منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

تقرير: 3 دول تصدر نصف انبعاثات العالم.. والصين تتفوق في الطاقة المتجددة

مع تفاقم آثار تغير المناخ، تسعى البلدان في جميع أنحاء العالم إلى إيجاد حلول يمكن أن تقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون.

بينما يتصارع المجتمع العالمي مع التأثيرات المتصاعدة لتغير المناخ، يتحول الاهتمام إلى الدول الأكثر إطلاقًا لانبعاثات الكربون.

ويمتد التحدي إلى ما هو أبعد من الانبعاثات، مع وجود عقبات واضحة في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مما يؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه هذه الانبعاثات الرئيسية في التحول العاجل نحو ممارسات أكثر خضرة واستدامة.

أصدر مشروع الكربون العالمي، وهو شبكة أبحاث عالمية لأرض المستقبل، تقريره السنوي، بشأن ميزانية الكربون العالمية لعام 2023 (GCB)، ليتتبع الاتجاهات في انبعاثات الكربون العالمية ومصارفها، كمقياس رئيسي للتقدم نحو أهداف اتفاق باريس.

دول الانبعاثات الكبرى

كشفت بيانات أطلس الكربون العالمي عن أن الدول الثلاث الكبرى المصدرة للانبعاثات العالمية، الصين، والولايات المتحدة، والهند، مسؤولة عن ما يزيد عن 50% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.

وفقًا لأطلس الكربون العالمي، فإن 52% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم خلال عام 2021 كانت ناجمة عن ثلاث دول فقط: الصين والولايات المتحدة والهند.

تعد الصين أكبر مصدر للانبعاثات (حوالي 31٪)، تليها الولايات المتحدة (حوالي 13.5%)، وبعدهما الهند (7.3%) من إجمالي الانبعاثات العالمية، بينما يصدر بقية العالم (حوالي 22٪).

بصرف النظر عن مساهماتهم الأكبر في الانبعاثات العالمية، فإن لديهم أيضًا أكبر عدد من السكان، مما يعني ارتفاع انبعاثات الكربون للفرد في الدول الثلاث.

تتصدر الولايات المتحدة المرتبة بحوالي 15 طنًا متريًا للفرد من ثاني أكسيد الكربون، وتأتي الصين في المرتبة الثانية بمقدار 7 طن متري للفرد، في حين أن نصيب الفرد في الهند حوالي 2 طن متري فقط.

تعهدت الدول الثلاث بخفض بصمتها الكربونية والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، لكنهم لا يشتركون في نفس السقف الزمني لتحقيق الهدف.

تهدف الصين إلى تحقيق صافي الصفر بحلول عام 2060، في حين تخطط الهند للوصول إليه بحلول عام 2070.

بينما تسعى الولايات المتحدة للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، وهو الهدف الوحيد الذي يتماشى مع هدف اتفاق باريس.

جهود الدول الثلاث

وفقاً لتقرير مجموعة البنك الدولي، تحتاج الصين إلى ما يصل إلى 17 تريليون دولار من الاستثمارات لتحقيق أهدافها المتمثلة في صافي الصفر والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.

يشمل ذلك بشكل خاص الاستثمارات في قطاعي الطاقة والنقل للتكنولوجيات الخضراء والبنية التحتية.

وبما أن أكبر مصدر للانبعاثات يركز على النمو الاقتصادي، فمن المرجح أن تصل بصمته الكربونية إلى ذروتها في عام 2023.

وفي الوقت نفسه، شهدت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في استثمارات الطاقة النظيفة، وضخت البلاد مليارات الدولارات في التقنيات النظيفة والبنية التحتية لخفض بصمتها الكربونية، وفي عام 2022، وصلت الاستثمارات في هذا القطاع إلى إجمالي 213 مليار دولار.

لكن هذه الاجراءات، على الرغم من ذلك، غير كافية لتحقيق هدف صافي صفر في الموعد المحدد.

وعلى النقيض من الصين، ستركز الهند على استخدام السيارات الكهربائية وتحقيق قدرة نووية أكبر بثلاث مرات بحلول عام 2032.

ومع ذلك، قد تستمر انبعاثاتها الكربونية في النمو بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وسترتفع حصتها من الانبعاثات العالمية إلى 10% بحلول عام 2030.

 

حجم مصادر الطاقة المتجددة 2030

توقعت وكالة الطاقة الدولية أيضًا أنه للوصول إلى الهدف العالمي لصافي الصفر، يجب أن تكون سعة الطاقة المتجددة المركبة أكبر بثلاثة أضعاف من المستوى الحالي بحلول نهاية العقد.

وفقًا لخارطة طريق صافي الصفر المحدثة للوكالة، يجب أن تصل قدرة مصادر الطاقة المتجددة إلى 11000 جيجاوات بحلول عام 2030، والوصول إلى هذه القدرة سيحقق أكبر تخفيضات في الانبعاثات.

وضعت دول الانبعاثات الكبرى أهدافا طموحة لزيادة مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع التركيز على توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما فعلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الشيء نفسه.

تشير التقارير إلى أن معظم البلدان تواجه عقبات كبيرة في تحقيق أهدافها السنوية المتعلقة بمضاعفة القدرات.

من بين المساهمين الرئيسيين في انبعاثات الكربون، تعد الصين الدولة الوحيدة التي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف الطاقة المتجددة لعام 2030.

في المقابل، كانت الولايات المتحدة والهند أبعد ما تكون عن المسار الصحيح لتحقيق أهدافهما لعام 2022، ولم يتمكنوا من إضافة سوى 46% و57% فقط مما هو مطلوب، على التوالي.

نجحت بلدان أخرى في أوروبا في تحقيق بعض التقدم، ولكن لا يزال يتعين عليها إضافة المزيد من المنشآت لتحقيق أهدافها لعام 2030.

تمثل الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مجتمعة أكثر من 60% من إجمالي استهلاك العالم للكهرباء، ما يؤكد مسؤوليتهم الكبيرة في إزالة الكربون من قطاع الطاقة.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.