وتشمل أستراليا والصين والنرويج وقطر وبريطانيا والإمارات والولايات المتحدة.
وطالب التقرير بالتخلص التدريجي شبه الكامل من إنتاج الفحم واستخدامه بحلول عام 2040، والخفض المشترك في إنتاج النفط والغاز واستخدامهما بمقدار ثلاثة أرباع كحد أدنى بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات الإنتاج في 2020.
اقرأ أيضًا.. دراسة بريطانية: تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري يسبب سرطان الرئة
مستقبل البشرية مهدد
من جهتها قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: خطط الحكومات لتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري تقوض تحول الطاقة اللازم لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، مما يهدد مستقبل البشرية، ينبغي تزويد الاقتصادات بالطاقة النظيفة والفعالة لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء فقر الطاقة وخفض الانبعاثات في نفس الوقت.”
وأضافت: “بدءًا من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، يجب على الدول أن تتحد من أجل التخلص التدريجي والعادل من الفحم والنفط والغاز ، لتخفيف الاضطرابات المقبلة وإفادة كل شخص على هذا الكوكب”.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: ’’تضاعف الحكومات حرفيا من إنتاج الوقود الأحفوري؛ ’’وهذا يُسبب مشكلة مضاعفة يواجهها الناس والكوكب‘‘. ’’لا يمكننا معالجة كارثة المناخ دون معالجة السبب الجذري لها: ألا وهو الاعتماد على الوقود الأحفوري.
أضاف: يجب أن يوجه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف) رسالة قوية مفادها: لقد نفد عصر الوقود الأحفوري من الطاقة، وأن نهايته أمر لا مفر منه.
تابع: نحن بحاجة إلى التزامات موثوقة لزيادة مصادر الطاقة المتجددة، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، مع ضمان التحول العادل والمنصف.